قدر المملكة أن تكون دوماً في ملفات وأجندات الجدل السياسي الحزبي في بعض الدول العظمى وذلك لمقامها الدولي، وتأثيرها الإقليمي، ومكانتها العليا بين دول العالم، وبسبب كثير من المتأزمين المتربصين.. وكذلك لأن المملكة دولة صانعة للسياسة والقرار ومحرك رئيس لاتجاهات كثير من القضايا السياسية والاقتصادية. تُقحم المملكة بشكل مقزز في ملفات وأطروحات حزبية مقيتة تتبناها الأحزاب اليمينية المتطرفة، والأحزاب المناهضة لأي ائتلافات حكومية في بعض الدول كألمانيا وبريطانيا وفرنسا وخصوصاً أميركا التي تشهد الحزبية فيها محاولات لإسقاط الرئيس الأميركي لذلك فهي تثير قضايا بتكرار عجيب تقود للتدخل بشؤون الغير وبالذات المملكة التي عبرت مراراً أن لا شأن لها بقضايا الدول ولا أحزابها. فتكون كثير من الجدالات السياسية الداخلية الملوثة بالحمق، المملوءة بالمصالح السياسية، والمغتصة بالغايات الحزبية المائلة سيجد فيها المتابع أن ذكر السعودية، وترديد أي حدث يدور في فلكها دوماً ما يطرح ويردد بإزعاج، وكثيراً ما يتم استثماره حزبياً لضرب قضية داخلية أو صناعة ملهاة إعلامية أو محاولة زعزعة النسق الحكومي. أحداث وعلاقات وسياسات السعودية هي إحدى كروت المساومات الرخيصة لدى الحزبيين المتطرفين الذين لا شأن لهم إلا متابعة سلوك حكوماتهم مع المملكة في كل حدث.. لتصبح المملكة قضية دائماً مكررة ومستهلكة لدى الخصام، أو الشقاق السياسي الداخلي بين الأحزاب المتطفلة. ما صدر مؤخراً عن مجلس الشيوخ الأميركي من تصريحات لبعض أعضائه، وطرح افتراءات وادعاءات عن السعودية والزج بالمملكة في جدالات الحزب والحكومة الأميركية هو مثال حي وصريح يعبر عن استخدام ملفات خاصة تستغل أحداثاً وقضايا تعبر عنها الحكومة الأميركية بتعقل غالباً تحاول الأحزاب ذات التوجهات المعاكسة التشويش عليها. لذلك فالمكائد والمصائد والمصالح الحزبية والتنازع بين اللوبيات المختلفة يقحم قضايا تخص الغير بتوجهات تلك الأحزاب الداخلية فتحدث التدخلات ويكون التطفل السياسي حاضراً. والرد الواقعي والاستثنائي أكده التصريح السعودي الرسمي الذي استنكر فيها هذا التدخل السافر في الشأن الداخلي للمملكة بتكرار سخيف، وتأطير مستهلك وموجه عدائياً حول كثير من القضايا المختلفة سواء في حدث خاشقجي الذي كانت المملكة شفافة في كشف ملابساته.. أو تشويه دعمها لكل الحملات ضد الإرهاب، أو ترقيق تدخلات إيران المكشوفة والمغرضة.. وهذه الأطروحات تتجاهل قيمة ومستوى ما تقدمه المملكة من مبادرات للخير والسلام، والتعاون المثمر دوماً مع كل طرف يطلب الحق والعدالة والأمان، ودورها في تعزيز العلاقات الإيجابية، والمصالحات بين الأطراف المتنازعة إقليمياً.. وكذلك يتجاهل أولئك الحزبيون الدعم السخي الملتزم بإغاثة كثير من الجماعات المنكوبة والمحتاجة. ويبقى القول: قضايا المملكة تخصها وحدها، وهذا من أسس سياستها الثابتة التي لا تسمح لأي متطفل أو متدخل، لذلك فإن كثافة التطفل وجرأة التدخل في شؤون المملكة الداخلية ومحاولة المساس بقيادتها الكريمة من قبل أحزاب الدول ذات الأجندات الملونة ذلك يعتبر أسلوباً غثيثاً يحدث تصدعاً وشرخاً عميقاً في علاقات المملكة مع تلك الدول، وهذه ما ذكره البيان.. فالتداعيات سيكون لها أثر سلبي وسيئ على العلاقات الاستراتيجية بيننا وأطراف التدخل.