حاول زعيم ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، عبدالملك الحوثي، بكل جهده الدفاع عن إيران وتقديم مرافعات عن دور طهران في «حماية القدس ومقاومة إسرائيل» وبذل كلّ ما في وسعه خلال كلمة ألقاها الشهر الماضي لإقناع اليمنيين بأن المساندة الإيرانية للحرب الانقلابية التي تخوضها ميليشياته في المدن والقرى اليمنية «تأتي في سياق دور إيران في مقاومة الكيان الصهيوني وحماية القدس وتنفيذ مهمة تحرير فلسطين» بل إن دراما البجاحة الحوثية ذهبت به إلى أن دعا الشعب اليمني إلى الالتحاق بصفوف ميليشياته ورفد الجبهات بالمقاتلين والمال لمواجهة إسرائيل في تعز وحجة والحديدة والبيضاء ومختلف المناطق اليمنية التي تتعرض للهجوم على يد مقاتلي جماعته، وقوبلت كلمته بسخرية واسعة في أوساط اليمنيين. وسخرت الحكومة اليمنية من أساليب المزايدة المفضوحة التي اعتادت عليها أذرع إيران في المتاجرة بالقضية الفلسطينية واستخدامها دعائياً وإعلامياً وضخ شعارات زائفة يكررها زعيم الميليشيا من خلال الخروج بخطابات مملة ومُستهلكة تتزامن في الغالب مع خطابات أكثر استهلاكاً لزعيم ميليشيا حزب الله الإرهابي، حسن نصر الله، استمراراً للنهج الإيراني في استخدام قضية فلسطين لإبعاد الأنظار عن جرائمه. ومن قبل انعقاد مؤتمر وارسو بأكثر من أربع سنوات، شرعت ميليشيا الحوثي في إشعال الحرب في اليمن تحت مبرر مواجهة إسرائيل، كجزء من إستراتيجية النظام الإيراني لتفجير اليمن واحتلاله وتحويله إلى منطلق لتفجير المنطقة برمتها. شعارات دعائية ويستخدم وكلاء الخراب الإيراني في اليمن أسلوب المزايدة المكشوفة واستغلال قضية فلسطين وتحويلها إلى مجرد شعارات دعائية كمتاجرة بها واستثمارها بشكل رخيص عبر وسائل إعلام الجماعة وخطابات زعيمها بهدف حصول إيران على مكاسب ونفوذ في اليمن والمنطقة العربية، وسعياً منهم لتحقيق وتثبيت النفوذ الإيراني، يدعي الحوثيون مقاومتهم لإسرائيل من خلال شن حروب دموية، يمارسون فيها سياسة الإبادة المنظمة بحق الشعب اليمني وتدمير مقدرات الدولة وتقويض النظام والقانون والمؤسسات، لصالح تثبيت فوضى الميليشيات التي لا تخضع سوى لولاية الفقيه. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي ل»الرياض»: «زعيم ميليشيا الحوثي يسير على خطى قرينه زعيم تنظيم حزب الله الإرهابي حسن نصر الله، في استغلال القضية الفلسطينية بشكل رخيص، تنفيذا لتوجيهات وأوامر النظام الإيراني وأجندة طهران التخريبية، وخدمة لأغراض لا تمت بصلة للمصلحة الفلسطينية، ولم يقدم لقضية فلسطين شيئاً، باستثناء زحمة الشعارات الكاذبة». سياسة ثابتة وفي حين تتاجر الميليشيا بالقضية وتستثمرها لتمكين إيران من السيطرة على جزء من اليمن، يؤكد راجح بادي أن القضية الفلسطينية ستظل هي قضية الشعب اليمني الأولى، حتى يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على كامل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكداً ثبات موقف القيادة اليمنية الداعم للقضية الفلسطينية ومركزيتها، وعدم الرضوخ للمزايدات. أوهام الأبواق وقال بادي: «تنظيم حزب الله يتوهم هو الآخر أن بإمكانه من خلال المزايدة اللفظية بالقضية الفلسطينية غسل وسخه والتغطية على تورطه في الحرب الانقلابية على اليمن. مشيراً إلى أن هرطقات حسن نصر الله لن يكون بمقدورها الدفاع عن سمعته الملطخة بدماء اليمنيين، كما أن ادعاء مقاومته الزائفة لإسرائيل غير كفيل بحجب حقيقته المفضوحة بفعل مشاركته المباشرة في تفجير الحرب الانقلابية وتأجيجها بالإضافة إلى أنشطته الإرهابية والإجرامية من خلال تنظيم وتدريب وتمويل الميليشيا الحوثية وتورطه في تهريب وبيع المخدرات. وقالت الحكومة الشرعية اليمنية في بيان نشرته وكالة الأنباء الحكومية «سبأ»: «الصراخ الحوثي المتجدد يأتي على قدر الألم الذي يعانيه المشروع الإيراني في المنطقة العربية، وبات يدفعه إلى الجنون واللعب على حافة الهاوية، بفعل سياسة الحزم للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي فعلت فعلها في فضح أهداف هذا المشروع التخريبي ومحاصرته». وعي يمني وبين بادي أنه لم يعد أحد يتأثر بالعنتريات والخطابات الزائفة والأكاذيب التي تروجها أدوات ورموز الأذرع الإيرانية حول أكذوبة «حماية فلسطينوالقدس» ولفت إلى أن الشعب اليمني يدرك أن الحوثيين يهربون إلى المزايدة بالقضية الفلسطينية لتسويق عمالتهم لإيران ومحاولة منهم لتمكين نفوذ لها في اليمن، ناهيك عن أن اليمنيين لديهم يقين بأن هذه المزايدة، هدفها التغطية على جرائمهم الوحشية بحق الشعب اليمني. غير أن الشعب، لم يعد تنطلي عليه أكاذيب الميليشيا وآلة الدعاية الإيرانية، وبات اليمنيون يدركون أن أذرع النظام الإيراني تستخدم القضية الفلسطينية ستاراً تختفي ورائه لتمارس التدمير المنظم والشامل للدولة اليمنية. بدوره قال علي البخيتي الناطق باسم ميليشيا الحوثي سابقاً، والمنشق عنها حالياً إن اليمنيين يدركون أن مزايدات الحوثيين المتعلقة بقضية فلسطين مجرد نفاق مفضوح، ومن قتل وجوّع اليمنيين وشردهم وفجر منازلهم واعتدى على حقوقهم وسجن وعذب حتى النساء لا يمكن أن يكون حريصاً لهذه الدرجة على فلسطين والفلسطينيين، وبالتالي من قتل إخوانه لا يمكن أن يكون رحيماً بجيرانه.