ثلاث جولات حاسمة تميط اللثام عن وجه البطل المتوج بدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، بعد انحسار المنافسة بين فريقين هما النصر والأهلي، اللذان يعضان على النقاط الكاملة بالنواجذ، كون التفريط يعني تبدد الأحلام وضياع الجهد. وينقسم النقاد حول توقعاتهم للجولات المتبقية بين من يرى أن المتصدر لن يتخلى عن صدارته وسيكون الأوفر حظا باللقب، وبين من يرى أن ما تبقى من مواجهات يعزز حظوظ الوصيف الذي تخلص من أصعب المواجهات. «عكاظ» وضعت بوصلة اللقب على طاولة النقاد الرياضيين ورصدت قراءة كل منهم لمؤشر دوري جميل، فإلى التفاصيل: يرى الناقد الرياضي حمد الدبيخي أن فرصة الفريقين متساوية بتحقيق البطولة ولكن تظل هناك جزيئيات قد تسهل لأحدهما نيل البطولة، فالمتابع يدرك أن الأهلي قد حسم أمر تأهله للدور القادم آسيويا ما يعني أنه سيكون بعيدا عن الضغوط التي تطالبه بذلك، وستمنح بالتالي مدربه فرصة كبيرة لبلورة فكره، فيما تبقى من مشاركات تنتظر الفريق، فيما لا زال الفريق النصراوي تحت ضغوط رهيبة مطالبة منه بالتأهل الآسيوي الذي لم يحسم بعد وكذلك التي تطالبه بالبقاء في صدارة الدوري، مؤكدا في الوقت نفسه أن الغموض الذي يصاحب تحديد البطل سيمنح ما تبقى من مباريات حضورا وإثارة وتشويقا. وأضاف الدبيخي «ربما يكون لفريق الفتح حضوره في المقابلة القادمة التي تجمعه مع الأهلي ما سيمنح الفريق النصراوي أريحية كبيرة في تأدية بقية المباريات، كما ينطبق الحال نفسه على الفريق النصراوي الذي يجب عليه أن يؤكد تأهله في مواجهته القادمة مع منافسه لخويا القطري والتي سيمتد تأثيرها على مواجهته التالية مع غريمه الفريق الهلالي الذي يعد خارج حسابات البطولة ما سيمنح لاعبيه تركيزا أكبر داخل الميدان ما قد يطيح بصدارة العالمي ويمنحها على طبق من ذهب للفريق الأهلاوي». شخصية النصر فيما يرى الإعلامي الرياضي خضير البراق صعوبة تحديد اتجاه البطولة في ظل تنافس الفريقين اللذين لن يفرطا بسهولة بما وصلا إليه، فالفريق النصراوي يملك شخصية الفريق البطل الذي لن يرضى بغيرها بديلا، في المقابل فإن الفريق الأهلاوي وصل لمرحلة متقدمة من تقديم المستويات المبهرة التي مكنته من الوصول لهذه المرحلة المهمة والحساسة في مسيرته دون خسارة نتيجة لما يملكه من بدلاء ومدرب مميز يملك صفة مهمة ألا وهي الهدوء الذي ينعكس بالتالي على عطاء لاعبيه داخل الملعب «هي جزيئيات قد تحدد البطل برغم أن الفريق الأهلاوي سيخوض مباريات أسهل من منافسه الفريق النصراوي الذي سيكون في مباراته مع نده الفريق الهلالي تأكيدا عن عزمه على نيل اللقب أو التخلي عنه وينطبق الحال نفسه على الفريق الأهلاوي الذي تنتظره مباراة قوية مع جاره الفريق الاتحادي الذي سيؤدي المباراة راغبا في تصحيح أوضاعه ومصالحة جماهيره والتي سيكون إبعاده الفريق الأهلي عن خط البطولة معوضا لها عن تذبذب مستوياته». واختتم البراق حديثه «ربما إن الضغوط على الفريق