رغم مشاركته المتأخرة في بطولات كأس آسيا لكرة القدم والتي كان أولها في النسخة التاسعة للبطولة والتي استضافتها قطر في عام 1988، ترك المنتخب الياباني (محاربو الساموراي) بصمة سريعة في تاريخ البطولة وأحرزوا اللقب القاري أربع مرات في سبع مشاركات له فقط. وقبل نحو أربعة أعوام، وفي قطر تحديدا، توج المنتخب الياباني بلقبه الرابع لينفرد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب متفوقا على نظيريه الإيراني والسعودي اللذين توج كل منهما باللقب ثلاث مرات ليصبح محاربو الساموراي هم الأكثر نجاحا في البطولة الأسيوية. ولم يقدم المنتخب الياباني العروض المتوقعة منه في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل وخرج من الدور الأول للبطولة صفر اليدين حيث خسر 1-2 أمام أفيال كوت ديفوار وتعادل سلبيا مع المنتخب اليوناني العنيد قبل أن يسقط أمام نظيره الكولومبي 1-4 ليخفق الفريق بشدة في خامس مشاركة له بالبطولة العالمية علما بأنها الخامسة على التوالي. لكن هذا الإخفاق في المونديال البرازيلي لم يؤثر على الترشيحات والتوقعات التي ترافق محاربي الساموراي في رحلتهم إلى أستراليا للدفاع عن لقب الفريق في بطولة كأس آسيا التي تستضيفها أستراليا من التاسع إلى 31 يناير الحالي. وبعد أربعة أعوام من انفراده بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب، ما زال المنتخب الياباني هو المرشح الأقوى للفوز بلقب البطولة وتعزيز رقمه القياسي بإحراز لقب البطولة الخامس في ثماني مشاركات فقط. وبخلاف مشاركته الأولى في كأس آسيا وذلك في نسخة 1988 بقطر، والتي خرج فيها الفريق من الدور الأول، كان المنتخب الياباني حاضرا بقوة في جميع المشاركات الست التالية ولم يغب عن أي نسخة للبطولة منذ بداية ظهوره فيها. وعندما استضافت بلاده البطولة في 1992، استغل المنتخب الياباني هذه الفرصة وتوج بلقبه الأول بعد التغلب في النهائي على المنتخب السعودي حامل اللقب. ومنذ ذلك الحين أصبح المنتخب الياباني مرشحا بقوة في كل مشاركة له بالبطولة الآسيوية خاصة مع بداية القرن الحالي بإحرازه لقب البطولة التي استضافتها لبنان عام 2000 وبلوغه نهائيات كأس العالم بانتظام منذ نسخة 1998 بفرنسا. واعتاد المنتخب الياباني الفوز على الكبار في طريقه لإحراز اللقب القاري حيث تغلب في 1992 و2000 على نظيره السعودي وعلى المنتخب الصيني صاحب الأرض في نسخة 2004 ثم على المنتخب الأسترالي العنيد في نهائي النسخة الماضية علما بأن هدف الفوز 1-صفر جاء عبر البديل تاداناري لي في الوقت الإضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي. ولكن الفوز بهذا اللقب لم يشفع للمدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني الذي قاد الفريق في النسخة الماضية، حيث كان الخروج المبكر للفريق من الدور الأول للمونديال البرازيلي كافيا لرحيل زاكيروني والتعاقد مع المدرب المكسيكي الكبير خافيير أغيري. وإلى جانب الخبرة الكبيرة التي اكتسبها عدد من لاعبي المنتخب الياباني من تجربة احترافهم خارج اليابان ومنهم بعض المحترفين بالأندية الأوروبية، ستكون خبرة أغيري الهائلة وأساليبه الخططية من أهم الأسلحة التي يعتمد عليها محاربو الساموراي في حملة الدفاع عن اللقب الأسيوي. ويدين المنتخب الياباني بفضل كبير في تطور مستواه إلى احتراف العديد من لاعبيه في أوروبا وخاصة في ألمانيا. ويحترف سبعة من لاعبي المنتخب الياباني، الذي يشارك في البطولة الأسيوية في الدوري الألماني (بوندسليغا) ومنهم شنغي أوكازاكي (ماينز) وشنغي كاغازا (بوروسيا دورتموند) وهيروشي كيوتاكي (هانوفر) وأتسوتو أوشيدا (شالكه) وغوتوكو ساكاي (شتوتغارت) وماكوتو هاسيبي (إنتراخت فرانكفورت) وجميعهم من اللاعبين المؤثرين في فرقهم. ولا يمكن نسيان الدور الذي يلعبه شنجي كاجاوا في صفوف المنتخب الياباني علما بأنه كان أحد أبرز نجوم بوروسيا دورتموند الألماني ولكنه عانى وكافح كثيرا ولم يوفق في إيجاد مكان له بالتشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد ليعود مجددا إلى دورتموند. وتتحسن نتائج المنتخب الياباني من مباراة إلى أخرى مما دفع وسائل الإعلام اليابانية إلى وصفه بأنه الفريق الأقوى والأفضل في تاريخ كرة القدم اليابانية حتى الآن، ولهذا يسعى الفريق إلى تعويض إخفاقه المونديالي من خلال الفوز باللقب الأسيوي. وقال نجم الفريق شنغي أوكازاكي "يمكنكم معرفة قوة فريقنا عندما تشاهدون شنغي كاغاوا يلعب مع مانشستر يونايتد قبل عودته إلى دورتموند، ويوتو ناجاتومو لانتر ميلان وكيسوكي هوندا لميلان، إنها ثلاثة أندية عالمية". وبعد خروج الفريق من المونديال صفر اليدين ، خاض المنتخب الياباني عدة مباريات ودية قوية وحقق فيها نتائج مبشرة. وبخلاف هزيمته صفر-4 أمام المنتخب البرازيلي وصفر-2 أمام أوروغواي، حقق الفريق الفوز على فنزويلا 3-صفر وجامايكا 1-صفر وهندوراس 6-صفر وأستراليا 2-1 ليؤكد أنه قادر على الدفاع عن لقبه الأسيوي. ورغم وقوعه في المجموعة الرابعة المتوسطة بنهائيات كأس آسيا، يواجه المنتخب الياباني المجهول عندما يلتقي المنتخب الفلسطيني في بداية رحلة الدفاع عن لقبه حيث لم يشارك المنتخب الفلسطيني في التصفيات كما أنه يخوض النهائيات للمرة الأولى. ولهذا ، ينتظر أن يتحلى "محاربو الساموراي" بالحذر في هذه المباراة لخطف النقاط الثلاث قبل مواجهة المنتخبين العراقي والأردني في المباراتين التاليتين.