أكد أول رئيس إيراني أن الخميني خان مبادئ الثورة الإيرانية بعد أن وصل إلى السلطة عام 1979، تاركاً شعوراً بالمرارة وسط من عادوا معه إلى طهران متوهمين النصر. وروى أبو الحسن بني صدر والذي تولّى رئاسة الجمهورية الإيرانية في 4 فبراير 1980 حتى 21 يونيو 1981، أحد معارضي حكام طهران الدينيين منذ أن تم عزله من منصبه وهرب إلى الخارج عام 1981، وهو يستعيد الذكريات كيف كان قبل 40 عاماً في باريس مقتنعاً بأن الثورة الخمينية لزعيم ديني ستمهد الطريق للديمقراطية وحقوق الإنسان بعد حكم الشاه. وقال بني صدر (85 عاماً) في مقابلة بمنزله في فرساي خارج باريس مع رويترز حيث يعيش منذ عام 1981 "عندما كنا في فرنسا تبنى كل ما قلناه له ثم أعلن أنه سيحكم بآيات القرآن الكريم دون أي تردد". وتابع، "كنا على يقين أن هناك التزاماً قاطعاً من زعيم ديني وأن كل هذه المبادئ ستتحقق لأول مرة في تاريخنا". وفر الخميني من إيران في منتصف الستينيات خوفاً من حملة صارمة أطلقها الشاه على تعاليمه، واستقر في نهاية المطاف في منزل متواضع في قرية خارج باريس ومن هناك أجج الاضطرابات في إيران ورعى الثورة الخمينية المستقبلية. وكان بني صدر ابن رجل دين شيعي بارز وطالب يدرس الاقتصاد في باريس وتربطه علاقات أسرية وثيقة مع الخميني وساعده في الانتقال إلى فرنسا بعد أن قضى فترات في تركيا والعراق ليصبح واحداً من أقرب مساعديه. وبين بني صدر "كانت فرنسا مفترق طرق للأفكار والمعلومات ولهذا اختارها بعد أن رفضت الكويت استقباله". وعن تحولاته الدكتاتورية أوضح بني صدر، عندما كان في فرنسا كان يؤيد الحرية. كان يخاف ألا تصل الحركة إلى مبتغاها وأن يضطر للبقاء هناك. وأضاف "لم يتغير إلا عندما هبط درجات السلم من الطائرة في إيران. تمكن رجال الدين الشيعة منه ورسموا له مصيراً جديداً هو الدكتاتورية التي نراها اليوم". وروى بني صدر كيف ذهب لمقابلة الخميني الذي أصبح معروفاً بلقب الزعيم الأعلى في مدينة قم، بعد بضعة أشهر من العودة من فرنسا ليشكو إليه ضغوط السلطات الدينية من أجل إجبار النساء على ارتداء النقاب. وقال إن ذلك تعارض مع الوعود التي قطعها في باريس مؤكداً أن من حق النساء الاختيار. وأردف، الخميني قال لي إن الأمور التي ذكرها في فرنسا كانت ملائمة لكنه ليس ملزماً بكل ما نطق به هناك وأنه سيقول العكس لو شعر أن ذلك ضروري. وزاد كانت تلك لحظة مريرة جداً جداً. وأكد بني صدر أن النظام الحالي أضعف كثيراً جداً مما يتصور البعض. ولسنا بحاجة لثورة جديدة. أول رئيس إيراني أبو الحسن بني الصدر