أكد عدد من الخبراء والمستثمرين الزراعيين أن برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- يعكس اهتمامه وحرصه على تلمس احتياجات المواطن وتلبيتها، إذ يصنف البرنامج ضمن أهم المشروعات الزراعية المماثلة على مستوى العالم، كما تم تحديد أهدافه بدقة متناهية تلائم المخرجات المنتظرة منه والتي تأتي ضمن رؤية المملكة 2030 الرامية إلى النهوض بالمملكة وتحقيق الرقي للمواطن السعودي، وتوقعوا بأن يسهم البرنامج في حدوث هجرة عكسية من المدن المكتظة للأرياف وذلك على الخصوص لأبناء المناطق الريفية التي يخدمها البرنامج، من الذين لديهم إلمام وموروث يتيح لهم ممارسة القطاعات التي يستهدفها البرنامج، كما سيساعد على ارتفاع المؤشر الغذائي بالمملكة بشكل كبير. وقال د. إبراهيم بن محمد عارف رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للزراعة ل"الرياض": إن تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لهذا البرنامج يخدم تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ويحقق آمال وطموحات المواطنين في عودة مزارعهم للإنتاج الزراعي والحيواني، ولقد لمسنا في تجارب سابقة لنا ميل كثير من أبناء المناطق الزراعية أو التي تشتهر بالإنتاج الحيواني للعودة إلى ممارسة تلك الأنشطة بعد تقاعدهم أو في حال توفرت العوامل المناسبة والمعينة لهم على ذلك. وتوقع رئيس مجلس الجمعية أن يكون للبرنامج الذي يستهدف ثمانية قطاعات واعدة في إنتاج وتصنيع وتسويق البن العربي، وتربية النحل وإنتاج العسل، وتطوير زراعة الورد والنباتات العطرية، وإنتاج وتصنيع وتسويق الفاكهة، وتعزيز قدرات صغار الصيادين ومستزرعي الأسماك، وتطوير قطاع صغار مربي الماشية، وزراعة المحاصيل البعلية، وتعزيز القيمة المُضافة من الحيازات الصغيرة والأنشطة الزراعية، دور كبير في ارتفاع مؤشر الأمن الغذائي بالمملكة، خصوصا وأن البرنامج يصنف ضمن أكبر البرامج الزراعية المشابهة في العالم، وتم تحديد أهدافه بدقة ورصد الميزانية الملائمة والكافية لتحقيق تلك الأهداف. بدوره قال اختصاصي وراثة وتربية النباتات د. سليمان بن علي الفيفي: إن برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة سيكون له دور كبير في تنمية المناطق الريفية والرقي بها لتكون مناطق حضارية جاذبة، وسيساعد بشكل كبير على الحد من هجرة المزارعين للمدن الكبرى، ولقد لمسنا مؤخراً في مشروع للمدرجات الزراعية بالمنطقة الجنوبية من المملكة ذلك التوجه من قبل المزراعين وأصحاب المزارع. وأشار الفيفي إلى أن البرنامج يؤكد حرص القيادة واهتمامها الدائم بتلمس احتياجاته، ومن المؤكد بأن البرنامج سيهم بشكل كبير في خدمة المستفيدين منه وسيساعدهم على التوسع في تسويق أعمالهم التي ينعكس نجاحها ومردودها المادي إيجابا على الناتج المحلي الكلي للبلد، ونحن نشاهد ونرى التنوع في منتجاتنا الزراعة وتعد مهرجان التسويق الزراعي وفعالياتها التي يتم تنظيمها في مختلف المناطق خير شاهد على ذلك، فهناك مهرجان الورد الطائفي، ومهرجان الزيتون بالجوف، ومهرجان العسل بالباحة، ومهرجان البن وغيرها. بدوره قال عضو مجلس الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بالمدينة المنورة يوسف بن رشيد الصاعدي: إن المزارعين والمنتجين يعولون بشكل كبير على هذا البرنامج، ويطمحون في أن يوفر الدعم اللازم للمواطن الممارس للأنشطة التي تضمنها، مبينا أن كثيرا من المزارعين والمنتجين تواجههم كثير من التحديات سواء في العمل الزراعي أو مرحلة التسويق والترويج لمنتجاتهم. وتوقع الصاعدي أن يكون للبرنامج دور كبير في تنمية العمل الحالي بالنسبة للمزارعين وتمكينهم من التوسع فيه إضافة إلى منح الفرصة لراغبي العمل، وجميع ذلك سيسهم في زيادة معدلات التنمية والناتج المحلي العام وفق ما تسعى له الدولة. يذكر أن المرحلة الأولى من برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة والتي بدأت يوم أول من أمس مستمرة حتى العام 2025م، وتبلغ ميزانية البرنامج منذ اعتماده بمبلغ 8.750 مليارات ريال إضافة إلى ثلاثة مليارات ريال من صندوق التنمية الزراعية. د. سليمان الفيفي يوسف الصاعدي