دهشة لا تفارقك وأنت تصعد رويدا رويدا باتجاه منطقة جبل اللوز المعروفة في منطقة تبوك، والتي تقع غرب تبوك، حيث يعتبر جبل اللوز من أعلى السلاسل الجبلية في الشمال الغربي بوجه عام، والتي تعد جبالها امتدادا لجبال السروات الممتدة من غرب مدينة تبوك وحتى وادي رم داخل الأراضي الأردنية المجاورة، ويبلغ ارتفاعه 2580 مترا فوق سطح البحر. في الطريق إليها كان الارتفاع يزداد بشكل دائري، وعليك أن تكون أكثر حذرا وأنت تسلك هذا الطريق الملتوي المرتفع، لكن الباحثين عن الثلج والمولعين برؤية البياض الذي أصبح زائرا سنويا لجبل اللوز والمناطق المجاورة للجبل يتوافدون بأعداد هائلة من داخل ومن خارج المنطقة، فصار يضرب لهم موعدا من كل عام، فهم على موعد مع الثلج. وتتفاوت الصور وتختلف وتتباين، لكنها تتفق على دهشة المكان الذي صار يتقن لغة البياض، ويقرأ تفاصيل الثلج والمطر، فيصيب به رب العباد من يشاء في كل عام (فإذا هم به يستبشرون). في الطريق إلى الجبل عليك أن تمر بطريق مفرد وخطر يكتظ بالعابرين الذين جاءوا ليتدثروا بهذا البياض المسكوب، ومنذ سنوات طوال والحال في منطقة جبل اللوز كما هو، فالطريق إليه ما زال بحاجة إلى وقفة جادة من المسؤولين في المنطقة، فالمكان مليء بالعبقرية والدهشة والجاذبية والتألق، فهو يجذب آلاف الزائرين، ويحوي العديد من النقوش والكتابات الإسلامية، ويعد من أهم المعالم السياحية الشتوية في المنطقة. وقامت الهيئة العامة للسياحة في المنطقة مؤخرا بإدراجه ضمن المواقع السياحية المهمة، ولكن تلك المنطقة وبالرغم من أهميتها وكثافة الزائرين بها ما زالت تنتظر طرحها للاستثمار السياحي، وما زالت منطقة بكرا يتجاهلها الاستثمار لأسباب عديدة، فليس ثمة استثمار أو عمل يتناسب مع أهمية المكان، ولا أدري ماذا تنتظر الهيئة العامة للسياحة تجاه منطقة مليئة بكل مقومات السياحة، وإذا لم تتجه إليها خدمات ومناشط الهيئة، فإلى أي المواقع تتجه إذن؟ ولعل المسؤولية الأهم تقع على عاتق إدارة الطرق والنقل في منطقة تبوك، حيث الطريق إلى جبل اللوز لا يزال يمثل خطورة على سالكيه، وشهد العديد من الحوادث المأساوية، فلا توجد لإدارة الطرق أي بادرة لتطوير الطريق وتحويله إلى طريق مزدوج ضمن أولوياتها، في الوقت الذي تعتمد سنويا لها مئات الملايين من ميزانيات الخير، وهذا الأمر ينطبق تماما على طريق تبوك حقل، وهو الطريق الدولي الذي يربط بلادنا بدولة الأردن الشقيقة، وحيث مدينة حقل الوجهة السياحية المعروفة، وتظل الأسئلة مفتوحة على احتمالات كثيرة: متى ستلتفت إدارة الطرق والنقل في منطقة تبوك لطريق حقل والطريق إلى جبل اللوز؟، وهل سنرى قريبا استثمارا وعملا وتنظيما وإنجازا من قبل الهيئة العامة للسياحة لهذه المنطقة السياحية.. إنها أسئلة تنتظر الإجابة. ورقة أخيرة: كلما ستر الحجاب هامش النص .. خلع الكشف متن اللغة [email protected]