دعا المعارض الفنزويلي خوان غوايدو إلى تظاهرات جديدة الثلاثاء بعد أن أعلن البرلمان الذي يرأسه حال الإنذار في البلاد، فيما تدخل أزمة انقطاع الكهرباء في البلاد يومها الخامس. وأمام البرلمان الذي عقد جلسة استثنائية، وهو المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة، دعا غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة جميع سكان فنزويلا إلى التظاهر مجدداً في كراكاس وفي كل مكان. وأعلن البرلمان الفنزويلي حال الإنذار الاثنين بناء على طلب غوايدو تمهيداً لدخول المساعدات الإنسانية البالغة 250 طناً والمكدسة منذ شهر على حدود البلاد مع البرازيل وكولومبيا. وجاء في المرسوم الذي تقدم به غوايدو ووافق عليه البرلمان «أعلنت حال الإنذار على كل التراب الوطني، بسبب الوضع المفجع في البلاد جراء انقطاع الكهرباء»، مناشدا التعاون الدولي لمعالجة الأزمة في فنزويلا. لكن قرار البرلمان يبقى دون قوة حقيقية لإنفاذه، إذ يسيطر الرئيس نيكولاس مادورو على الجيش والشرطة التي تمنع دخول المساعدات حالياً إلى البلاد. لكنه بخطوته هذه، يمهد لتدخل أجنبي تحت شعار المساعدة الانسانية. ودعا غوايدو الذي اعترفت به خمسون دولة على رأسها الولاياتالمتحدة رئيساً للبلاد، الجيش وقوات الأمن الى الامتناع عن منع أو إعاقة تظاهرات الثلاثاء. وقال: «الوضع ليس عادياً في فنزويلا ولن ندع هذه المأساة تصبح طبيعية»، معدداً الأزمات التي يعانيها السكان وخصوصاً أزمة المياه التي تفاقمت في اليوم الرابع من انقطاع الكهرباء. وأشار إلى أنّ العشرات فقدوا أرواحهم بسبب انقطاع الكهرباء. وأكد وزير الداخلية فلاديمير بادرينو الأحد أن البلاد هادئة. وبصفته رئيساً انتقالياً، طلب غوايدو من السفراء الذين عينهم لتمثيل فنزويلا في الخارج، أن ينسقوا الدعم الدولي. ويعتبر الرئيس مادورو في المقابل أن أزمة الكهرباء ناتجة من هجوم الكتروني دبرته الولاياتالمتحدة مع المعارضة، الأمر الذي وصفه غوايدو بأنه سيناريو هوليوودي، مندداً أمام النواب بالفساد الذي يسود دوائر الدولة المكلفة تأمين الكهرباء، علماً بأن إنتاج وتوزيع الكهرباء تم تأميمهما في العام 2007. وعادت الكهرباء تدريجيا إلى بعض مناطق البلاد في عطلة نهاية الاسبوع، لكن من المرجح أن تنقطع مجدداً. لكن أزمة الطاقة مستمرة. وفجر الإثنين، انفجرت منشأة كهربائية في كراكاس لأسباب غير معروفة وتم نهب متاجر الأحد. وبدأ النقص في المياه والمواد الغذائية يزداد إلى درجة أعلنت الحكومة انها ستبدأ الاثنين توزيع سلع ضرورية في الأحياء الشعبية. على الصعيد الدبلوماسي، فرضت واشنطن الاثنين عقوبات على مصرف روسي لدعمه السلطة في كراكاس. وتم تجميد أصول مصرف افروفايننس موسناربنك في الولاياتالمتحدة ومنع الأميركيون من التعامل معه. وسبق أن أعلنت حكومة الرئيس دونالد ترمب فرض عقوبات اقتصادية وخصوصاً على شركة النفط الوطنية الفنزويلية، وأكدت الأسبوع الفائت أنها ستوسع هذه العقوبات لتشمل مؤسسات مالية أجنبية ضالعة في مساعدة عمليات غير قانونية تعود بالنفع على نيكولاس مادورو وشبكته الفاسدة. وتستمر المواجهة بين غوايدو ومادورو منذ 23 يناير، حين أعلن غوايدو نفسه رئيسا بالوكالة رافضاً الاعتراف بإعادة انتخاب خصمه في عملية ندد بها المجتمع الدولي. وتقول منظمات غير حكومية أن الازمة تسببت حتى الآن بوفاة 15 مريضاً على الأقل في المستشفيات التي تفتقر في غالبيتها الى مولدات كهرباء. ولكن في غياب أي حصيلة رسمية يستحيل معرفة ما يحصل فعلياً في البلاد.