تدخل المملكة العربية السعودية طوراً جديداً تتسارع فيه الخطى نحو تحقيق رؤية 2030 في كافة القطاعات التنموية ومن ذلك قطاعا الإعلام والترفيه اللذان حظيا باهتمام القيادة -حفظها الله- وجاءا في قلب عملية إعادة هيكلة مجلس الوزراء التي أعلن عنها الخميس الماضي، حيث تم إيكال مهمة إدارة هذين القطاعين المهمين إلى اثنين من الكفاءات الوطنية وهما؛ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ رئيساً للهيئة العامة للترفيه، وتركي بن عبدالله الشبانة وزيراً للإعلام. وقد وجد هذا الاختيار أصداء إيجابية كبيرة لدى منتسبي هذين القطاعين، حيث اعتبروا وجود مسؤولين بمثل هذه الكفاءة العالية كفيل بتحقيق أهداف رؤية 2030 في زمن قياسي والوصول بصناعتي الترفيه والإعلام إلى المستوى الذي يليق بمكانة المملكة إقليمياً ودولياً. في البداية قال حسن عسيري إن معالي تركي الشبانة أول وزير إعلام يستلم منصبه وهو يمتلك صورة واضحة عن مهام عمله ومسؤولياته «وهذا بالطبع تحد كبير له، وأعرف ويعرف غيري أنه يملك الخبرة على التعامل مع مجال عمله، ولكن هذه الخبرة واستيعاب الصورة الحقيقية لواقع الوزارة وهيئاتها ليس كافياً أبداً إذ يحتاج إلى الوقت، ويجب ألاّ نستعجل النتائج، كما يحتاج إلى الميزانية التي تحقق نتائج تتوافق مع اسم وقوة المملكة». مضيفاً بأن أهم ملفين في وزارة الإعلام حالياً هما التشريعات والإعلام الخارجي، «فالتشريعات المنظِمة لصناعة الإعلام تتغير تتطور بشكل سريع جداً وما يقوم به رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع بدر الزهراني وفريقه واضح ويشعر الجميع بنتائجه بشكل كبير، وبالتأكيد فإن وجود وزير بوعي معالي تركي الشبانة سيكون سنداً مهماً في دعم التشريعات والأنظمة والربط الإلكتروني، والأهم في رأيي في هذه المرحلة هو إعداد آلية واضحة وواقعية لدعم عرض المحتوى المحلي في صالات السينما بنسب تصاعدية تساند دعم الدولة لتوطين الصناعة، وهذا بالطبع لن يكون دون إلزام صالات العرض بنسب عادلة للمحتوى المحلي وهذا من أهم أهداف رؤيه المملكة 2030 والتي نصت حرفياً على رفع المحتوى المحلي في مختلف الصناعات، وأثق أن وزيرنا يحمل أفكاراً رائعة في هذا الاتجاه». ويرى حسن عسيري أن صناعة الترفيه موعودة بنقلة نوعية مع معالي المستشار تركي آل الشيخ «والحديث عن هذا الرجل مهم جداً كونه واسع التأثير ويمتلك كاريزما مؤثرة، وتعيينه رئيساً لهيئة الترفيه يعتبر قراراً حكيماً من ولاة الأمر بعد النجاحات التي حققها معاليه في الرياضة، لأن هذا يعني أن هيئة الترفيه ستحقق نجاحات إضافية بشكل مؤكد وحاسم»، وأضاف عسيري «أما ما نريده من هيئة الترفيه فهو ببساطة نريد صناعة احترافية للعروض المسرحية الضخمة والمبهرة كما يحدث في برودواي وفي لندن وفي مدريد وهنا أتذكر أنني وبدعوة كريمة من الأمير فيصل بن عبدالله وزير التعليم السابق حضرت عرضاً ساحراً في مدريد لمسرحية عالمية اسمها (آخر الفرسان) كتب فكرتها الأمير بدر بن عبدالمحسن وتم تقديمها باللغة الإسبانية ووجدت إقبالاً منقطع النظير، وبلادنا تستحق أن يعرض فيها مثل هذه المسرحيات الكبيرة، لذلك نريد مسرحاً تجارياً بمعايير السوق من خلال دعم نجوم بلادنا بميزانيات جدية تجعل عروضنا عالمية وحديثة وجذابة وبعيدة عن حالات المسرح المدرسي المبتذل، ورجل مثل معالي المستشار تركي آل الشيخ لن يقبل بأقل من ذلك، وأنا أعرف حبه لوطنه كما يعرفه غيري ولعل