دأبت دارة الملك عبدالعزيز منذ إنشائها قبل 48 عاماً، على خدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة، ودعم الباحثين من داخل المملكة وخارجها للحصول على الوثائق والمخطوطات والصور التوثيقية والرواية الشفهية التاريخية ذات العلاقة بالتاريخ الوطني وتاريخ الجزيرة العربية، واحتاجت الدارة إلى أكثر من عشرين سنة لتعزز ثقافة الملكية العامة لمصادر التاريخ دون مساس بالملكية الخاصة للأوعية الورقية لتلك المصادر، منها خمس سنوات متتالية قضتها الدارة في جولات مسح ورصد وترميم واقتناء للمصادر التاريخية على مناطق المملكة ومدنها وقراها زارت خلالها أفرادًا ومجاميع علمية ومؤسسات رسمية ومكتبات عامة وخاصة، وجلبت المكتبات الخاصة للعلماء والمؤرخين والمفكرين والوزراء والأعلام بعد وفاتهم حتى بلغت «15» مكتبة خاصة، وفتحت رفوف هذه المكتبات لجميع توجهات البحوث وأفكارها، فحولتها في استراتيجية وطنية من خاصة إلى عامة فلم يبق من خصوصيتها إلا اسم صاحبها احترامًا لمكانته وحفظاً لحقوقه وتقديرًا لورثته. ودعمت الدارة مصادرها المحفوظة لحركة البحوث والدراسات العلمية برصيد من ساعات الرواية الشفهية بلغ أكثر من «5000» ساعة تسجيل مع شهود عيان للسنوات الأولى للدولة السعودية الحديثة، وكذلك لكبار السن من الجنسين والرواة وحفّاظ الروايات من مختلف المناطق تحدثوا فيها عن جوانب حربية وسياسية واجتماعية واقتصادية بالصوت والصورة بلهجتهم المحكية ما يعد أيضًا كنزًا علميًّا للهجات والكلمات والإيماءات في الثقافات المحلية في المملكة. ولم تكتف دارة الملك عبدالعزيز بتتبع المصادر داخل المملكة بل ذهبت باتجاه جديد بتوقيع مذكرات التعاون العلمي مع مراكز مماثلة عربية وآسيوية وأوروبية، حيث تحتفظ الدارة في رصيدها العلمي بما يقارب «30» مذكرة تعاون بهدف تبادل المعلومات وأوعيتها للتيسير على الباحثين وتوفير الجهد عليهم، وقبل ذلك توجيههم إلى المراكز المهتمة بأفكار البحوث من خلال قوائم فهرسة ونشرات علمية متبادلة مع الدور والمراكز الموقعة. وفتحت الدارة شراكة مستمرة ومثمرة مع الباحثين والمهتمين من خلال إسهامهم بالبحوث والدراسات في كثير من أنشطتها ومنابرها العلمية، إضافة لذلك تشرك الدارة كثيرًا من خبراء البحث العلمي والأكاديميين البارزين في فحص الكتب المحولة إليها من الجهات الحكومية ذات العلاقة بحركة النشر، كما تحتفي بالأسفار الضخمة ذات النفس الطويل في البحث والتقصي والتحقيق العلمي وذات الجدّة وتدشنها وتكرم مؤلفيها، إضافة لطبع ونشر رسائل الدكتوراه والماجستير المميزة المختصة بالتاريخ عمومًا. وتميزت الدارة بتقديمها جائزتين فريدتين في الاسم والأهداف، هي جائزة الملك عبدالعزيز للكتاب وفيها تكرم الكتب المتفوقة سواء باللغة العربية أو باللغات الأجنبية بأفكار جديدة وإبداعية في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والأدب والثقافة السعودية، وتاريخ الملك عبدالعزيز، والتاريخ الإسلامي وتاريخ الجزيرة العربية. وجائزة ومنحة الملك سلمان بن عبدالعزيز لبحوث ودراسات تاريخ الجزيرة العربية، ويكرم فيها الرواد من السعوديين وغيرهم ممن خدموا التاريخ الوطني بنتاجهم العلمي، والباحثين الشباب، والمقالة العلمية، ورسائل الدكتوراه والماجستير.