حضرتُ مؤتمرات صحفية كثيرة، للترفيه وغير الترفيه، ولم أشعر بروح الإنجاز مثلما شعرت بها في مؤتمر هيئة الترفيه الأخير والذي أعلن فيه معالي تركي آل الشيخ عن مجموعة كبيرة من الفعاليات والمهرجانات والقرارات المهمة التي ستأخذ بصناعة الترفيه نحو آفاق أرحب وأكبر. شعور الحسم والإنجاز والنجاح كان هو المسيطر على جميع من حضر المؤتمر من أصحاب السمو والمعالي إلى النجوم إلى الإعلاميين، وصولاً إلى المستثمرين الذين تابعوا المؤتمر عن بعد ووجدوا فيه فرصاً ذهبية للاستثمار ستعود عليهم وعلى اقتصاد الوطن بالخير الكثير. فمن أين أتى هذا الشعور الإيجابي المشبع بالتفاؤل والانطلاق؟ هل هو من وفرة الفعاليات؟ أم تنوعها؟ أم نوعيتها وقوة القرارات المصاحبة لها؟ أم لسبب آخر؟ لقد جاء من كل هذه الأسباب، بالإضافة إلى سبب آخر مهم يتعلق بشخصية معالي تركي آل الشيخ، فمثل هذا الشعور الحيّ والنشط ظل مرافقاً لمعاليه في كل مسؤولياته السابقة، وحيثما كان يحضر معه، بل يمتد لكل المحيطين به، في تجسيد حيّ لمعنى التأثر والتأثير بالقدوة، وهو بوصفه قائداً فإنه يؤثر بعفوية وتلقائية بكل العاملين معه، ليجعلهم هم الآخرين نشيطين متحمسين ومنجزين بجودة وفعالية. صناعة الترفيه كانت بحاجة لمثل هذه الروح الحاسمة التي تذلل جميع الصعاب التي تقف أمام الإنجاز والنجاح. وكلنا رأينا كيف أن معاليه حسم ملفات مهمة في هذه الصناعة وأعلن عنها في المؤتمر، رغم أن توليه مسؤولية هيئة الترفيه لم يمض عليه سوى أسابيع قليلة. الميزة التي يمكن استشفافها من مواقف وقرارات تركي آل الشيخ في هيئة الرياضة سابقاً، وفي الترفيه حالياً، أنه رجل إنجاز بالدرجة الأولى، لا يستكين للواقع، ويسعى لتنفيذ «الصحيح» بقوة وجسارة، ولا يرضى بالتقاعس والتأجيل والتسويف. وهذه ميزة شخصية تجعله من أكثر المسؤولين تناغماً مع رؤية 2030 التي تتطلب شجاعة وقوة وسرعة في الإنجاز. تركي آل الشيخ «حيّ» وأحيا صناعة الترفيه وهو لم يزل في بداية المشوار، وكل المؤشرات تقول إنه في الطريق الصحيح نحو الهدف الذي أعلنه بشجاعة في المؤتمر؛ وهو أن تكون المملكة من ضمن أفضل عشر وجهات ترفيهية في العالم.