الأهلاوي الراغب في العودة بعد غياب عن بطولة الدوري أكبر من وقوعها على منافسه الفريق النصراوي المطالب بالمحافظة على لقبه الذي حققه في العام المنصرم ما قد ينعكس على عطاء اللاعبين الأهلاويين في قادم المباريات وخاصة أمام غريمهم الاتحادي». ويرى الإعلامي الرياضي سعيد هلال أن النصر هو الأقرب وبشكل كبير إلى تحقيق اللقب، مؤكدا على استمرار الفارق النقطي الذي يفصل الفريقين عن بعضهما «من وجهة نظر خاصة أرى أن البطولة في طريقها للعودة للفريق النصراوي باستمرار الفارق النقطي بينه وبين منافسه الأهلاوي لأنه ومع كامل احترامي لن يكون للفرق المتبقية عليهما أي دور في تحديد البطل لفارق الإمكانيات الفنية والمعنوية التي تفصل بينهما وبين بقية المنافسين». علامات خضراء من جانبه خالف الناقد والكاتب الرياضي صالح الصالح رأي هلال، مؤكدا أن الأهلي يعد الأقرب لتحقيق اللقب قياسا بمحاربته على جبهة واحدة بعد خروجه من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وضمان تأهله للدور القادم في البطولة الآسيوية، فيما تظل مشكلة الفريق النصراوي أنه يحارب على ثلاث جبهات وبرغم محاولاته بتجاوز الظروف التي حلت به من إصابات وإرهاق وضغوط إلا أنه يشبه الفارس الذي انكسر ظهره ولكن ما يحسب للفريق النصراوي أنه نال شرف المنافسة على كل البطولات وهذا هو المطلوب، أما النتائج فهي في علم الغيب. الديربي الحاسم ويرى الناقد والكاتب الرياضي عبدالكريم الجاسر أن البطولة حسابيا تميل للفريق النصراوي ولكن ما سيحدد ذلك ويؤكده هو نتائج الفريقين في الجولات القادمة التي يتميز النصر فيها على منافسه الأهلي بأن الأمور ما زالت في يده بعكس منافسه الذي ينتظر أن يتعثر النصر في مباراة تمكنه من كسر فارق النقطتين، بيد أن هناك مواجهات هامة مفصلية تنتظر الفريق النصراوي سواء على المستوى المحلي أو الآسيوي والتي سيكون لها وبدون شك الأثر في تحديد عزمه على إكمال مسيرته ولعل أقربها مواجهته الآسيوية مع فريق لخويا والتي تعتبر مفصلية لتحديد تأهله وهذا ما قد يمكن الهلال من تعطيله لأسباب جوهرية، فالفريق النصراوي إن فاز على لخويا فهو سيلعب مع الهلال مرهقا وإن خسر التأهل فسيكون محبطا ومحطما في قدومه أمام الهلال ولكن ما يحسب للإدارة النصراوية أنها أوجدت فريقا ناضجا لن يرفع الراية بتلك السهولة ويضيع لاعبيه فرصة بين أيديهم. ويعارض المدرب الوطني عبدالله غراب من ذهب إلى تحديد أن مواجهة فريقي النصر والأهلي أمام غريميهما الهلال والاتحاد هي من سيحدد البطل، حيث أكد أن كل المباريات القادمة للفريقين مهمة فما فائدة أن يكسب أحدهما غريمه ويخسر أمام فريق آخر، لذا فإن البطولة ما زالت في الملعب ونتائجهما في الجولات القادمة التي تعد لكليهما بطولة هي من سيحدد البطل.. وتجبر المتابعين على الانتظار لآخر جولة في الدوري. فيما يرى المدرب الوطني خالد الطمرة أن المنافسة بين فريقي النصر والأهلي القوية هذا الموسم أظهرت الإثارة