ينتظر أهالي تبوك خلال الأيام القادمة موعد تساقط الثلوج على مرتفعاتها - بعد مشيئة الله تعالى - إذ يتوقع محللو الطقس تساقطها على مرتفعات جبل اللوز منتصف الأسبوع الحالي، الذي يشهد كل عام تساقط كميات كبيرة من الثلوج، حتى أصبح مقصداً للمتنزهين من العائلات والأطفال من مدينة تبوك ومحافظاتها ومختلف مناطق السعودية ومحترفي وهواة التصوير.. كما بات وجهة لتجار الفرو والسمن والمكسرات والحطب والماشية. وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها مختلف القطاعات المعنية بمنطقة تبوك، المتمثلة بالدفاع المدني والشرطة والمرور والجهات الإسعافية، التي تقوم بالتمركز أمام الطريق المؤدي لجبل اللوز خلال فترة تساقط الثلوج حرصاً على سلامة المتنزهين، فإن المنطقة تشهد خلال تلك الفترة عدداً من الحوادث المرورية، التي راح ضحيتها العشرات من المتنزهين، بين إصابة ووفاة، فضلاً عن الحالات المرضية الأخرى.
توقعات محللي الطقس وقال محلل الطقس علي العمري، عضو فريق تاسك تيم التطوعي لمتابعة الحالات الجوية، ل"سبق": بمشيئة الله تكون هناك موجة برد شتوية قطبية الأصل، تجتاح دول شرق أوروبا ودول المتوسط، وتبدأ في التأثير على شمال وشمال غرب السعودية بداية من منتصف الأسبوع الحالي؛ إذ تتدنى فيه درجات الحرارة تدريجياً، ويُتوقع أن تصل إلى ما يقارب 4 درجات تحت الصفر، وخصوصاً على أقصى شمال السعودية، وتخف حدتها كلما اتجهنا جنوباً.
وتابع: هناك احتمال بهطول الثلوج نهاية الأسبوع على مرتفعات تبوك بشكل عام، وخصوصاً جبل اللوز، واحتمالية تشكُّل الضباب على السواحل. وأهاب "العمري" بسكان المناطق الأكثر تأثراً بهذه الموجة الباردة اتباع إرشادات الدفاع المدني، واستخدام وسائل التدفئة بحذر.
موقع جبل اللوز وسبب تسميته وقال المهندس ناصر بن محمد العطوي ل"سبق"، وهو صاحب كتاب معجم تبوك، الذي حصل في طبعته الأولى على جائزة وزارة الثقافة والإعلام لعام 1433ه: إن جبل اللوز يقع شمال غرب مدينة تبوك ضمن متكون الدرع العربي المسمى جغرافياً "جبال مدين".
وبيّن: جاءت تسمية الجبل بهذا الاسم نسبة لشجر اللوز التي ما زالت تنمو فيه، كما أن هناك وادياً وقرية يعرفان باسم "اللوز"، وهما عبارة عن مجموعة من القمم المتلاصقة، تشمل (أبا لعجل، مكلاة، مطوق، المستور، فيحان، أبو سرارات، ثابت، حجية الكماخ، كدي، ندي والقلوم)، والأخيرة تُعد أعلى قمة في منطقة تبوك؛ إذ يبلغ ارتفاعها 2583 متراً فوق سطح البحر، كما ينتج منها أودية عدة من جهة الجنوب والغرب، كما تعد منطقة أثرية لما فيها من النقوش التاريخية القديمة والرسوم والمناجم والكتابات.
الطريق المؤدي لجبل اللوز وشكّل الطريق المؤدي لجبل اللوز في الأعوام السابقة خطورة على المتنزهين؛ إذ تسبب تأخر ازدواجه في وقوع العديد من الحوادث، كما ساهم في وقوعها أيضاً السرعة الزائدة، إضافة إلى التجاوز الخاطئ. ووفقاً لمصادر مطلعة في إدارة النقل بتبوك ل"سبق"، فإن المسافة من مدينة تبوك حتى مفرق جبل اللوز 150 كلم، منها 118 أكملت إدارة النقل بتبوك ازدواجها، ويتبقى 32 كلم سيتم افتتاح 14 كلم منها أمام الحركة المرورية خلال الأسبوعين القادمين. كما تبلغ المسافة من مفرق جبل اللوز حتى قمة الجبل 30 كلم، تم إنشاؤها في فترة سابقة لخدمة مواقع حكومية، وهي طريق غير مزدوج.
الاستفادة من جبل اللوز سياحياً وبتوجيهات من أمير منطقة تبوك بحثت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة مع الجهات المعنية كافة تحويل الجبل إلى منطقة جذب سياحي، وعرض رؤية شاملة للاستفادة منه على مدار العام، كما بحثت الأمور المتعلقة بسلامة وصول المتنزهين إليه؛ ليكون متنزهاً يخدم أهالي المنطقة والقادمين من خارجها.