وجود حفلات موسيقية ضخمة لكبار النجوم المحليين والعالميين تجعلنا نتفاءل بأن المسرح السعودي سيتم التعامل معه بمثل هذه الطريقة الاحترافية». من جانبه عبر رجل الأعمال مشعل بن عبدالمحسن الحكير عن تفاؤله في المرحلة المقبلة، قائلاً إن السعوديين وبالأخص العاملين في قطاع الترفيه استبشروا بنبأ تعيين معالي المستشار تركي آل الشيخ بمنصب رئيس هيئة الترفيه «وما يدعو للتفاؤل هو ما تم تحقيقه على يدي معاليه في هيئة الرياضة وما تم من استضافة أحداث عالمية، وما تم أيضاً من تغيير جذري في الدوري السعودي لكرة القدم من ناحية التنظيم وحضور العوائل وإيجاد وسائل جذب للملاعب مما أدى إلى زيادة الحضور من 66 ألفاً الموسم الماضي إلى 85 ألفاً هذا الموسم إلى الجولة الرابعة فقط من الدوري بزيادة 26 % حسب آخر إحصائية رسمية من قبل هيئة الرياضة». ويرى الحكير أن «أهم نقطة يجب التركيز عليها وإيجاد حل جذري لها من قبل هيئة الترفيه هي ماهية وآلية استخراج التصاريح من قبل الهيئة وأيضاً من المهم جداً إيضاح العلاقة بين الهيئة والبلديات وإمارات المناطق وعدم تضارب الصلاحيات فيما بينها حيث إنه إلى الآن لا يوجد وضوح في هذه النقطة تحديداً»، مضيفاً: «من النقاط المهمة أيضاً هي وقت استخراج التصريح بحيث يجب أن يكون هناك وقت محدد وواضح للطلب «Time Frame» مثل ما هو معمول في بعض الجهات الأخرى وكما هو معمول في قطاع البنوك والاتصالات حيث يكون الوقت مكتوباً أمام طالب الرخصة للرد بالقبول أو الرفض أو عدم اكتمال بعض المتطلبات». كما لفت الحكير إلى نقطة مهمة تتعلق بعمل الهيئة «وهي كثرة التغيير ونسبة دوران الموظفين والعاملين في الهيئة، حيث إنه خلال السنتين والنصف وهو عمر الهيئة قد تعاقب على إدارتها أكثر من 4 أشخاص كمديرين تنفيذيين لها بالإضافة إلى التغيير الدائم والمتكرر في أقسامها وإداراتها مما يؤثر على استقرار وتطوير الهيئة من الداخل ومن ناحية الخطط والاسترتيجيات وتطبيقها». ودعا الحكير إلى الاهتمام بالكيف لا بالكم في فعاليات الترفيه «ففي بداية عام 2018 تم الإعلان عن روزنامة الترفيه بواقع 5 آلاف فعالية في 56 مدينة سعودية، وما شدني في هذه الأرقام هو هذا العدد الكبير جداً في عدد الفعاليات المقامة لأن العدد لا يهم بل المحتوى وإثرؤه والهدف منه، حيث نرى أن هناك تكراراِ للفكرة والمحتوى «أكل، بيع منتجات وموسيقى» للكثير من الفعاليات في نفس المدينة وفي نفس الوقت. كذلك أماكن الفعاليات يجب أن تكون مناسبة لإقامة هذه الفعاليات، وأنا أتفهم أن إيجاد بنية تحتية لإقامة مثل هذه الفعاليات يحتاج إلى وقت لبنائه ولكن اختيار الأماكن وفلترتها قبل الموافقة عليها مهم جداً حيث نرى أن بعض أماكن إقامة هذه الفعاليات لا يوجد به أدنى المقومات الأساسية مثل مواقف سيارات، حمامات مناسبة، حركة مرور السيارات، ومداخل خاصة لذوي الهمم وغيرها. إضافة إلى أن رسوم إيجار المواقع التابعة للبلديات والأمانات أصبحت غير جاذبة للاستثمار أو عمل فعاليات عليها لعدم منطقية وجدوى استثمارها بسبب المبالغ الكبيرة من هذه الجهات بل أصبح الاستئجار من القطاع الخاص أقل كلفة وأقل تعقيداً في الإجراءات والمتطلبات». ويؤكد الحكير على أن الأمل المعقود على معالي المستشار تركي آل الشيخ كبير جداً لأخذ هذا القطاع إلى مرحلة وآفاق جديدة «لأنه من المهم التعامل مع هذا القطاع كصناعة وليس نشاطاً وقتياً ينتهي بنهاية فعالية معينة. فصناعة الترفيه