في (الدربي) الأخير اعتبر الهلاليون تعادلهم مع النصر تعادلًا بطعم الخسارة بناءً على السيناريو الذي سارت عليه المواجهة وعدم قدرة الفريق على المحافظة على تقدمه بهدفين نظيفين في الشوط الأول؛ بل كاد النصر أن يدرك الفوز بعد التعادل بعد أن كان الرعب يتملك عشاق الفريق بعد هدف الهلال الثاني من تكرار خماسيات الزعيم. عصر الجمعة الماضية تكرر الأمر أمام الأهلي بصورة مشابهة بل وأكثر قسوة رغم خروج الهلال بنتيجة المباراة والنقاط الثلاث التي قد يعتبرها البعض هي المهم والأهم؛ لكني أعتقد أنَّ الهلال خرج بفوز بطعم الخسارة؛ إذ كسب النتيجة والنقاط وخسر هيبته وثقته وشخصيته. الفوز بطعم الخسارة هو ما حدث تمامًا للهلال في (الكلاسيكو)؛ أن تسجل 3 أهداف في نصف ساعة هذا أمر رائع ومفرح ويعكس القدرات الهجومية التي يمتلكها الزعيم حتى وهو في أسوأ حالاته الفنية؛ أما أن تتلقى شباكك بعد ذلك هدفين في 4 دقائق فهذه مصيبة، وأن يتكرر ذلك في مواجهتين مهمتين أمام منافسيك على الصدارة فهذه كارثة. جيسوس مدرب كبير؛ لكنه حتى الآن عاجز عن تقديم فريقٍ يستحق احترام عشاقه قبل أن يستحق احترام وهيبة الخصوم حتى شاهدنا فرق الوسط والمؤخرة وهي تتجرأ أمامه وتقاسمه الاستحواذ والخطورة بل وتتغلب عليه كما حدث في الجولات الأخيرة، وشاهدنا النصر وهو يستحوذ على الملعب أمام الهلال ويتفوق ويبادر في حالة تاريخية نادرة أدهشت النصراويين قبل الهلاليين. أشعر مثل كثيرين بأنَّ هذا المدرب غير قادر على التواصل روحيًا ونفسيًا وعقليًا مع اللاعبين؛ الأمر الذي لا يبدو أن إدارة الكرة ولا إدارة النادي قادرة على علاجه حتى الآن، إضافة إلى أنَّ جيسوس الذي خسر الهلال بسبب قناعاته لاعبًا بحجم عمر خريبين ما زال عاجزًا عن خلق دكة بدلاء تصنع الفارق أو على الأقل تقديم وجوهٍ جديدة بدلًا من الاعتماد المتكرر على لاعبين منتهين فنيًا ومعنويًا مثل الفنزويلي جيليمين ريفاس، وتهميشه الغريب للاعبين أخشى أن يخسرهم الهلال بسبب قناعات مدرب لا يبدو أنَّه سيبقى أكثر مما بقي. قصف ** كما ينجو لاعبو النصر من البطاقات الحمراء في الملعب ومن إيقافات لجنة الانضباط تنجو إدارته من عقوبات اتحاد القدم الذي وقف أكثر من مرة متفرجًا على تجاوزات إدارية وقانونية وإعلامية أغلقت عليها الأدراج أو ذهبت أدراج الرياح. ** رحيل سامي الجابر قتل مشروع (هلال جيسوس) بعد أن فقد هذا المدرب همزة الوصل بينه وبين اللاعبين في ظل عجز فهد المفرج والإدارة الجديدة عن القيام بهذا الدور. ** خسر الهلال من الحزم بتقنية ال (VAR)، وكسب النصر الاتحاد بركلتين جزائيتين، ومع ذلك لم ولن يصمتوا؛ ولماذا يصمتون ما دامت مطالبهم تتحقق؟!. ** لماذا أبعد الحكم المحلي عن الدوري السعودي ولماذا أعيد إليه؟! ما الذي حدث بين إبعاده وإعادته؟! ما البرامج وخطط التدريب والتطوير التي عملت له خلال هذه الفترة؟! وهل هو قادر على إعادة ثقة الجميع بقدراته أم سيعود فقط ليعيد ثقة بعض الأندية بقدراتها؟!.