تعد المرحلة القادمة والمتبقية من موسمنا الحالي من أصعب المنعطفات والمراحل على قطبي العاصمة الهلال والنصر كونها مرحلة حسم في أكثر من منافسة وبطولة والفريق الذي يستطيع جهازه الإداري والفني تحديد أولوياته هو الكاسب خلال هذه المرحلة تجنبًا للإرهاق والإصابات. فالهلال الذي ينافس محليًا على بطولتي الدوري والكأس وخارجيًا على بطولتي آسيا والعرب سيضطر مدربه مرغمًا وقبل ذلك مسيريه عن التنازل عن إحدى البطولات الأربع رغم تصدره لمجموعته الآسيوية أو مجموعة الموت كما يصح تسميتها لقوة فرقها بعد تحقيقه لانتصارين مهمين وتصدره لبطولة الدوري ووصوله للدور نصف النهائي ببطولتي كأس زايد للأندية العربية وكأس خادم الحرمين الشريفين، فالمنطق يقول إنه يجب على الكرواتي ماماش زوران تحديد الأولويات التي يريد تحقيها فبطولة الدوري الآن بيده وبأقدام لاعبيه إذا أرادوا تحقيقها فعليهم مواصلة الانتصارات وعدم التوقف في أي محطة قادمة كون الخصم يتحين هذه الفرصة لانتزاع الصدارة، والبطولة الآسيوية وضع الفريق مريح ويستطيع المواصلة لانتزاع بطاقة التأهل في حال تحقيقه لانتصارين قادمين من المواجهات المتبقية على عكس بطولتي العرب وكأس الملك التي سيجد خلالهما الفريق منافسة قوية وشرسة من الفرق الأخرى والتي تبحث عن إنقاذ موسمهما من الخروج الصفري، فما الذي سيفعله زوران تحديد الأولويات أم الاعتماد على وفرة النجوم لديه. النصر قطب العاصمة الآخر والمنافس بقوة هذا الموسم على بطولة الدوري بقيادة نجمه الهداف المغربي الكبير عبدالرزاق حمدالله والذي أنقذ فريقه في أكثر من لقاء وساهم في مواصلته للمنافسة على الدوري سيجد مدربه أيضًا صعوبات كبيرة في البطولة الآسيوية خاصة بعد أن خسر الفريق أول لقاءين بعد أن ظهر الفريق خلالهما بمستوى فني باهت ومختلف جدًا عن المستوى الذي تقدمه عناصره على صعيد بطولة الدوري، وهذا ناتج طبيعي لضعف العنصر المحلي بفريق النصر وتراجع مستوى أغلب هذه العناصر ليس هذا الموسم بل أكثر من ثلاثة مواسم مما سيصعب الأمر على مدربه البرتغالي فيتوريا الذي أصبح وضعه حتى الآن صعب جدًا، فالدوري دخل مرحلة الحسم ويحتاج لتركيز عالٍ وعدم التفريط بأي نقطة على أمل تعثر الهلال في أي لقاء قادم ووضع الفريق الصعب بمجموعته الآسيوية يحتاج لأي نتيجة إيجابية في أول لقاء قادم حتى لا يؤثر ذلك على مسيرة الفريق ببطولة الدوري التي تعدُ الأمل القريب للفريق في حال تعثر المنافس خلال المرحلة القادمة. فاصلة: افتقدت كرتنا خلال العقد الأخير للمواهب الحقيقية مما أثر وبشكل كبير على نتائج فرقنا خارجيًا وعلى مستوى منتخباتنا على كافة المستويات وهذا نتاج طبيعي لافتقاد أنديتنا للعين الخبيرة التي تكتشف المواهب وتستقطبها وترعاها من جهة واعتمادها من جهة أخرى على إداريين قليلي الخبرة وضعيفي الإلمام بالجوانب الفنية.