بإمكانها توليد عدد كبير جداً من الوظائف أكثر مما يولده القطاع الصناعي الذي يعتمد كثيراً على المكائن والمعدات أكثر من البشر بينما العكس تماماً في صناعة الترفيه و الفعاليات». ووصف المخرج عامر الحمود القرارات الأخيرة بالمهمة «فتعيين معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيساً لهيئة الترفيه هو وبدون مجاملة رجل المرحلة الذي لا يقبل بأنصاف الحلول وكلي يقين بأنه بقدراته وأدواته وإمكانياته سيحدث نهضة عملاقة تشمل الترفيه والفن معاً وستكون واضحة للعيان كما أحدثها في المجال الرياضي»، وبالمثل في وزارة الإعلام «فالحق يقال إن معالي تركي الشبانة رجل يملك مقومات تجعله جديراً بهذه الثقة الملكية وقادراً على إحداث تطورات كبيرة في صناعة الإعلام تليق بالوطن وبالوزارة التي عانت ركوداً لسنوات طويلة وغابت عن الحضور رغم أهمية حضورها». مضيفاً بأنه يعرف معالي الوزير تركي الشبانة عن قرب «وخضت معه تجربة رائعة وكان لحضوره وإشرافه دور مهم في تميز هذه التجربة، وقد لمست فيه الحرص والتفاني والعطاء الصادق الذي يدفع من أمامه لبذل كل الجهد ليلامس سقف تطلعه وتوقعاته». من جانبه قال عبدالعزيز العيد نائب رئيس جمعية «إعلاميون» والمتحدث الرسمي إنه على ثقة بأن صناعة الإعلام ستأخذ شكلاً مختلفاً مع معالي الوزير تركي الشبانة، داعياً إلى الاهتمام بملفات متعددة منها «قراءة إعلامنا بكل أدواته المحلية، وأسباب ضعفه في مواجهة الحملات المستمرة ضد بلادنا، وكيفية تحريكه بالشكل الذي يخدم لحمتنا الوطنية وأمننا الداخلي وصورتنا الذهنية خارجياً، وأيضاً أن يتم اختيار الفريق العامل في الوزارة بناءً على الكفاءة مع ضرورة المزج بين الخبرات والشباب من الجنسين في كادر الوزارة»، متمنياً أن يكون هناك تواصل مباشر مع الإعلاميين والكتاب، ومع من له علاقة بصورة السعودية الجديدة داخلياً وخارجياً، إلى جانب «تنشيط مؤسسات المجتمع المدني ذات النشاط الإعلامي ودعمها، فهي تقوم بدور موازٍ للإعلام الرسمي، وتنشيط التقنية في أداء أجهزة ووكالات وزارة الإعلام فهي متأخرة مقارنة بوزارات أخرى للأسف». فيما علّق عمر الجاسر الأمين المساعد لاتحاد الفنانين العرب مباركاً لمعالي تركي آل الشيخ ومعالي تركي الشبانة «ونسأل الله لهما التوفيق والسداد وأتشرف بطرح بعض الأمنيات والاقتراحات، ففي وزارة الإعلام نتمنى الاستفادة من الكوادر الإعلامية صاحبة التجارب المميزة والخبرات سواء تلك التي تقاعدت أو انتهى التعاون معها في كافة المجالات الإعلامية ليستفيد منهم الإعلاميون الشباب، ونتمنى أيضاً تفعيل ودعم المراكز الإعلامية في الخارج بما يواكب رؤية 2030، إلى جانب تطوير المشاركات الخارجية وتنويعها والترويج لها في وسائل الإعلام المحلية والدولية وبالذات في الدولة المستضفية أو المقام بها الفعاليات». كما طالب الجاسر بإعادة النظر في لوائح هيئة الإذاعة والتلفزيون والإعلام المرئي والمسموع لتطوير ودعم أصحاب العلاقة والعاملين بهما. أما هيئة الترفيه فتمنى الجاسر البدء في الإعداد بشكل مدروس لتطوير الفنون المحلية والمهارات الفردية والجماعية لصناعة ترفيه سعودي بمواصفات عالمية وتصديره للخارج، إضافة إلى تطوير المهرجانات المحلية، وإقامة مهرجانات للسينما والمسرح في مختلف مناطق المملكة، وإقامة الحفلات الفنية للفنانين الشباب وجيل الوسط. تركي الشبانة مشعل الحكير عامر الحمود عبدالعزيز العيد حسن عسيري عمر الجاسر