رغم العلاقة المتذبذبة لنا نحن العرب مع الغرب؛ ومع ذلك مازلنا معجبين بهم سواء بالتطور التقني أو المعماري أو السياحي أو حتى على الصعيد العسكري. ولذلك نسي بعضنا أكثر الدول خطورة وهي التي بجوارنا مثل إيران والتي نرى نتائج الغفلة عنهم سواء بسورية أو لبنان أو اليمن أو غيرها... ودائماً ما نقول إن إسرائيل هي الخطر. نعم هي خطر؛ لا نختلف على ذلك ولكن من الصعب جداً أن نواجه خطرين بنفس الوقت، لا أقصد بالمواجة السلاح أو ما شابه؛ بل بالسياسة والتخطيط والإعلام، لأن من يقف خلف إسرائيل هي تلك الدول التي تقدّم نفسها على أنها دول الحرية والديموقراطية. ويزداد إعجابنا بهم مع مرور الوقت، أما الإيرانيون فلديهم معضلة في المنطقة، فهي تعاني من عقدة العرب فذلك جعلها بلا هدف، فأصبحت تطمع للتوسع، فأصبحت الأحواز العربية محتلة منذ 1925م والتي تعادل 16 مرة من مساحة فلسطين، ومع ذلك للأسف لا تقف معاناة المسلمين والعرب على احتلال فلسطين بل هناك احتلال آخر؛ هو الأحواز، لنأتي للمعضلة الأخرى وهي العزلة الثقافية سواء باللغة أو بالمذهب كإسرائيل لغة عبرية ودين يهودي لذلك إيران تتشارك مع فلسطين بمسألة العزلة الثقافية لغة فارسية ومذهب شيعي مقارنة بدول الجوار لغة عربية والعالم الممتد بالمذهب السني الكبير، والمعضلة الثالثة وهي معضلة الكراهية التاريخية للعرب من القضاء على الإمبراطورية الفارسية وإخضاع كسرى، وحكم العرب للكثير من الدول الآسيوية والإفريقية والأوروبية لسنوات كثيرة جداً. ونحن العرب دخلنا الحرب بنوع من الشهامة والفروسية فكان شعارنا شرف الوثبة أن ترضي العلا غُلب الواثبُ أم لم يُغلبِ، بينما كان شعار العالم في الحب والحرب يجوز كل شيء، وأعتقد أن مع سياسة بلادنا الحبيبة بقيادة سلمان الحزم والعزم وسمو ولي عهده الأمين ستختلف بيادق اللعبة وستكون مصلحة المملكة قبل الجميع، وسيتم النظر في إيران من جهة ومن جهة أخرى الغرب مع التركيز على الفرس فهم يطمحون لمشروعهم لاسترجاع عرشهم المزعوم والذي فقدوه، ولكنهم لا يعلمون أن خصمهم لم يخضع عرشهم فقط بل أخضع الكثير من العروش التي نشرت الظلم والكراهية والحسد في العالم.