تشتهر محافظة بيش منذ القدم بالزارعة وإلى وقتنا الحاضر ومن أشهر زراعات بيش الذرة، فيمثل فصل الخريف اهتماما كبيرا لأهالي جازان عامة وبيش خاصة كون المحافظة زراعية، وأصبحت رقعتها الزراعية تقريباً (8000) هكتار ومن أجل الاستفادة من مياه الوادي. وتشهد هذه الأيام مزارع الذرة الرفيعة البيضاء والحمراء في محافظة بيش إقبالًا متزايدًا من قبل الأهالي والزائرين للمنطقة لانتقاء بعض سنابل الذرة، وحصدها قبل اكتمال نضجها من مزارعهم أو شرائها من أصحاب مزارع الذرة، فيما يعرف بمحصول الخضير إحدى أبرز الوجبات في المنطقة. الذرة الخضراء (الخضير) اسم يطلق في فترة من فترات الاستواء التي يمر بها محصول الذرة على مرحلة يمر بها الحب في السنبلة قبيل استوائه واشتداد حباته بحيث تصبح صلبة قابلة للتخزين بعد فصلها عن العذوق. وهذه المرحلة يتميز فها الحب باللين والطراوة حيث يكتسب اللون الأخضر المشوب بشيء من البياض وتكون الحبة مشبعة بالماء وبرائحة خاصة وطعم مميز. ومن طرق الحصول على الذرة إلى أن يؤكل يمر بمراحل وهي: تقطف عذوق الذرة اللينة الطرية وتجمع ثم تفصل الحبة عن العذق بضرب العذق بعصاة نحيلة أو بجزء من ساق القصبة التي تحملها ثم تجمع وتغسل وتطحن لتتفنن بعد ذلك ربات البيوت في صناعة الوجبة الجيزانية المختلفة من تلك الحبات، فمنهن من تصنع أقراص الخضير بخبزها في التنور وتؤكل مع الإيدامات أو اللبن أو قد تصنع منه «المرسة» وهي الأكلة الأشهر في جازان، وقد يصنع منها «المفالت والمرزوم» الذي قد يطعم بالسمن والعسل والحليب وهناك من يفضل أن تطبخ بالماء سلقاً ويضاف إليها الملح حسب الرغبة ويسمى هنا «المسهى» وهو يشبه في طريقته وآلية إعداده الذرة كما يفضله البعض مشوياً حيث يشوى على الفحم وهو في عذوقه أو يحمص في إناء بحيث يصل إلى مرحلة استوء معينة ويسمى الشويط، وفي أي حالة كان أو بأي طريقة أعد يظل «الخضير» وجبة غنية تراثياً وغذائياً يتهافت عليها الكثير من أبناء جازان ويمثل موسماً مهماً وجاذباً وفارقاً في سلسلة المواسم التي تزخر بها جازان ويعد لها العدة وتجتذب الكثير من أبناء المناطق المجاورة وزوارها القاصدين التعرف على موروثاتها وثقافاتها المتنوعة «الذرة» الآن يباع بشكل حديث جاهز لربات البيوت صناعة، وصار تنافس في البيع وتزاحم وتدافع الزبائن عليه وخاصة الوافدين للمنطقة. وذكر ل»الرياض» محافظ بيش حسن عبدالله أبو شرحة أن محافظة بيش تدرس فكرة إقامة مهرجان يختص بالخضير مع فترة الشتاء قائلاً إنه سيتم دراسة الفكرة مع أعضاء لجنة التنمية السياحية بالمحافظة حيث تعد محافظة بيش من المناطق المنتجة للخضير، ويستفيد المزارعون اقتصاديا من بيع الخضير، مبدياً اهتمامه بمثل هذه الجوانب التي تزيد من التنمية. أهالي بيش يحتفلون بموسم الخضير كل عام كست نبة الذرة مزارع بيش باللون الأخضر المفالت بالسمن حيسية المفالت طحن الخضير