تحذيرات الجهات المعنية وعلى مدى السنوات الماضية تُسارع الجهات المعنية، ممثلة بمديرية الدفاع المدني بمنطقة تبوك، بدعوة المواطنين والمقيمين لاتباع التعليمات والإرشادات التي تطلقها دوريات السلامة، خاصة في أوقات تساقط الثلوج في جبل اللوز. ورغم هذه التحذيرات فقد باشرت فرق الإنقاذ بالدفاع المدني في منطقة تبوك بلاغات عدة، منها ما باشرته فرق الإنقاذ بالدفاع المدني بتبوك في شهر صفر من العام الماضي، بمساندة طيران القوات البرية بالمنطقة الشمالية الغربية، وبمشاركة الجهات ذات العلاقة، لإنقاذ 23 شخصاً كانوا عالقين مع أسرهم في جبل اللوز، بعد خرجوهم لمشاهدة سقوط الثلوج على المنطقة.
استعداد الجهات الإسعافية وتستعد الجهات الإسعافية بالمنطقة خلال فترة تساقط الثلوج كل عام بفرق إضافية نظراً لما تشهده المنطقة من تزاحم، ممثلة بالهلال الأحمر وإدارة الطوارئ والأزمات بصحة تبوك، وتتمركز في أماكن متفرقة في (علقان، اللوز، الزيتة وطريق تبوك – حقل)؛ وذلك للتدخل السريع عند الطلب والحاجة نظراً للازدحام الذي تشهده منطقة الثلوج. وقد باشرت الفرق الإسعافية في الأعوام السابقة بموقع التنزه الثلجي بجبل اللوز حالات مرضية وحالات سقوط لمتنزهين، إضافة لمباشرتها العديد من بلاغات الحوادث المرورية، واستقبلت إثر ذلك مستشفيات تبوك القريبة من جبل اللوز عشرات الحالات بين مستقرة وشبه مستقرة وخطيرة، خلافاً لحالات الوفاة.
إشادة ومطالب المتنزهين وأشاد المتنزهون بالجهود الجبارة التي تبذلها الجهات الحكومية كافة في خدمة المتنزهين، من خلال تمركزها للحرص على سلامة المتنزهين، وطالبوا الجهات المعنية في المنطقة بمنع الشاحنات الكبيرة من المرور نهاراً، خاصة وقت تساقط الثلوج، وإيقافها عند نهاية الطريق المزدوج، مشيرين إلى أن الجهات الأمنية منعت خلال الأعوام السابقة مرور الشاحنات نهاراً خلال فترة خروج المتنزهين.
وطالبوا هيئة السياحة والآثار بالمسارعة بالاستفادة منه، باعتباره متنزهاً وطنياً يرتاده المئات خلال فترة تساقط الثلوج، وطالبوا "الاتصالات" بإنشاء برج اتصالات متنقل للاستفادة أثناء وجود المتنزهين أعلى الجبل؛ إذ تنعدم الاتصالات منذ دخول المتنزهين جبل اللوز حتى نهايته، ويقتصر استخدامهم للجوال على التصوير فقط.
من جهته، قال مدير إدارة مرور منطقة تبوك، العميد دكتور محمد بن شباب البقمي، ل"سبق" إنه - حسب توجيهات أمير منطقة تبوك - قد أعدت إدارة المرور بتبوك خطة مرورية ميدانية لمواجهة ما يُتوقَّع - بإذن الله - من هطول للثلوج والأمطار خلال الأيام القادمة على منطقة جبل اللوز، وما يصحب ذلك من زيادة متوقعة في حركة السيارات، وتوافد أعداد كبيرة من المتنزهين والسائحين على الموقع؛ ما يتطلب تسهيلاً للحركة المرورية وتوفير الأمن المروري.
وأضاف: سيتم تكثيف الوجود المروري على منطقة جبل اللوز، والطرق المؤدية إليه. وتضمنت هذه الخطة تكليف عدد من الضباط والأفراد، وتقسيمهم إلى مجموعات للوجود على مدار الساعة طوال فترة هطول الثلوج والأمطار، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان السلامة المرورية للموجودين بتلك المواقع - بإذن الله تعالى - ومن أهمها منع السيارات من صعود الطريق المؤدي للجبل، في حال كان ذلك يشكل خطورة، بعد التنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وتابع: هذه الخطة تنفَّذ بإشراف ومتابعة من قِبل مدير الإدارة العامة للمرور، اللواء عبدالرحمن بن عبدالله المقبل، ومدير شرطة منطقة تبوك، اللواء خالد بن عبدالرحمن البوق.
وناشد "البقمي" قائدي السيارات الالتزام بأنظمة وقواعد المرور، والتقيد بتحذيرات الدفاع المدني بهذا الخصوص، متمنياً السلامة للجميع.