مكة المكرمة – احمد الاحمدي إنجاز جديد للمملكة في مجال الفضاء بإطلاقها القمر السعودي الأول للاتصالات (SGS-1) من مركز غويانا الفرنسي للفضاء على متن الصاروخ "أريان 5″، الذي وقع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله -، على القطعة الأخيرة له بعبارة "فوق هام السحب". وأوضح معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن هذا الإنجاز الوطني يعد نتاجًا للدعم الكبير الذي يحظى به قطاع البحث والتطوير في المملكة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله ويأتي إطلاقه تحقيقاً لرؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى توطين التقنيات الاستراتيجية في المملكة، وزيادة المحتوى المحلي، وتمكين الشباب السعودي من العمل على التقنيات المتقدمة في مجال تطوير وتصنيع الأقمار الصناعية. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة السعودية للفضاء أن المملكة العربية السعودية تعد من الدول الرائدة في مجال الاتصالات الفضائية وحققت الكثير من الإنجازات في مختلف المجالات، وأصبحت اليوم من الدول المصنعة للأقمار الصناعية بما يعود بالخير والفائدة للمملكة والإنسانية جمعاء. وأوضح سموه في تصريح صحافي بمناسبة إطلاق القمر الصناعي هيلاس سات 4 / سعودي جيوسات الذي يعد أكبر وأقوى قمر تجاري عملت عليه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية " أن المملكة العربية السعودية ومنذ وقت مبكر تعمل بهمة عالية لتحقيق مكاسب متعددة في هذا الجانب". وبين سموه أن ما تحقق للمملكة من إنجاز يأتي بفضل الله أولاً ثم بالدعم الكبير من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – مؤكداً على أن الاستثمار في علوم الفضاء وصناعة الأقمار الصناعية ضرورة ملحة لدعم مجال الاتصالات والمعلومات وغيرها من الخدمات. وأبدى سموه سعادته بما حققته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من إنجازات في هذا الجانب، مؤكداً على أن المدينة اليوم تعد مؤسسة رائدة ومتقدمة في هذا المجال، مثمناً في الوقت نفسه الجهود الكبيرة التي يقوم بها أبناء الوطن المتميزين في تحقيق التميز ورفع راية المملكة في المحافل الدولية يوماً بعد يوم. وتطرق الأمير سلطان بن سلمان إلى رحلة إطلاق المكوك الفضائي ديسكفري عام 1985 التي شارك فيها سموه مع نخبة من العلماء السعوديين والتي فتحت الباب للمملكة للتقدم والتطور في مجال الفضاء، موضحاً "أن الفريق العلمي وبعد عودته من رحلة الفضاء رفع تقريراً متكاملاً للدولة يعد أحد المسارات التي أسهمت في تأسيس هذه الصناعة وانطلاقتها لريادة المملكة بجهود أبنائها في هذا المجال الواعد". وأشار سموه أن الهيئة السعودية للفضاء والتي صدر الأمر السامي الكريم بتأسيسها مؤخرا تعمل على استكمال الاستراتيجية الوطنية للفضاء ونظام سعودي للفضاء، وسيكون تركيز الأكبر على المردود المتحقق للمواطنين والاقتصاد الوطني وفتح المجال للمواطنين للعمل في هذا القطاع الجديد بوصفهم الثروة الأهم التي تمتاز بها المملكة الغنية بالطاقات البشرية المميزة في كل المجالات إلى جانب المشاركات العالمية التي تعود بالخير على الإنسانية جمعاء. من جانبه أشاد نائب الرئيس التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن الدولية، ريتشارد إدواردز، بالعلاقات الاستراتيجية التي تربط الشركة بالمملكة العربية السعودية، وقال: يأتي نجاح إطلاق هذا القمر الصناعي كخطوة مهمة في علاقاتنا مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والمملكة العربية السعودية، وهي علاقات قائمة على الابتكار والعلوم والتقنية وتنمية الموارد البشرية". وتضمن القمر السعودي للاتصالات الذي جرى تطويره بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن ، تأهيل عدداً من المهندسين السعوديين وفق المعايير التي تعتمدها الشركة لمنسوبيها في جميع مراحل التصنيع والاختبار، بهدف نقل خبرات التصنيع والاختبارات الخاصة بتقنيات الأقمار الصناعية الضخمة والمخصصة للاتصالات الفضائية في المدار الثابت. ويهدف القمر إلى تأمين اتصالات فضائية ذات سرعات عالية على نطاق Ka-Band كخطة استراتيجية وطنية لتلبية احتياجات المملكة، وتقديم خدمات الاتصالات بمواصفات متطورة لاستخدامها من قبل القطاعات الحكومية، وبمواصفات تجارية لبقية مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وأجزاء كبيرة من أفريقيا وآسيا الوسطى، كما يهدف إلى تطوير القدرات المحلية والموارد البشرية وخلق فرص عمل في