عززت العلاقات السعودية البحرينية الشقيقة المتأصلة في عمق التاريخ ببزوغ شراكات اقتصادية صناعية متينة راسخة بين البلدين يقودها عملاقا النفط والبتروكيميائيات في العالم شركتا «أرامكو السعودية» و»سابك» واللتان نجحتا في إرساء قواعد صناعية استراتيجية تحتضن أكبر مشروعات النفط في المنبع والمصب بالملكية المشتركة لحقول النفط وإمداداته وتكريريه إلى جانب الصناعات البتروكيميائية والألمنيوم والأسمدة إنتاجاً وتسويقاً مشتركاً. ويمضي التحالف الصناعي السعودي البحريني قدماً مدعماً بأكبر وأقوى مشروعات النفط في المنطقة والتي لفتت أنظار العالم المتمثل في تدشين خط أنابيب النفط الجديد بين البلدين الذي بارك تدفقاته ودفع أولى قطراته الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مجسداً تحالفا سعوديا بحرينيا استراتيجيا قويا بين "أرامكو" السعودية و"بابكو" البحرينية بضخ 220 ألف برميل يوميا من النفط السعودي وبسعة قصوى تصل إلى 350 ألف برميل يوميا، وبطول يبلغ 110 كلم، ويربط بين معامل بقيق السعودية ومصفاة باكو البحرينية. ويضيف خط الأنابيب قوة اقتصادية للبلدين ودعماً كبيراً لملكيتهما المشتركة لحقل أبو سعفة البحري الواقع في المنطقة المغمورة الذي يشكل جزءًا من مشروع معامل الإنتاج في القطيف حيث تنساب إمدادات الحقل وفق ما خطط لها بكل كفاءة وموثوقية واعتمادية ويحوي نحو 6,1 بلايين برميل من احتياطيات الزيت تقع تحت سطح الماء ضمن مساحة تزيد على 104 كيلو مترات مربعة. وينتج حقل أبو سعفة 300 ألف برميل يوميًا من الخام العربي المتوسط ويُنقل عبر خط الأنابيب المغمور تحت الماء الذي يبلغ قطره 42 بوصة وطوله 60 كيلو متراً إلى المعمل الجديد على اليابسة لفرز الغاز من الزيت لإجراء مزيد من عمليات المعالجة والتركيز ومن ثم يتم نقل الزيت الخام المركز إلى رأس تنورة للتصدير. وساهم الحقل في زيادة إنتاج حقلي القطيف وأبو سعفة إلى 800 ألف برميل من الزيت العربي الخفيف والمتوسط ونحو 370 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الطبيعي المرافق، في حين تنامت عمليات حقل القطيف الإنتاجية بطاقة 500 ألف برميل يومياً من الخام العربي الخفيف وبتكاليف قدرت ب3,5 مليارات ريال. فيما تمثل معامل القطيف أول مرفق من مرافق الشركة لإنتاج الزيت العربي الخفيف عن طريق مزج الزيت العربي الخفيف جداً والزيت العربي الخفيف مع الزيت العربي المتوسط، وتحتوي معامل الإنتاج في القطيف على أكبر معمل للتوليد المشترك؛ حيث يحتوي على مولدات لإنتاج الكهرباء والبخار. ويمثل مشروع معامل الإنتاج في القطيف الجيل الجديد بالنسبة لمعامل «أرامكو» من حيث الكفاءة البيئية حيث تم تطويره على أحدث تقنيات الصناعة البترولية بهدف زيادة الفاعلية التشغيلية والسلامة البيئية في آن واحد، حيث يتم ذلك باستعمال نظام حرق على اليابسة لا يتولد منه دخان، كما يشتمل المشروع على نظام جديد لاستخلاص الكبريت ذي الكفاءة العالية تبلغ نسبته 99 %. في وقت تكمن الأهمية القصوى لخط أنبوب النفط الجديد الذي يربط بين البلدين لتزويد البحرين باحتياجاتها المتزايدة من النفط بعد أن أصبح خط الأنابيب القديم لا يفي بالحاجة والذي أُنشئ العام 1945م ويضخ 220 ألف برميل لمصفاة البحرين والتي تعتبر غير كافية ويمتد الخط الجديد عبر مناطق جديدة في السعودية جنوب منطقة الظهران الغنية بالنفط، مروراً ببلاج الجزائر في المنطقة الجنوبية في البحرين. ويختلف المسار الجديد كلياً عن مسار خط الأنابيب الحالي الذي ينقل نحو 200 ألف برميل يومياً من النفط من الآبار السعودية إلى مصفاة البحرين بسترة، بحيث يتم تكرير وإعادة تصديره إلى الأسواق العالمية، في وقت يبلغ حجم احتياطيات النفط الثقيل في البحرين نحو مليار برميل في الوقت الذي يمكن استخراج فقط 15 % في ظل وجود تحديات مستعصية تسعى البحرين إلى حلها بالتعاون مع شراكات النفطية الوطنية والشركات العالمية وشركات الخدمات للتغلب على تحديات استخراج النفط الثقيل.