ليس كافياً أن يكون لديك المال ليقال عنك إنك رجل ناجح... فالمادة فقط لا تكفي لتكتب أساطير التفوق، فلا بد من أن تكون لديك"الحنكة الإدارية"، والقدرة على تسيير الأمور بشكل مميز. والقليل من رجال الاعمال يتحلون بهاتين الصفتين... وهنا نتطرق الى رجل أعمال اقترن اسمه بالرياضية وزاد، وسخر قدرته المادية وذكاءه الاداري في هوايته الرياضة، واستفاد الجميع من ذلك الشخص الذي رسم البسمة على الكثير من الوجوه... وسابق الزمن... بل أنه نجح في وضع اسمه في القائمة الذهبية في وقت قصير... ويكفي أن تذكر خالد البلطان ليعرف القاصي والداني من هو صاحب هذا الاسم الذي ترصع بالذهب. ليس غريباً أن يلقى البلطان ذلك الكم الكبير من الاشادات والمديح والاطراء منذ أن دخل الوسط الرياضي، فإنجازاته وحدها تروي ما قدمه هذا الرجل للرياضة. وكانت البداية مع نادي الحزم وهو النادي الذي يعشقه البلطان"عشق الارض"كون الرسمسقط رأسه والحزم هو من يمثل تلك المدينة الحالمة... وكان عشاق الحزم يرون ويشاهدون بأم أعينهم بقية الاندية المجاورة في منطقة القصيم كالرائد والنجمة وأيضاً التعاون، يسيطرون على شعبية المنطقة وتنافسهم وصل الى حد بعيد... وسبق لتلك الاندية أن بلغت الممتاز في زمن بعيد... وجمهورهم يقيم الافراح. وبقي جمهور الحزم ينتظر تلك اللحظة التي يفرح فيها بفريقه، واستمر الانتظار لسنوات طويلة إلى حين جاءهم رجل يدعى خالد البلطان... الذي ضرب بيد من حديد ووعد بأن البسمة ستعود لشفاههم من جديد... الكثير لم يصدق أن ما قاله البلطان في ذلك الزمان سيكون حقيقة. ولم يرغب في ان يرد عليهم عبر وسائل الاعلام، وفضل ان يكون رده على ارض الواقع، وهو الرد الذي لا يحتاج الى أي تشكيك. وما هي إلا فترة بسيطة، منذ أن دخل خالد البلطان أروقة الحزم، حتى بدل حلم أهالي المدينة الى حقيقة وصعد الحزم الى مصاف الاندية الممتازة للمرة الاولى في تاريخه، بعد أن خطف لقب دوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي، وصفق الجميع لهذا الانجاز، الذي لم يأت من فراغ، بل بعد تعب وجهد من الداعم الأول للحزماويين"خالد البلطان". القصة لم تنته بعد... فلم يكن طموح البلطان هو أن يصعد ناديه الى دوري الاضواء، ومن ثم يعود ادراجه الى دوري"المظاليم"من جديد، كما هي الحال لبقية الاندية التي تصعد للمرة الاولى... وعرف من أين تؤكل الكتف، وأعد الفريق ليكون جاهزاً للمنافسة والبقاء ضمن الاندية الكبيرة، وفعلاً أحرج الحزم في هذا الموسم فرقاً كبيرة كالهلال والاتحاد والاهلي والشباب، بل وتغلب عليها داخل قواعده وخارجها. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل ان الحزم صارع بقوة من اجل بلوغ المربع الذهبي، ودخله في فترات عدة، وأطلق عليه النقاد لقب"الحصان الاسود"في المسابقة لهذا الموسم... وثبت الحزم موقعه بين الكبار للموسم الثاني على التوالي... وأصاب البلطان في تخطيطه لهذا النادي... وما مضى كانت قصة خالد البلطان مع الحزم. ولكن قصة النجاح لدى هذا الرجل لم تكتب نهايتها بعد... فلقد فاجأ البلطان الجميع في الوسط الرياضي برئاسته لنادي الشباب بطلب من الرئيس الفخري الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، وصفق الشبابيون لهذا الرئيس الشاب الجديد، وانتظروا أن يصعد بناديهم الى مراسم الذهب كونه رجلاً ناجحاً... ولكن البعض قال إن البلطان لن ينجح ولن يستطيع أن يقارع نظراءه بين رؤساء الاندية الكبيرة. وأبى أن يرد على منتقديه من جديد، وعمل في صمت وجلب نجوماً بارزين الى صفوف الشباب، وأعاد صقل مخالب"الليث"لتكون جارحة... ودفع الغالي والنفيس واستمد قواه من وقفة رجالات الشباب الاميرين خالد بن سلطان وخالد بن سعد. وخطف الشباب لقب أهم البطولات المحلية كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ومن أمام بطل لا يستهان به وهو الهلال، وفاز"الليث"بثلاثة اهداف من دون رد ليدون التاريخ أسماء نجوم"الليث"ومدربهم وقبلهم رئيس النادي بماء الذهب ويكتب عن ملحمة كروية رائعة. وسبق ذلك الكثير من الظروف الصعبة التي مر بها الفريق الشبابي، ولكن البلطان بحنكته ودرايته ببواطن الامور جعل الموازين تنقلب على رؤوس النقاد. وأقام البلطان حفلة في مناسبة اللقب الغالي لا يزال يتحدث عنها الجميع في الوسط الرياضي، والتي من خلالها أعلن الامير خالد بن سلطان عن مشروع استثماري لنادي الشباب برأسمال 200 مليون ريال. وها هو الشباب يسير في الطريق الصحيح في البطولة الآسيوية وقاب قوسين أو أدنى من التأهل الى الدور الثاني. ولم تكن وقفة البلطان مع ناديي الشباب والحزم، بل مع الكثير من الاندية المحلية، ولن توفي هذا الرجل حقه لدعمه لهم. وبالفعل فإن البلطان يعد واحداً من أهم رجال الاعمال في الوسط الرياضي وكسبه الجميع في هذا الوسط.