مجال صناعة الفضاء. ويحتوي القمر السعودي للاتصالات، الذي سيتم إدارته وتشغيله والتحكم به عبر كوادر وطنية، على حمولة متعددة الحزم توفر قدرة مرورية تتعدى 34 قيقا بت في الثانية، وكذلك ألواح شمسية عالية الكفاءة تقوم بتوليد الطاقة بقدرة إجمالية تتجاوز 20 كيلوواط، كما يحتوي القمر على وحدة معالجة تسمح بتغير إعدادات الإشارة الصاعدة والهابطة، ووحدة توزيع قادرة على تمرير الاتصالات بين المستخدمين دون عبور المحطات الأرضية. كما يحمل حموله للاتصالات لنطاق Ku-band مخصصة لهلاسات إحدى شركات عربسات. ويمتاز القمر السعودي للاتصالات باستخدامه لأنظمة دفع هجينة (كهربائية وكيميائية) ساعدت في تقليل وزن القمر وزيادة عمره الافتراضي، حيث يبلغ وزنه 6.5 أطنان وعمره الافتراضي أكثر من 20 عامًا، وكذلك استخدامه تقنيات متقدمة للاتصالات الآمنة والاتصالات المقاومة للتشويش. ويعد القمر السعودي للاتصالات (SGS1) أول قمر للاتصالات الفضائية مملوك للمملكة، ويقدم تطبيقات متعددة تشمل اتصالات النطاق العريض والاتصالات الآمنة وتوفير الاتصالات للمناطق شبه النائية والمناطق المنكوبة لا قدر الله، ويدعم هذا القمر الذي سيتم تشغيله والتحكم به من خلال محطات أرضية في المملكة البنية التحتية لقطاع الاتصالات . هيئة الفضاء ودعما لاستراتيجية المملكة في مجالات الفضاء وبرنامجها العلمي والتقني الطموح وبأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، تم مؤخرا إنشاء الهيئة السعودية للفضاء، على أن يكون لها مجلس إدارة يعيّن رئيسه بأمر ملكي.وشمل القرار تعيين الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيسًا للهيئة. ويعزز الأمر الملكي المكانة المعروفة للمملكة عالميًا في مجال الفضاء؛ حيث سبق لوكالة أنباء "ذي ميديا لاين"، الأمريكية وأقرّت أن السعودية من أهم الدول التي تقود صناعة الفضاء الناشئة بالشرق الأوسط، مشيرة إلى جهود توسيع برنامج الفضاء السعودي من خلال مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، فضلًا عن إطلاق القمرين الصناعيين السعوديين "سعودي سات 5 أ" و"سعودي سات 5 ب"، مما يؤكّد أهمية الأمر الملكي بإنشاء الهيئة السعودية للفضاء. وتتركز مهمة الهيئة في إدارة الأقمار الصناعية ونقل وتوطين وتطوير تقنياتها، كذلك إنشاء البنى التحتيّة المطوّرة، مع تمكين الكوادر السعودية وتأهيلها لتطوير وتصنيع وتشغيل الأقمار الصناعية، بما يعزّز دور المملكة في مجال الفضاء. كما ستعمل الوكالة على تحقيق أقصى الاستفادة من الأقمار، في تزويد الجهات الحكومية بصور فضائية بدقة تصوير عالية، لاستخدامها في شتى مجالات التنمية المستدامة ، ومن شأن اهتمام المملكة بالفضاء المساعدة على تنويع المجالات الاقتصادية، كما سيحفز على قيام شركات الجديدة، في هذا القطاع وتطوير فرصه وتعزيزه؛ ما يعظم من فرص إسهام مجال الفضاء في الناتج المحلي للاقتصاد الوطني فيما بعد. كما ستلعب الهيئة دوراً في تعزيز التعاون الخارجي مع الأوساط الأكاديمية والمرافق البحثية في الشبكات الفضائية الدولية، والحضور الفاعل للمملكة إقليميًا وعالميًا، وتمكينها من الإدارة المستقلة لاستراتيجيتها للفضاء ، وتوفير الأمن من التهديدات الطبيعية والبشرية لجميع المواطنين، وتنظيم القطاع وتوفير الممكنات الأخرى المطلوبة. وسبق أن أطلقت المملكة القمرين "سعودي سات 5 أ" و"سعودي سات 5 ب" على متن الصاروخ لونغ مارش 2D في منصة الإطلاق، من قاعدة جيوغوان في الصين،وتم إنجاز القمرين الصناعيين بمشاركة أكثر من 120 سعوديا مختصا في مجال صناعة وتطوير الأقمار الصناعية، وتم تصنيعهما وفقا للمعايير العالمية في معامل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. ويتم الاستفادة من هذين القمرين في تزويد الجهات الحكومية بالصور الفضائية عالية الدقة التي تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة، وذلك لاستخدامها في شتى مجالات التنمية الوطنية، وستتم إدارة وتشغيل هذين القمرين من محطة تحكم متطورة تقع في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض. وتهدف هذه المشروعات إلى تحقيق أهداف استراتيجية تتمثل في تحقيق الاكتفاء الذاتي، في هذا المجال عبر تطوير وامتلاك التقنيات المتقدمة المتعلقة بتطوير الأقمار الصناعية، مع تأهيل العنصر البشري السعودي، للقيام بأدوار التطوير والتصنيع والتشغيل مع توفير الوسائل والمواد والبنى التحتية، لتلبية الاحتياجات المحلية لعدد من الجهات الحكومية والجهات الخاصة في مجالات استخدام الأقمار.