طالب مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله السعدي، بموقف واضح وصريح للأمم المتحدة تجاه جرائم الإبادة وانتهاكات ميليشيا الحوثي الانقلابية بمناطق حجور في مديريّة كشر بمحافظة حجّة شمال اليمن، وما تتعرض له من هجوم وحشي وحصار جائر وارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين بما في ذلك الأطفال والنساء، ما يتعارض مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان ويتطلب معاقبة مرتكبيها. وخلال لقاء له مع رئيسة الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا إسبينوزا، استعرض السعدي المستجدات الأخيرة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق الحديدة وتعنت ميليشيا الحوثي في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مراحل إعادة الانتشار؛ لتقويض الاتفاق وعدم الانصياع لقرارات مجلس الأمن وجهود المجتمع الدولي وممارسة تلك الميليشيات لمزيد من التعنت و تكتيك المماطلة لإطالة معاناة أبناء اليمن و قيامها بفتح جبهات جديدة لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم. وتشهد منطقة حجور منذ أوائل فبراير الماضي أعمالا عدائية على إثر احتجاز القبائل عدد من ميليشيا الحوثي الإرهابية الذين دخلوا الأراضي القبلية في محاولة للسيطرة عليها وتمزيقها كباقي المناطق التي تخضع لسيطرتهم، ما أثار توترا شهد تصعيدا سريعا في الأحداث التي آلت إلى معارك طاحنة استطاعت القبائل خلالها الصمود بدعم من الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن. وتشكل منطقة حجور منذ سنوات حجر عثرة صلب في طريق الزحف الحوثي على الأراضي اليمنية، وبعد وصول قوات الشرعية إلى مديريات حيران وحرض وأطراف مستبأ، أصبح أمام الميليشيا المدعومة من إيران خيار واحد وهو المواجهة مع الجيش الزاحف من الساحل الغربي، لكن التخوف الحوثي من حدوث "الكماشة" بسبب جبال كُشر المطلة على مواقعها من جهة الشرق دفعها لحملة عسكرية مدججة استخدمت خلالها الصواريخ والألغام والأسلحة الثقيلة لاجتياح المديرية، لكن قبائل حجور تصدت بشجاعة وضربت مثلاً لتوحد القوة الشعبية في وجه أي عدوان إرهابي غاشم. وأكد نبيل عبدالحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، في تصريحات ل"الرياض"، أن الحوثيين لم يصمدوا في أي معركة كانت في إطار انتفاضة شعبية؛ لأن الانتفاضة الشعبية تتعامل بنفس أسلوب هذه الجماعات "حرب الشوارع"، الآن القبائل تصمد وتواجه، والتجربة في عدن خير مثال للمقاومة الشعبية وكذلك الصمود البطولي في صبر وهو ما جعل هذه الميليشيات تندحر، إذاً الانتفاضات الشعبية تشكل محور أساسي في مقاومة هذه الجماعة. وأشار عبدالحفيظ إلى أن الحوثيين استطاعوا في لحظة أثناء تحالفهم مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح أن يتمددوا على معظم الأرض اليمنية، ولكن اليوم هم محاصرين في مناطق محددة، هذه المناطق كانوا يعتقدون أنهم استطاعوا أن يزرعوا فيها ثقافة التخويف أو الترغيب لدى أبناء هذه المناطق على أساس استمراريتهم وبقائهم، انتفاضة حجور جعلت مناطق أخرى تنتفض، الآن قوات الجيش بدأت تلتحم ما بين شمال حجة ومناطق صعدة، هذا الالتحام بالتأكيد سيؤدي إلى فتح طرق أخرى إلى الامتداد داخل حجة. وقال عبدالحفيظ إن اليمن يعاني من بطء الاستجابة لدى المنظمات الدولية، يفترض أن تكون موجودة على الأرض، وخصوصاً أن ما يصلنا من تقارير تشير إلى وجود مئات من الجرحى والمصابين، ولم يعد لدى هذه المناطق إلا ما يقدمه لهم التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية فهو الداعم الوحيد لقبائل حجور. وشدد عبدالحفيظ على أن مجلس حقوق الإنسان أصبح مسؤولا عن العمل من أجل الإنقاذ وإيقاف هذه الانتهاكات التي تحدث في الواقع اليمني، وهناك خلل كبير في أسس مهام مجلس حقوق الإنسان التي تم الاتفاق عليها. وعن الوساطات العربية والدولية لحل الأزمة، قال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، إنه رغم أهميتها ورغم اليد الممدودة من قبل الحكومة الشرعية ورغم كل هذه الجهود من أجل عملية السلام، لكن هذه الميليشيات تضرب بها عرض الحائط باستمرار الانتهاكات في المناطق التي تسيطر عليها، وهو ما يعني أن الجانب الدولي والعربي يحتاج لإجراءات صارمة تجاه هذه الميليشيات وأعتقد أن أول هذه الإجراءات اعتبار هذه الجماعة جماعة إرهابية لابد من التصدي لها.