يقول مارك توين: "العظماء يجعلونك تشعر أنك تستطيع أن تكون عظيماً"، تذكرت هذه المقولة للكاتب الأميركي وأنا أتابع الشبابيين كونها تنطبق عليهم، كيف كانت طموحاتهم قبل بداية الموسم، وكيف أصبحت بعد أن جلس خالد البلطان على كرسي الرئاسة، في السابق كان الشبابيون لا يأملون أكثر من وجودهم في المنطقة الدافئة والابتعاد عن شبح الهبوط الذي أرهقهم في الموسم الماضي عطفاً على إعداد "الليث" مقارنة بالبقية بما فيهم عدد من فرق الوسط، فالشبابي إن سألته كيف تقيّم أوضاع ناديك أجابك ب"اللهم سلم سلم". وعندما استلم "أبو الوليد" رئاسة النادي تغيّرت الأمور، وجعل الشبابيين بعمله المبهر يشعرون أنهم باستطاعتهم أن يصبحوا "عظماء"، فرغم قصر المدة ووجود أخطاء ومشكلات إدارية تراكمية بالجملة تحتاج إلى وقت أكبر، إلا أن خالد البلطان نجح في تغيير أوضاع الشباب بالكامل، إلى الحد الذي جعله يقارع أفضل الفرق استعداداً هذا الموسم على مراكز المقدمة، بل إن الجميع بات يحسب له ألف حساب، بخلاف ما كان عليه في الماضي القريب، تلك الفترة التي فقد فيها "الليث" هيبته، وأصبح الصغار قبل الكبار يتجرؤون عليه. الشباب كيان عظيم وتاريخ عريق وصديق دائم للذهب ومنصات التتويج، لذلك من أبسط حقوق جماهيره ومحبيه أن يطمحون في حصد البطولات، فإن رأيت شبابياً يراهن على فريقه ويتحدى حتى إن كانت أحواله ليست على ما يرام فلا تستغرب؛ لأن ثقافة البطولات تسري في دماء الشبابيين، لذلك لا يُلاموا إن ارتفع سقف طموحاتهم بشكل مبالغ فيه أحياناً. لكن في المقابل على الشبابيين أن يحكموا العقل والمنطق في تعاطيهم مع "الثورة" التي أحدثها خالد البلطان هذا الموسم، وأن يكونوا مساعدين له، وألا يشكلوا عليه وعلى الفريق ضغوطات هم في غنى عنها من شأنها أن تنعكس سلبياً على العمل، فالمبالغة في الطموحات تحدث ردة فعل عكسية، لأنه منذ أول يوم له في الرئاسة صرح "القادح" بأن المنافسة على البطولات ليست من بين الأهداف المرسومة للموسم الحالي، وأن الفريق بإمكانه أن ينافس بعد موسمين. إذا ما تحدثنا عن الشباب بمنطقية فإن حجز مقعد آسيوي يعتبر أمراً إيجابياً، صحيح أن الشبابيين لم يعتادوا على مثل هذا الطموح في الماضي الجميل، لكن الظروف أحياناً تجبرك على أن تتعاطى مع الواقع بمنطقية وحكمة، أقول هذا الكلام لأنني وجدت من الشبابيين من بدأ يمسك بالورقة والقلم ويحسب فارق النقاط بينه وبين الهلال، وبات يتحدث عن حسابات صدارة الدوري ونيل اللقب!