على الجولات الأخيرة بانتظار ما ستسفر عنه النتائج في تحديد هوية البطل، لقد أضفت المنافسة الشرسة بين الفريقين على الجولات الأخيرة إثارة وتشويقا لدى جميع المتابعين ما يجعل تحديد هوية البطل تبقى إلى الجولة الأخيرة في الدوري، باعتبار أن كل طرف سيجاهد من أجل الحصول على اللقب والتي أتوقع أن يستمر وضع الفارق النقطي على ما هو عليه لأن كلا الطرفين سيخوض كل مواجهاته على أنها مباريات خروج مغلوب، فلذا سيصعب على الأهلي كسر الفارق ما سيرجح كفة النصر بالمحافظة على لقبه. لا مستحيلات في الكرة ويؤكد رئيس القسم الرياضي بجريدة الحياة منصور الجبرتي أن المعطيات على الورق تميل الكفة للفريق الأهلاوي ولكن كرة القدم لا تعترف إلا بما يحدث داخل المستطيل الأخضر وروح اللاعبين وإصرارهم هي التي ستجلب البطولات للفرق، أما ما سواها فهو تنظير وتوقعات قد تخطئ أو تصيب.. لا شك أن الضغوط من الناحية الجماهيرية تتزايد لدى لاعبي النصر أكثر منها لدى لاعبي الأهلي بدليل الدعم الذي يجده اللاعب الأهلاوي عند الإخفاق بعكس ما يجده اللاعب النصراوي من جماهيره التي قد تنسى عطاءاته بمجرد غلط داخل الملعب يضاف لذلك أن المواجهات التي تنتظر النصر أقوى وأخطر من تلك التي سيواجهها الأهلي مع كامل احترامي للفريق الاتحادي ولعل الدور يقع على كاهل المدربين من ناحية اختيار التشكيل المناسب لكل مباراة والتدخلات، وهذه الميزة تميل في صالح السويسري جروس. ويرى المدرب الوطني سعد السبيعي صعوبة تحديد لمن تذهب البطولة لسبب بسيط أن كلا الفريقين بإمكانهما تحقيق البطولة.. ولكن هناك مواجهات مفصلية قد تحدد البطل، فالمتصدر الفريق النصراوي تنتظره مباريات هامة وصعبة والتي تعد مفصلية في تحديد مسيرة العالمي في تحقيق اللقب، كما أن الأهلي تنتظره مباراة الفتح الذي قدم مستوى جيدا أمام فريق الاتحاد في اللقاء الأخير وأكثر ما يخشاه محبو الأهلي تشرب عقول لاعبيه بسهولة مبارياتهم المتبقية والتي قد تسقطه، ولكن الواقع يقول إن الوقت ما زال مبكرا في الحديث عن البطل المتوج باعتبار أن كل المباريات لهما هامة حتى وإن رأى البعض أن المهمة المتوفرة للقلعة أسهل من المهمة التي تنتظر النصر الذي قد تشغل تعدد المنافسات أذهان لاعبيه وتتسبب في تدني المستوى الفني للفريق . مسألة وقت ويختتم الناقد والمحلل الرياضي عبد الرحمن الرومي الحديث مؤكدا أن اعتلاء النصر لمنصة التتويج تعد مسألة وقت لسبب بسيط أن النصر يأكل بيده ولن يفرط في فرصة تمسك بها من وقت طويل بعكس الفريق الأهلاوي الذي يشترط لتحقيقه البطولة فوزه في كل مبارياته مع انتظار تعثر المتصدر الفريق النصراوي ولعل هذا العامل سيلقي بظلاله على أداء وتركيز اللاعب الأهلاوي في قادم الجولات.. أعارض من ذهب إلى القول بسهولة مباريات الأهلي المتبقية له عنها لدى الفريق النصراوي الذي يملك فرصة أكبر لتحقيق اللقب بفارق النقطتين التي تميل كفته، وتؤكد أن الفريق النصراوي هو البطل لهذا الموسم.