من أشكال العنف الأسري الضرب؛ وهو الأسى لدى المعنَّف. كم من رجل وامرأة يقومان بضرب أبنائهما، لكن من يأتي ويقول أنا؟ يدعي بعضهم أن السبب هو أنه يقوم بتربية أبنائه؛ فهل هذا يعقل؟ هذه ليست تربية وإنما ضرب وتعنيف. من مشاهدة شخصية بعد أن قمت بزيارة اختصاصية نفسية لاستطلاع بعض الآراء؛ وقد تجاوبت معي وأجابت عن بعض الأسئلة، كانت تقول: هناك إحصائيات لأعداد كبيرة من الأهالي يقومون بضرب أبنائهم. وقد يكون هذا الضرب مبرحاً جداً، منه ما يأتي بالكسر، وأحيانا الموت على أيدي بعض الآباء. إن العنف والضرب لهما نتائج مدمّرة؛ حيث إنّ: * أضرار العنف الأسري على الإنسان أولا وثانيا نفسية وجسدية. ويأتيه الخوف، والألم، وأحيانا لا يأتيه النوم، فضلا عن الكوابيس والأحلام المزعجة. o هناك قصة سأقوم باختصارها، وهي أنه قبل 23 عاما تزوجت امرأة من رجل شديد في أسلوب تربيته، وكان يضربها، وقد أنجبت منه طفلة، وكان يضرب زوجته أمام ابنتهما، والطفلة تتألم وترتعش جدا أثناء ذلك، وعندما كبرت الطفلة كان يضربها أيضا، وهذا هو العنف؛ شعور يتألم منه الإنسان عندما يستمع إلى هذه القصص المحزنة جدا، وكانت نهاية هذه الطفلة نتيجة العنف المفرط أن أضحت نزيلةً في أحد مستشفيات الأمراض النفسية. بعض الكلمات لها تأثير جميل في الأطفال، يطلقها الأب أو الأم فتُحدِث أثراً جميلاً في نفسياتهم؛ إذ تُشعرهم بالفرح والسعادة، ولكن مع ذلك هناك جهود لا يمكن تجاهلها؛ تبذلها دور الرعاية الاجتماعية ضد العنف الأسري. -ولكن نتساءل: أين القلب الذي يحن، والذي يتألم على من يضرب أبناءه أو زوجته، ولا سيما أن هناك أيضا أمهات يقمن بضرب بناتهن؟ وهذا ما رأيته ورآه غيري في المجتمع. * هناك أيضا من يقوم بضرب والديه - والعياذ بالله - من هذا السلوك المشين والعقوق. نسأل الله للجميع الرشد والصلاح والتوفيق.