ضربة اقتصادية جديدة يتعرض لها اقتصاد قطر تعد بمثابة الهزيمة الثانية للدوحة في أقل من أسبوع، فبعد أن قررت الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» مطلع يناير المقبل، ألحقت المنظمة هزيمة بالدوحة، وأعلنت أن قرار الانسحاب لن يؤثر على دورها في استقرار الأسعار في سوق النفط العالمية، وأن خروج قطر عديم الأثر، بادرت أستراليا بتوجيه ضربة ثانية حينما تفوقت على الدوحة في تصدير الغاز المسال، لتصبح الأولى عالميا. فقد أظهرت البيانات الصادرة عن مؤسسة "رفينيتف المالية" أن أستراليا تجاوزت قطر خلال شهر نوفمبر الماضي في تصدير الغاز المسال، لتصبح المصدر الأول للغاز في العالم، وأشارت البيانات إلى تراجع صادرات قطر من الغاز الطبيعي المسال بمعدل 3 % خلال نفس الشهر، حيث صدرت أستراليا 6.5 ملايين طن، مقابل 6.2 ملايين قامت قطر بتصديرها. وأرجعت المؤسسة أسباب تفوق أستراليا على قطر في تصدير الغاز إلى اتجاه أستراليا لتشغيل عدد من مشروعات التصدير خلال السنوات الثلاث الماضية، بخلاف مشروع آخر يؤكد تربع أستراليا على عرش تصدير الغاز، وهو مشروع "بريلود" الذي يتبع "رويال داتش شل"، الذي يدخل حيز العمل العام المقبل بحسب ما أعلنت المؤسسة. وبعد تفوق أستراليا على الدوحة في تصدير الغاز المسال، يدخل الاقتصاد القطري مرحلة جديدة من الصعوبات، سواء فيما يتعلق بالنفط، أو بالغاز المسال، لتبقى القرارات الاقتصادية، ذات أثر سلبي على الأوضاع الداخلية لقطر، التي تسير في اتجاه العزلة، ولعب دور أكبر من حجمها، في اعتقاد خاطئ بأنها مؤثر قوي في العلاقات الاقتصادية الدولية، في حين تؤكد الأرقام الرسمية، محليا ودوليا، أنها ضعيفة، وأن أسباب الضعف ترجع إلى سياسات خاطئة، اقتصاديا وسياسيا.