تستقبل الأسر إجازة منتصف العام الدراسي رغم قصر مدتها كمتنفس روحي ينتظره الجميع، وذلك بعد كفاح وجهد من الدراسة والعمل فمن تلك الأسر من تجعلها فترة استجمام وترفيه وأخرى تسعى لأن تحقق إنجازا من خلال الاستفادة من الدورات وتعلم لغات أخرى وممارسة العديد من الأنشطة ويجعلونها فرصة لاكتشاف الموهوبين من أبنائهم، ومنهم من يقضيها بين النوم العميق والسهر وعدم تنظيم الوقت والبعض الآخر يسعى من خلال الإجازة لتحقيق أهدافهم الاجتماعية حيث يشغلون فراغهم بالزيارات والتواصل مع الأرحام. "الرياض" طرحت آراء عدد من المختصين النفسيين والتربويين لمعرفة أفضل السبل لاستثمارها حيث أكدوا أن لها انعكاساتها الإيجابية على الصحة النفسية وعلى القدرات العقلية الذهنية، وأن على الآباء والأمهات دورا كبيرا في تنظيم أوقات أبنائهم في الإجازة، وكذلك على المدرسة دور أكبر في توعية الأسرة والمجتمع من خلال ما تقدمه الإدارات التعليمية من خلال تسخيرها لإمكانات أندية الحي ومراكز الأحياء المتعلمة التي تهدف لاحتواء الطلاب والطالبات فترة الإجازة لتنمي فيهم روح العمل التطوعي وخدمة المجتمع وتسعى لاكتشاف المواهب وتنميتها وتنظيم العديد من الدورات الترويحية. أهمية الإجازة للصحة النفسية وأكد ل "الرياض" رئيس قسم علم النفس بجامعة جازان د. حسن بن إدريس الصميلي أهمية ما تمثله الإجازة على الصحة النفسية وعن مدى تأثيرها على النشاط الذهني بالنسبة للفرد، مؤكدا أنها مطلبا ليستريح بها الإنسان من عناء العمل ومن الجهد الطويل من المثابرة والاجتهاد فترة الدراسة، وأن لها انعكاساتها الإيجابية على الصحة النفسية والنشاط الذهني، إضافة إلى أن المطالب الحياتية بأشكالها المختلفة تعترض قدرا كبيرا من التعامل المتسارع مع متغيراتها، وأن القائم بهذه المطالب بحاجة ماسة لنيل القدر الكافي من الراحة حتى يعود بأفضل حال مما كان عليه. وذكر رئيس قسم علم النفس بجامعة جازان أن الدراسات الحديثة التي أجريت على الإجازة وما تمثله من دور على الجانب النفسي والعقلي تؤكد أنها تقلل من الضغوط النفسية ما يسهم ذلك في تحسين أداء العمل وتحقيق الإنجاز خلال فترة محدودة ويجعل الفرد أكثر شعورا بالارتياح النفسي التام، وتسهم في تحسن المزاج العام وكذلك تسمح للطاقة النفسية والقدرات الذهنية باستعادة نشاطها من خلال الابتعاد عن الروتين اليومي للحياة والذي يتطلب إنجاز الأعمال والواجبات المطلوب تنفيذها، وأن لها دورا كبيرا في تعزيز صحة الدماغ والذي ينعكس بشكل مباشر على التفكير بطريقة سليمة. وأضاف الصميلي: تظل النقطة الأهم في كيفية الاستفادة من الإجازة بالصورة المثلى واستثمارها فيما يعود على الفرد بالنفع والفائدة دون المبالغة في بذل مزيد من الجهد الذهني في وقت يكون فيه الشخص بحاجة ماسة للاسترخاء والاستجمام. الآباء ينظمون وقت الأبناء وأشار مدير وحدة الشراكة بين المدرسة والأسرة والمجتمع "ارتقاء" بتعليم صبيا محمد الترابي، أن على الآباء والأمهات دورا كبيرا في تنظيم أوقات أبنائهم في الإجازة، وكذلك على المدرسة دور أكبر في توعية الأسرة والمجتمع، من خلال توزيع المطويات وتفعيل دور مواقع التواصل الاجتماعي، والاستفادة من أولياء الأمور في اختيار البرامج الترفيهية التي تناسب ميول أبنائهم، مشيرا إلى أن الوزارة سعت وبشكل كبير لتحقيق تطلعات ولاة الأمر في إنجاح وتفعيل برامج الرؤية ولعل من أهم أهدافها إشراك أولياء الأمور في العديد من المناشط والفعاليات وجعلهم عنصرا مؤثرا في المدرسة وفي صنع الخطط الهادفة وتنظيم الفعاليات والمناسبات، وأن تكون لهم بصمتهم الواضحة في رسم خطى واثقة ومدروسة لمستقبل أبنائهم من جيل الرؤية وفي غرس المواطنة الصالحة في نفوسهم. وبين المشرف التربوي بوحدة الخدمات الإرشادية بمكتب تعليم ضمد علي بن محمد خواجي، أن كل الدراسات النفسية تؤكد أهمية الإجازة للراحة النفسية وأن لها فوائدها العظيمة، فالعقل البشري لا يستطيع العمل فترات طويلة دون راحة أو ترفيه، وهي مطلوبة للفصل بين العمل والتعليم والعودة لهما من جديد وقد تلاشت كل الضغوطات والمؤثرات السلبية، لافتا إلى أن تنظيم الوقت من العوامل المهمة للاستفادة من الإجازة بحيث يكون هناك وقت محدد للراحة وآخر لأداء هواية أو نشاط محبب ما يكون ذلك سببا في العودة من الإجازة بشهية مفتوحة وطاقة جبارة لمعاودة أي نشاط ما. اختلاف قضاء الإجازة وعن كيفية اختلاف الأسر في قضائهم للإجازة، تحدث ل "الرياض" سالم بن براق الحازمي بالقول: وضعت لي ولأفراد أسرتي برنامجا خاصا وخطة لاستقبال الإجازة بما يعود علينا بالنفع والفائدة، مشيرا إلى أن أوقات الفراغ من أهم الأمور التي قد تؤثر على الأبناء أثناء فترة الإجازة، حيث يجب إشغال وقتهم بكل ما يعود عليهم بالفائدة حتى لا يتسلل الشعور بالملل والكسل إلى نفوسهم وقد يكونوا عرضة لضعاف النفوس في إشغال أوقاتهم بما قد يؤثر سلبا على سلوكهم. وذكر خالد الحكمي أنه من المحزن أن نرى أشخاصا لا يقدرون قيمة الوقت ويعدونه روتينا وكأنهم يعيشون دون هدف أو غاية ما يجعلهم عرضة للكآبة والملل ولعلهم يستفيدون من تلك الفئة التي ساقها قدرها خلف القضبان كيف تمكنوا من قضاء أوقاتهم ما بين تحقيق إنجاز، وتعلم مهنة، وحفظ للقرآن الكريم رغم نفسيتهم التي يعيشونها. وقالت ابتسام أحمد: أنا لا أملك الوقت بسبب إعالتي لأمي المسنة ولو كان الوقت يباع ويشترى لاشتريته من أولئك الذين لا يدركون قيمة الوقت، وذلك حتى أحقق حلمي بالإسهام في الأعمال التطوعية لمن هم في حاجتها وخصوصا أني ميسورة الحال والإجازة فرصة كبيرة لتحقيق التنمية للعديد من المهارات، سواء كانت في التنمية الذاتية أو الاجتماعية. ممارسة الشباب للرياضة في نادي الحي تحت إشراف ومتابعة