عندما نسمع أو نقرأ عن التغير المناخي، يتبادر إلى الذهن المشكلات البيئية مثل ارتفاع مستوى البحار، وزيادة درجات الحرارة، وذوبان الجليد في القطبين وغير ذلك. ولكن كثيراً من الخبراء يؤكدون أن هذه المشكلات هي مجرد قمة جبل الجليد. فالتغير المناخي سوف يؤثر على كل شيء في هذا العالم، بداية من الاقتصاد وحتى صحة المجتمع والأفراد. والتغير المناخي هو تغير طويل المدى في معدل حالة الطقس، ويمكن أن يشمل ذلك معدل درجات الحرارة، وحالة الرياح، ومعدل التساقط. وقد يتسبب التغير المناخي في حدوث تغيرات قد تكون دائمة على الأرض من حيث النواحي الجيولوجية والبيولوجية والنظم البيئية. وقد قدرت منظمة الصحة العالمية "WHO" أن هناك نحو (160,000) حالة وفاة منذ العام 1950م ترتبط بصورة مباشرة بالتغير المناخي. أما الجزر الحرارية فهي مواقع تتركز في المناطق الحضرية مثل المدن الكبيرة، حيث يكون للمباني الخرسانية، والطرق المسفلتة والنشاطات البشرية والصناعية دور كبير في رفع درجات الحرارة في المدن مقارنة بالمناطق المحيطة. ولكن لماذا تحدث هذه الظاهرة؟ إن السبب يعود إلى أن أشعة الشمس لا يتم تحويلها أو التعامل معها في المناطق الحضرية بعكس المناطق المحيطة بها. فالمناطق المحيطة تكون عادة مغطاة بالنباتات والتربة، حيث يتم امتصاص أشعة الشمس وتحويلها إلى أشكال أخرى من الطاقة. أما في المدن فيتم امتصاصها خلال النهار، وإطلاقها خلال الساعات الأولى من الليل، لتظهر المدن دائماً أكثر حرارة من المناطق المحيطة بها. وتسهم عوادم السيارات والآلات الصناعية والأجهزة والمصابيح الكهربائية في هذه الظاهرة بازدياد درجة الحرارة في المدن. وتتحول المدن نتيجة ارتفاع درجات الحرارة فيها إلى ما يسمى بالجزر الحرارية، وهي تحدث عادة في المدن المكتظة بالسكان وفقاً لوكالة حماية البيئة الأميركية. ويحتوي الإسفلت في المدن على قيمة منخفضة لانعكاس الإشعاع، وبالتالي يتم امتصاصه بشكل كبير، كما أن محطات توليد الطاقة في المدن تؤدي إلى زيادة انبعاث غازات الاحتباس الحراري. ومن أجل تخفيف ظاهرة الجزر الحرارية في مدننا لابد من الإكثار من زراعة الأشجار والمسطحات الخضراء، واستخدام الألوان الفاتحة في المباني، والاهتمام بالعزل الحراري، وتقليل استخدام أجهزة التكييف، وتفعيل دور وسائل النقل العام. كما أن استخدام وسائل الاتصال الحديثة مثل الإنترنت في إنجاز الأعمال والاتصال بين الناس سوف يقلل من ظاهرة الجزر الحرارية التي تسهم في زيادة درجات الحرارة في مدننا الكبيرة.