شدد رئيس اللجنة الرياضية في الغرفة التجارية بالرياض الدكتور خالد الجريسي على أن «مستوى التسويق والاستثمار في ملاعبنا دون المامؤل ويتضح لنا من واقع حجم التسويق والاستثمار الفعلي، ومعرفة عوائد الأندية ومقارنتها بمصروفاتها والوقوف على حجم العجز ما بين الإيرادات والمصروفات». وقال في حديثه ل»دنيا الرياضة»: «لا يخفى على جميع المتابعين أن الأندية السعودية تواجه مشكلة واضحة في الإيرادات أدت إلى زيادة مديونات الأندية بشكل كبير، ولولا تدخل قيادتنا ممثلة في سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتكفله مشكورًا بسداد ديون الأندية كاملة، لرأينا معاناة هذه الأندية وصدور قرارات إدارية صارمة ضدها، وهذه المعطيات تؤكد على أن التسويق والاستثمار أقل من الطموح، وأنه لا يعود على الأندية بالمبالغ التي تحقق لها نوعًا من الاستقرار المالي». وأضاف «لتتغلب الأندية على ضعف تسويق مواردها لا بد من الإشارة إلى أن مشكلة الموارد المالية للأندية هي مشكلة عالمية، وليست مقتصرة على القطاع الرياضي في دولة دون أخرى، بل نجد حتى في الدوريات الأوروبية الكبرى أندية كثيرة تعاني ضعفاً كبيراً في مواردها المالية، ما يجعلها تلجأ إلى القروض المستمرة لتعويض النقص، والبحث عن المستثمرين من آسيا وغيرها لضخ الأموال، ونحن في المملكة لسنا بعيدين عن هذه الأجواء باستثناء بعض الأندية الكبرى، والسبب الرئيس من وجهة نظري يكمن في ارتفاع مصروفات الأندية نتيجة لتضخم عقود الاحتراف والشروط الجزائية المترتبة على إلغاء عقود المدربين واللاعبين، مما يجعل إيرادات تلك الأندية تعجز عن وفائها بالمصروفات السنوية». وأوضح الجريسي أن الحل يكمن في مراجعة عقود اللاعبين وتحديد سقف للرواتب والمكافآت، وهذا ما قامت به الهيئة العامة للرياضة مشكورة قبل مدة، مؤكداً على الأندية تحتاج إلى حماية حقوق ملكيتها المتمثل في مبيعات الملابس الرياضية وغيرها من المنتجات ومحاربة التقليد، وهذه المنتجات الرياضية تمثل مداخيل قوية للأندية الكبرى في العالم. وأشار إلى أهمية عوائد النقل التلفزيوني في تحقيق إيرادات جيدة للأندية، خصوصاً أن الدوري السعودي من أقوى الدوريات في الشرق الأوسط وآسيا، ويحظى بمشاهدة عالية. ووصف رئيس اللجنة الرياضية في الغرفة التجارية بالرياض الحضور الجماهيري لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بأنه يتفاوت بحسب قوة جماهيرية الأندية وبطولاتها، وغالب الأندية الجماهيرية الكبرى تحظى مبارياتها بحضور جماهيري جيد إلى مرتفع. وتابع «شاهدنا جميعاً الإضافة الجماهيرية الكبرى بعد افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية «الجوهرة» بجدة، والذي حقق أرقاماً قياسية في الحضور الجماهيري، وإن كان الحضور الجماهيري في ملاعبنا الرياضية دون المأمول، بل نلاحظ في بعض المباريات أن عدد الجماهير لا يصل إلى مئة مشاهد، وهذا بلا شك ينعكس بشكل سلبي على المردود المادي لهذه الأندية». وتطرق إلى أن الكم الكبير من اللاعبين الأجانب بالدوري ساهم في ارتفاع الإثارة والندية للبطولة، والملاحظ أن زيادة عدد المحترفين خلق حالة جديدة من التنافسية بين الأندية ورفع الندية، وجعل للمباريات الكبرى نكهة مميزة لم نعهدها في السابق، وفيما يخص المردود المادي لزيادة عدد الأجانب في الدوري، فلا شك أن هذا رفع القيمة السوقية للدوري السعودي، وساهم في تعزيز حضوره الإعلامي، لكن تبقى الإشكالية في قدرة الأندية على الوفاء بمصروفاتها السنوية المرتفعة من أجور هؤلاء المحترفين، خصوصاً أن موارد الأندية لم تزد والرعاية لم ترتفع، والحضور الجماهيري لم يشكل إضافة نوعية بازدياد، ما يجعل التحدي كبيراً على الأندية، وربما ينكشف الكثير منها على عجز مالي، قد يضطرها للوقوع تحت طائلة ديون كبيرة».