لم تعد بوصلة القوة والتأثير في العالم تتجه فقط إلى أقصى الغرب والشرق بحثاً عن القرار السياسي والاقتصادي والعسكري الذي يساهم في تشكيل المشهد العالمي ويؤثر على القضايا الدولية المهمة. اليوم العالم يتغير، هناك من يغيره، هناك مع يجبر بوصلة القوة والنفوذ في العالم على أن تتجه نحو الرياض. قبل أيام نشر موقع Business Insider الشهير تصنيف صحيفة US News السنوي للدول الأكثر نفوذاً وقوة في العالم بالتعاون مع جامعة بنسلفانيا وجاء تصنيف السعودية في المركز التاسع عالمياً والأول عربياً وإسلامياً متقدماً على إيطاليا، إسبانيا، بلجيكا، هولندا، الدنمارك، السويد، كندا، أستراليا، الهند، كوريا الجنوبية وجميع الدول العربية والإسلامية. وقد اعتمد تصنيف السعودية في هذه المرتبة المتقدمة عالمياً على خمس عوامل قوة لدى السعودية هي القدرة على التعامل مع الأزمات والتحديات والتفوق العسكري والقدرة على خلق التأثير والتوازن في السياسية الدولية، القدرة السريعة على تشكيل تحالفات دولية صلبة، القدرات الاقتصادية الضخمة والفرص الاستثمارية الكبيرة والواعدة. وقد وصفت مجلة US News السعودية بعبارة «عملاق الشرق الأوسط» وقبلة المسلمين ومصدر الطاقة المهم في العالم. والحقيقة أنه لا جديد في أن تكون السعودية هي بنك الطاقة للعالم وقبلة المسلمين لكن الجديد والمؤثر الذي خلق الفارق وحرك البوصلة إلى الاتجاه الجديد هو الطموح والتخطيط والروح السعودية المختلفة التي ظهرت منذ ثلاث سنوات، وبدأت تخطط لاستغلال القدرات الكامنة لتشكل نقاط قوة إضافية لمستقبل السعودية والسعوديين الذين حباهم الله سبحانه وطناً مباركاً هو أثمن من البترول. وعلى الرغم أنه مجرد تصنيف لن يرفع من قدر السعودية أن تكون فيه، ولن يسيء لها إن حدث وغابت عنه إلا أنها شهادة محايدة من جهة متخصصة، ومؤشر جيد يؤكد صحة الاتجاه الذي تسير فيه الجهود الكبيرة لقيادة «عملاق الشرق الأوسط» الهادفة لإعادة التمركز في العالم، والظهور كقوة إقليمية وعالمية مؤثرة في العالم بما يخدم استدامة النمو الاقتصادي، وتوثيق الشراكات التجارية وتعزيز الدور السياسي وتقوية التحالفات الإقليمية والدولية.