اختيار وتسمية السفير لأي دولة لا يحدث بطرق روتينية، إنما يتبع في ذلك الأسس المنطقية الدبلوماسية، تبدأ من طبيعة علاقة البلدين، وما هو مقدر لها مستقبلا، ويكون شخص السفير، وتاريخه، وثقافته ولياقته نصب أعين حكومته، التي ترى فيه خير من يمثلها، ومن يقارب العلاقات ويوازنها، ويسعى لتطويرها بين الدولتين إلى الأفضل. هذا ما كان يجول في خاطري، وأنا أستعد لمقابلة سعادة السفير العراقي قحطان طه خلف الجنابي، وهو بالمناسبة زميل مهنة، فهو طبيب صحة عامة، غازل السلك الدبلوماسي بعد سنوات خدم فيها بلاده العراق، ولعل العلاقات بين السعودية والعراق تحتاج مرحليا إلى حس وجدية ونظام الطبيب، وحنكة الدبلوماسي، الذي يواجه دقة وأهمية مسؤوليات تنمية العلاقات بين الدولتين العربيتين المحوريتين، بعد طول انقطاع. ومن الملاحظ للمراقب ذلك الانفتاح القوي على مختلف مستويات العلاقات بين الدولتين مع حضور سعادته للرياض، تتويجا لما يتم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، والرؤية السعودية، الساعية إلى إعادة توطين الخير بين أهل القرب والجيرة والأصالة، فرأينا التقدم يسبق في النواحي الرياضية، والتعاون المشترك في التجارة والاقتصاد، وفتح بوابة عرعر التجارية. كما رأينا التعاون الثقافي المتبادل بإرسال مجموعات من المثقفين بين الدولتين في وفود مجتمعية ومعارض فنية، وندوات، وحراك ثقافي يرتجى منها تثبيت وتأكيد وتزايد أواصر القرب. كما أن الشأن السياسي قد تحرك كثيرا خلال العامين الماضيين، وقد بلغ مناطق مبشرة من الوفاق والإخاء، الذي نحن في صدد معرفة الكثير عنه من خلال لقائنا مع سعادة السفير. استقبال حميم وترحاب، وضيافة جميلة شجعت أسئلتي لتحضر، وقابلها سعادته بانهمار إجاباته بروح عربية عريقة سمحة تحتوي العقل والمودة والطيبة والتوازن.* في بداية كل مشروع لسفير، يكون لديه طموحات معينة، يتمنى تحقيقها بين بلده وبين البلد، التي يعمل فيها، فماذا كانت مطامحك في هذا الخصوص، وهل ترى أنه من الممكن تحقيقها في الظروف الحالية؟ * انطلاقاً من أن ما يربط العراق بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة، وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد فيجب أن تكون العلاقة قوية ومتينة واستراتيجية، وطموحاتنا كبيرة، لذلك نعمل على تعزيز العلاقات على جميع الأصعدة السياسية والتجارية والثقافية والرياضية بالإضافة على بقية المجالات. وعن تحقيق هذه الطموحات نعتقد أن الأجواء مناسبة للنهوض بهذه العلاقات في ظل الرغبة الجادة من قبل الحكومتين والشعبين الشقيقين. * بودي أن أسألك عن مشاعرك الشخصية أثناء مقابلة خادم الحرمين الشريفين، ولقائك مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وما الذي يمكن أن تحكيه لنا مما لم نسمعه؟ * منذ قدومي إلى الرياض في 25 أكتوبر تشرفت بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ثلاث مرات، وفي كل مرة يتم اللقاء بالمقام السامي يزداد شوقي لتكرار اللقاء، حيث إن خادم الحرمين الشريفين يتمتع بسجايا ومزايا كثيرة وهبها الله له، وهو يمثل أرقى صفات الدبلوماسية من الفطنة والحضور الذهني ولديه الرؤية الثاقبة والحنكة الإدارية. كما تشرفت بلقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أثناء زيارة رئيس الجمهورية العراقي إلى المملكة العربية السعودية، وقد أذهلتني المهنية والجدية والثقافة، التي يمتلكها سموه فهو ملم ومحيط بكل صغيرة وكبيرة تحدث بالساحة السياسية والعلاقات بين البلدين. * العلاقة الحالية بين العراق والمملكة، التي تشهد تطورا خلال العامين الماضيين، كيف تراها، وهل تعتقد أنها مهددة بأي ظروف مستقبلية؟ * بخصوص العلاقة بين العراق والسعودية في الوقت الحاضر فهي علاقة مميزة وتشهد تطوراً واضحاً وملحوظاً في جميع المجالات ومن ملامح هذا التطور زيارة فخامة رئيس الجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح ورئيس البرلمان العراقي الأستاذ محمد الحلبوسي، وزيارة وفود عديدة للمملكة العربية السعودية، كما تكفلت السعودية مشكورة بتطوير منفذ عرعر، من خلال الاتفاقية، التي وقعت في الرياض لإنشاء وتحسين المنفذ، مع التأكيد الدائم من قبل الحكومتين على توثيق وتعزيز العلاقات بين المملكة والعراق، ووجود الرغبة الشديدة لتطوير وتنمية كل ما يحقق تطلعات قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين. التطور في العلاقات بدأ بالتدرج من عام 2015م، وأراها مع مضي الوقت تتعزز وتقوى مع الرغبة الجادة من قبل الحكومتين والشعبين على إعادة التواصل، والحرص أن تأخذ العلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين العربيين الشكل الصحيح، الذي يجب أن تكون عليه. * العراق الجريح، نهض من أزمته وتعافى تقريبا من الإرهاب، وهو يسعى حاليا للاستقلال التام من كل التدخلات الخارجية، فكيف ترى ذلك، وكيف سيتم التعامل مع الفساد، والفصائل المسلحة، والدستور، ومع الأقليات، وما هو متأمل من وئام شعبي داخلي؟ * بالنسبة للتدخلات الخارجية والفساد والأقليات فإن العراق يعتمد في سياسته على احترام سيادة البلدان الأخرى وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، وكذلك يطالب هذه البلدان باحترام سيادته، وعدم التدخل بشؤونه الداخلية، وهذا شيء مثبت بالدستور، والحكومة العراقية مصممة على ذلك. كما أن الحكومة العراقية الحالية وضعت في أولوياتها محاربة آفة الفساد، التي لا يقل أثرها وضررها عن الإرهاب، وقد تم تأسيس هيئة عراقية لمتابعة الفساد يرأسها رئيس الوزراء الدكتور عادل عبدالمهدي. كما أن الحكومة العراقية حريصة ومصممة على تقوية هيبة الدولة ومؤسساتها وحصر السلاح بيدها واستخدامه ضمن القانون وعدم السماح لأي مجموعة باستخدامه أو تركه بمتناول يدها. بالنسبة للوئام المجتمعي فنحن العراقيين منسجمون على مدى العصور والأوقات، كانت محاولة يائسة من قبل بعض الأطراف لزعزعة الاستقرار في العراق لكنهم فشلوا والحمد لله بقي العراق موحداً ومحافظاً على تجانسه والجميع يعيشون سوية بمختلف الانتماءات، حيث إن الحكومة العراقية حريصة كل الحرص على الحفاظ على هذا التنوع الجميل بتنوع الانتماءات والديانات، التي يحتويها من عرب وكرد ومسيحين ومسلمين وتركمانستان وبقية الأطياف. العراق باقة من الورد خروج أي غصن من هذه الباقة يفقدها جماليتها. أما الدستور فهو أساس لعمل الدولة والحكومة، صحيح توجد فيه بعض الثغرات، ويتوجب إعادة النظر ببعض الفقرات لكن احترامه والعمل وفقه هو الفيصل والحكم لعمل الدولة والحكومة. * ما توجهات الحكومة العراقية الحالية، في الشأن العربي، ونحو المحيط الإقليمي، والكيانات العالمية في وقتنا الحالي؟ * العراق انتهج سياسة الاعتدال وعدم التخندق في أي محور، سواء كان إقليميا أو مناطقيا أو دوليا. نحن معتدلون في سياساتنا الخارجية، ونقف بمسافة واحدة عن جميع الأطراف، لدينا علاقات جيدة وممتازة مع جميع دول العالم باستثناء إسرائيل، أما الدول العربية فعلاقتنا مميزة بهم، كون معظم سكان العراق من العرب الذين يؤمنون إيماناً قاطعاً بعمقهم العربي، ويعتزون به وهم ينتمون لعشائر وعوائل موجودة بالعراق وموجودة في مختلف الدول العربية المجاورة له. *ما منتهى طموحك للعلاقة الثنائية بين السعودية وأرض الرافدين، وهل هنالك خطوات متوقعه لتعزيز أواصر القرب والمشاركة؟ -أطمح أن تكون العلاقة بين السعودية وبين بلدي العراق بأفضل ما يكون، لاسيما أن البلدان جاران، وهما أكبر بلدين في منطقة شبه الجزيرة العربية، ولهما دور كبير في الاستقرار والازدهار على المستوى الإقليمي وليس فقط للدولتين. أطمح أن يتم التكامل بين الدولتين على جميع الأصعدة اقتصادي، تجاري، صناعي وزراعي وتعاون سياسي، ثقافي، صحي وتعليمي، بالإضافة إلى مجال الفن حيث لدينا فرص أن تكون المنفعة متبادلة على كل الأصعدة. طموحي كبير وأتمنى وأسعى من أجل تحقيق ذلك، والرغبة قوية بين الدولتين لتحقيق ذلك، وبإذن الله سيتم تحقيق كل طموحاتنا المشتركة على أرض الواقع، وبأسرع وقت. أتوقع زيادة الزيارات بين المسؤولين وعلى أعلى المناصب في البلدين لأهميتها في تعزيز العلاقات وتقويتها، ومن المؤمل أن يقوم رئيس الوزراء العراقي الدكتور عادل عبدالمهدي بزيارة السعودية قريبا. أيضاً المجلس التنسيقي أحد الأركان المهمة في تطوير العلاقة بين البلدين واجتماعات المجلس ستكون هذا العام في بغداد بتاريخ 3-4 أبريل المقبل وسيترأس الجانب السعودي معالي وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، والجانب العراقي سيكون برئاسة نائب رئيس الوزراء معالي وزير النفط ثامر الغضبان، وهنالك رغبة بأن يرقى هذا المجلس. معالي وزير التجارة سيكون في بغداد منتصف هذا الشهر لمناقشة أجندة اجتماعات المجلس التنسيقي والاتفاق على كثير من الأمور التي سيتم إقرارها في الاجتماعات المقبلة. أيضاً من الخطوات المتوقعة لتعزيز أواصر القرب والمشاركة توقيع عدد من مذكرات التفاهم على هامش اجتماعات المجلس التنسيقي المقبلة، من خلال هذه المذكرات، وسيتم التعاون بتبادل الزيارات والخبرات والمشاركات في المعارض التجارية والفنية والثقافية والتعليمية. كما سيتم افتتاح منفذ عرعر هذا العام، والذي صمم لعبور الشاحنات وتوسيع التبادل التجاري وهو مصمم لعبور 150 شاحنة بالساعة، تربط السعودية بالعراق وبدول أخرى، وسيكون هذا المنفذ شريانا رئيسا في تطوير العلاقة. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ سعادة السفير، الأسئلة لا تنتهي، ولكن الأوراق تزدحم، ففي الختام لا يسعني، إلا شكر سعادتك على ترحيبك وتجاوبك، وعلى إجاباتك القريبة للقلب، ونتمنى أن يحفظ الله دولة العراق، وأن يوفق حكومتها لصنع مستقبل من الإخاء والمحبة والتعاون مع شقيقتها السعودية. السفير الجنابي أكد حرص العراق على عمقه العربي قصة لا ينساها الملك في الأنبار والاحتلال دفعني لترك الطب قال السفير قحطان طه خلف الجنابي: إن حديثا علق في ذهنه ذكره خادم الحرمين الشريفين خلال لقائه -حفظه الله-، حيث روى الملك سلمان أنه أثناء زيارته للعراق في ستينيات القرن الماضي للقنص في صحبة أصحاب السمو الملكي آنذاك الأمير خالد بن عبدالعزيز والأمير فهد بن عبدالعزيز -رحمهما الله-، وقد أرسلوه أهله حيث كان أصغرهم عمراً إلى مدينة راوة العراقية، التي تقع في محافظة الأنبار من أجل شراء الطعام، وعند وصوله للمدينة بدأ يسأل عن مكان يباع فيه الطعام، فرد عليه أهل المدينة: نحن لا نبيع الطعام. الضيف يكرم عندنا، وتم تزويده بكل ما يحتاج من أهل المدينة، وقال السفير إن خادم الحرمين ختم حديث مقامه السامي بأنه لا ينسى ضيافتهم، أهل الكرم والجود. وعن التحول العجيب من الطب إلى الدبلوماسية، قال سعادة السفير العراقي «عملت طبيبا منذ سنة 1991م إلى 2006م إلا أن الظروف التي حصلت بعد عام 2003م استدعت مشاركة كل المكونات العراقية في العملية السياسية الجديدة في العراق، وإيماناً مني بأهمية وضرورة المشاركة في العمل السياسي الجديد، عملت في بداية الأمر مستشاراً لنائب رئيس الوزراء للفترة من 2006م إلى 2009م وبعد ذلك تم ترشيحي للعمل كسفير في وزارة الخارجية العراقية». وأكد السفير الجنابي أن للسعودية خصوصية أكثر كونها مركز الإسلام والمسلمين بوجود الحرمين الشريفين، ولأنها بلد مجاور مهم، وامتداد تاريخي وجغرافي وعشائري مع العراق. وأضاف «الشعب السعودي شعب كريم وفي أصيل بكل أحواله، حيث وجدت العادات والتقاليد العربية الأصلية في هذا المجتمع وفي كل بيت سعودي، ولم ألمس إلا المحبة والأخوة والتعاون من كل شخص نلتقيه هنا». بلد التاريخ والحروف الأولى سينهض لا محالة قال السفير الجنابي: إن العراق بلد الحضارات بلد التاريخ البلد الذي جرت فيه أول محاولة للكتابة قبل آلاف السنين، بلد البابليين والآشوريين والسومريين وغيرهم ولا يمكن لمثل هذا البلد إلا أن ينهض. وأضاف «العراق على مر العصور مر بأزمات كثيرة، ولكنه دائماً يستعيد عافيته مستلهما تلك القوة من تاريخه وحضارته». وتابع: إن المشكلات التي يواجهها العراق، يكمن حلها في إيجاد نهضة اقتصادية، وهذا ما تعمل عليه الحكومة الآن بنهضة عمرانية، واقتصادية واستثمارية، بالإضافة إلى تطوير البنى التحتية وإيجاد فرص العمل وتفعيل القطاعات كافة بما فيها قطاع الزراعة والصناعة والاهتمام بالثقافة وإعطاء المجال الثقافي حقه، وإعادة الآثار المنهوبة والمسروقة من قبل داعش والاهتمام بالمتاحف، التي هي حضارة وتاريخ للإنسانية كافة، والحرص على ذلك والتمسك به من أجل الإنسانية بالدرجة الأولى، كما أنه تمسك وطني من قبل العراقيين للحفاظ على تاريخهم وحضارتهم. وأبدى سعادة السفير العراقي ثقته بأن العراق لديه إمكانيات تؤهله للنهوض وتجاوز كل الأزمات والصعاب بما لديه من مقومات وموارد بشرية وعقول وإمكانيات مادية تؤهله للعودة للمقدمة.