الشاعرة السعودية الروائية لولوة السنيدي الملقبة ب"لين القسا".. تنثر إبداع القوافي في مدائن الجمال، وعندما تبوح بمشاعرها تنسج أروع الحروف، والكلمات النادرة التي تُخاطب القلب والعقل بأحاسيس مرهفة: تغرّد أحلامي على غصون الأشواق وتصفق اكفوف المحاني صبابه من خلال زاوية الفضاءات كان هذا اللقاء معها والذي من خلاله تحدثت شاعرتنا عن الإعلام الجديد، وماذا عكس على الشعراء والشاعرات من إيجابيات وسلبيات. * كيف تنظرين الآن لساحة الشِّعر في عصر التطور والانفتاح؟ * أرى أنها فتحت بابها على مصراعيه للكتّاب والشعراء، وكأنها تقول: "هلموا إلي.." بعد هذه المساحة الشاسعة التي منحتنا إياها، فرضت على الكتّاب والشعراء تقديم ما يليق بالذوق، وما يلبي حاجة المتلقي، وبذلك أثبتت الساحة بأنه لا يصح ولا يدوم ولا يبقى إلا الصحيح الجيد المختلف المميّز. * متى تكتبي الشِّعر.. ومتى الشِّعر يكتبكِ؟ * الشِّعر.. دموع الشعراء.. متنفسهم.. فالصدمات ولوعات الأقدار وما ينتج عنها من ألم.. تبقى غصة.. بل يشعر الشاعر بأنها (سكرة الموت) حتى يلفظها قصيدة محكمة الإطار صادقة المضمون.. تطرب وتعجب المتلقي لها، هنا.. وهنا فقط في ساعة الكرب الشِّعر يكتبني. لكني أكتبه وأتعمده وأطارد قوافيه وصوره عندما يطلبه أحد مني. * أين ترين نفسك بين شاعرات اليوم؟ * الشِّعر نهر جارٍ.. والشعراء حوله صفوف ملتفة.. هناك من يغترف منه بكلتا يديه وهناك من يغترف بيد واحدة وهناك من يغمس أصابعه فقط فيه.. فقدرات الشاعرات تختلف من واحدة لأخرى. * هل لكِ حضور في الشبكة العنكبوتية، وهل لها تأثير في دفع حركة الشِّعر؟ * وسائل التواصل الاجتماعي فرضت على الجميع الظهور حتى بعض منْ كنّ بأسماء مستعارة أظهرن أنفسهن.. ومنْ كانت تتوارى عن الأنظار وترفض التواصل مع محرري الصحف والمنتديات أصبح لديها قنوات تواصل ذاتية.. حرة.. ليس لأحد عليها قيود.. نعم لي حسابات في تويتر وإنستغرام وسناب شات ولي رواية مطبوعة بعنوان: "عندما يحتضر الورد". * من تفضلين من شعراء الساحة الأدبية؟ * نعلم جميعاً أن قصائد أي شاعر ليست بنفس المستوى.. فقد يكتب الشاعر قصيدة تلامس عنان السماء شهرة وصيتاً.. ومن ثم يكتب أخرى لا أحد يلتفت لها.. لذا يصعب عليّ القول٬ إن هناك شاعراً يعجبني جميع ما يكتب بل دعني أقول: هناك بعض القصائد لشعراء تعجبني على سبيل المثال لا الحصر الشاعر سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن، ناصر القحطاني، محمد ناصر الحربي، حمد السعيد، محمد بن فطيس، وكثير من الشاعرات اللاتي أقف عند بعض قصائدهن متأملة مذهولة.. لا يسع المجال لذكرها هنا. * من هن الشاعرات اللاتي تربطكِ بهن علاقة شِعرية وشخصية؟ * بحمد الله علاقاتي كثيرة وجميلة مع أغلب شاعرات الخليج فمن دولة الإمارات: فتاة تهامة ومريم النقبي، ومن دولة البحرين سبيكة الشيحي، ومن دولة الكويت الغريبة وحنان العجمي، والإعلامية عبير الشامري، من المملكة كُثر ومن أغلب المدن فمن الرياض شواهق نجد وتذكار الخثلان والعيوف ومن أبها الشاعرة عزيزة آل ثامر، ومن تبوك الشاعرات: صمت، وسراب وبنت راشد، ومن جدة نور الوليدي، ومن القصيم: أشجان العبدالله وبدر البدور وأم الفهد العتيبية وبروق بدوية ومنيرة الحريص وأسماء البراهيم وهند الفهيد ونورة السبيعي ونورة الجعيثن. * من الذي تجدينه ينتصر في شِعرك الحُبّ، الوطن، الألم؟ * الألم يفرض نفسه عليّ حتى أنزفه شعراً، والوطن يحضر في المناسبات، ولابد من تدوين الأبيات في حينها أو تذوب وتفتر وتنتهي مناسبتها. * ما الهاجس الذي يسيطر على مشاعرك أثناء الكتابة؟ * هل ما سأقدمه جديد غير مألوف؟ يعجب المتلقي ويطرب له؟ أم أنه مجرد حضور؟ ووجود مكرر مستهلك، وربما أحجمت عن النشر والوجود لهذا السبب، فمبدئي إما حضور مشرف أو لا حضور. * أيهما أكثر صدقاً شِعر الرجل أم المرأة من وجهة نظرك؟ * ضد تجنيس الشِّعر.. الشِّعر لا يعترف بجنس القلب الذي صاغه.. بل يعترف بعمق الإحساس الذي أفرزه.. والصدق تفرضه الحالة التي يمر بها الشاعر سواء ذكراً أو أنثى، وعمق تمكنها من وجدانه ومدى امتلاكه أدوات لغوية يستطيع صياغة شعوره من خلالها كقالب. * ما القصيدة التي أبكت الشاعرة لولوة السنيدي؟ * قصائد الرثاء والفقد والفراق.. عموماً مبكية وليست قصيدة واحدة بل كل ما يُكتب بصدق عن الفراق يستنزفني. * الأمسيات النسائية ما رأيك بها وهل سبق لكِ المشاركة؟ * مهمة جداً للشاعرة.. وكذلك للمتلقي فمن حق الجمهور لقاء الشاعرة مباشرة وسماع أبياتها منها والتفاعل مع نبرة صوتها وملامحها أثناء الإلقاء خصوصاً في الشِّعر الشعبي.. لأنه أساساً هو شِعر سماعي وليس مقروءًا، نعم أقمت تقريباً ثماني أمسيات شِعرية. * ما جديدكِ اللاحق؟ * رواية بعنوان: "جزء من القلب مفقود" بإذن الله سترى النور. * نود أن نعرف انطباعك عن الأمسية النسائية ضمن فعاليات مهرجان "الجنادرية 33". * لا شك بأنها خطوة رائعة من منظمي المهرجان، فوجود الشاعرة في هذه التظاهرة الثقافية يصب في مصلحة الشِّعر خصوصاً وأنهن كوكبة رائعة من شاعرات الخليج. * كلمة أخيرة؟ * كان لي شرف الوجود على صفحات جريدة "الرياض" العريقة التي لها مكانتها في قلوبنا جميعاً كسعوديين.. ممتنة جداً لهذه الثقة التي منحتموني إياها.. وهذه المساحة من صفحة "الخزامى" سعيدة بمصافحة القراء من خلال هذه الأحرف البسيطة. محمد بن فطيس غلاف إصدار «عندما يحتضر الورد»