"التواصل بين الأجيال" في زمن تكنولوجيا المعلومات ومواقع التواصل الإلكتروني. كان هذا موضوع بحث مدرسي كُلفنا به. مجموعتنا تتكون من 7 أفراد. أعمارنا تتراوح بين 13 – 15. ومن الطبيعي أن نلجأ للأستاذ جوجل للمساعدة. قسمنا العمل والمسؤوليات بيننا. وحددنا المدة الزمنية، وموعد اللقاء التالي لمناقشة ما توصلنا إليه. بعد عرض خلاصة ما خرجنا به، وجدنا أن كلمة "القدوة" وسلوكيات الآباء موضوعين مشتركين بين الدراسات التي اطلعنا عليها، وكانت في حدود فهمنا. ووجدنا أن التواصل بين الأجيال صعب وضعيف بسبب الاختلاف الكبير الذي أحدثته تكنولوجيا المعلومات بين جيلنا وجيل كبار السن. الأجهزة الإلكترونية أصبحت هي حياتنا وشغفنا، وأصبح العالم الافتراضي هو عالمنا الحقيقي، فيه يوجد أصدقاؤنا وتتشكل علاقاتنا التي أصبحت تغنينا عن التواصل المباشر. أين المشكلة؟ فجيلنا يرى حياته طبيعية. المشكلة حسب ما قرأنا ويؤكد لنا كبار السن من أقاربنا، عند زياراتنا الدورية لهم، أننا بدأنا نفقد مهارات التواصل الإنساني، بل والرغبة فيه. لأننا نجلس في زياراتنا القصيرة والمتباعدة، كل واحد ملتصق بجهازه، ونتبادل الكلام معهم في أضيق الحدود، ولا نهتم. في هذه المرحلة من البحث أُصبنا بما يشبه الإحباط. فاقترح المسؤول عن إدارة المجموعة أن نعمل جلسة "عصف ذهني". على أن يشارك كل منا بتجربته بصراحة، كي نحدد المشكلة من وجهة نظرنا ونتوصل إلى نتيجة حقيقية وواقعية تُعبر عنا. في نهاية الجلسة، وكانت عاصفة فعلا، تخللها صوت غضب خفي.. وتفاجأنا بانفعالات عاطفية من بعضنا انفجرت بالبكاء. وخرجنا بهذه النقاط المشتركة: * الكل يتهم الأجهزة والنت ولكنها ليست المتهم الأول والوحيد.. * آباؤنا هم المتهم الأول، لأنهم هم حلقة الوصل بيننا وبين جيل آبائهم؛ ولأنهم النموذج الذي قلدنا أسلوبه في التعامل مع الأجهزة في حضرتنا والآخرين.. * الأجهزة لم تفقدنا القدرة على الحوار والتواصل الإنساني، بل افتقدناها من طفولتنا بانشغال الآباء عنا وعن حياتنا.. * نشأنا نتفادى الكلام معهم لأنهم مُحبطون؛ نشعر معهم أننا لن نصل لنجاحاتهم التي يكررون قصصها علينا ويريدوننا الاقتداء بها. كيف.. ولم نمر بتجاربهم ولم نعش حياتهم؟ فكيف نجعلهم يتفهمون!؟