في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى قبلة عشاق البياض، قمة جبل اللوز، التي تمخر بارتفاعها الشاهق عباب السماء، المساحة التي اعتادت أن تحتضن ذلك الغطاء الشتوي الساحر، الآسر بنصاعته ومهابته ورونقه، وبينما يتساءل الجميع عن تباشير التساقطات الثلجية، يحل على أهالي المنطقة ضيف عزيز، أثلج الصدور بمقدمه، وأيقظ في المكان بهجة وحياة أصابت رتابة الشتاء في مقتل، فليس هناك ما يستدعي الفرح والبهجة والاحتفاء أكثر من هكذا حضور ومقدم، يؤكد من خلاله أن بلادنا - ولله الحمد - زاخرة بالمساحات الشاسعة التي تمثل بمكوناتها الفريدة ومكنوناتها الثمينة ما يستحق أن يكون وجهة سياحية تنافس بقوة أفضل المناطق السياحية العالمية. بالأمس، كانت "نيوم" تتباهى كونها وجهة المصيف لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله –، واليوم أيضا نباهي بجبل اللوز وجهةً لمشتى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله –، ولعل من المؤكد أن الاستفادة من جبل اللوز سياحياً أصبحت اليوم واقعا مدروسا وملموسا بحكم وقوعه شمال شرقي محافظة البدع الواقعة ضمن مشروع نيوم، ويترقب الجبل مع زائره الأبيض نقلة تطويرية هائلة لتفتح آفاق استثمار تلك الطبيعة الخلابة للجبل. ويقع جبل اللوز غربي تبوك، حيث يعتبر الجبل من أعلى السلاسل الجبلية في الشمال الغربي بوجه عام، بارتفاع يبلغ 2580 مترا فوق سطح البحر. ويحتل بهذا الارتفاع المركز السابع على مستوى المملكة. ويبعد الجبل عن منطقة تبوك 250 كلم تقريبا، وهو يمثل أعلى قمة جبلية في منطقة حسمى، التي تعد جبالها امتدادا لجبال السروات من غربي تبوك حتى وادي رم بالأردن، ويمكن الوصول إلى الجبل ضمن طريق تبوك – حقل حتى الوصول إلى مفرق جبل اللوز، جاءت تسمية الجبل بهذا الاسم نسبة لشجر اللوز التي ما زالت تنمو فيه، كما أن هناك وادياً وقرية يعرفان باسم "اللوز"، وهما مجموعة من القمم المتلاصقة، تشمل (أبا لعجل، مكلاة، مطوق، المستور، فيحان، أبو سرارات، ثابت، حجية الكماخ، كدي، ندي والقلوم)، كما تنتج منها أودية عدة من جهة الجنوب والغرب، وتعد منطقة أثرية لما فيها من النقوش التاريخية القديمة والرسوم والمناجم والكتابات. ولي العهد على قمة جبل اللوز