تسعى المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى أن تصبح رائدة إقليمياً في المجالات الحيوية لقطاع الطيران الذي يتميز بتسارع التقدم التكنولوجي وزيادة المنافسة في تطوير التقنيات الخاصة بهذا المجال، حيث تعد الطائرات الخفيفة جداً والطائرات من دون طيار من العناصر المهمة جداً في هذا القطاع، كما أنها تستخدم في العديد من التطبيقات الحيوية بدءاً من المراقبة الأمنية لرصد الغلاف الجوي والطقس، فضلاً عن المساعدة في استكشاف الموارد الطبيعية. وتواصل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من خلال معهد بحوث الفضاء والطيران والمراكز البحثية المشتركة بالمدينة العمل على نقل التقنيات المتعددة في مجال قطاع الطيران وتوطينها، كما تم في الآونة الأخيرة على صعيد تقنية الطيران، بناء شراكة تقنية صناعية مع شركة أنتونوف الأوكرانية، وشركة تقنية للطيران تهدف إلى نقل تقنية صناعة الطائرات وذلك من خلال تطوير طائرات أنتونوف 132 متعدّدة الأغراض وتصنيعها وإنتاجها، وقد طوّر التحالف الطراز الحالي للطائرة، وذلك بإدخال أحدث المحرّكات والإلكترونيات حتى تكون الطائرة قادرة على منافسة مثيلاتها، كما تم تطوير سلسلة طائرات من دون طيار تخدم أهداف المملكة في رؤيتها 2030م من خلال التحول الوطني، بإنتاج منتجات سميت بصقر1، وصقر2، وصقر3، وصقر4، كما تم تأهيل الكوادر السعودية الشابة وتدريبها على أيدي خبراء صناعة الطائرات، وتعمل المدينة على عدة مشروعات في قطاع الطيران في المجالات التالية، الطائرات من دون طيار، أنظمة التحكم الآلي للطائرات، طائرات المراقبة والاستطلاع الجوي. أنتونوف AN-132 من المشروعات المقدمة: طائرة أنتونوف «AN-132» متعددة الأغراض: يأتي مشروع طائرة أنتونوف AN-132 في إطار اتفاق التحالف الاستراتيجي التقني الذي أبرمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة تقنية للطيران مع شركة أنتونوف الأوكرانية وذلك لتطوير وتصنيع طائرة أنتونوفAN-132 متعددة الأغراض، حيث تمتلك المدينة ما نسبته 50 % من حقوق الملكية لهذه الطائرة وسيكون خط إنتاج هذه الطائرة بالتوازي في كل من المملكة وجمهورية أوكرانيا، ويهدف المشروع إلى الدخول في مجال تصنيع هذه الطائرة، ونقل تقنية صناعة الطائرات واكتساب الخبرة من الشركات العالمية لتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في تخصصات علوم وتقنية الطيران وذلك من خلال العمل والتصنيع المشترك لاكتساب الخبرات وتنمية المهارات في هذا المجال تحقيقاً لمبادرات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، التي تسعى في مجملها إلى تعظيم المحتوى المحلي التقني ضمن برنامج التحول الوطني السعودي 2020م الذي يعد المرحلة الأولى لتحقيق رؤية المملكة 2030م، وبتاريخ 31 مارس 2017م تم بنجاح إجراء أول تجربة طيران للطائرة السعودية - الأوكرانية أنتونوف «AN-132»، حيث حلقت الطائرة فوق الأراضي الأوكرانية لمدة ساعة وخمس وأربعين دقيقة انطلاقاً من مطار شركة أنتونوف الواقع في مقر الشركة في العاصمة كييف. وتتميز الطائرة بقدرتها على التحليق بارتفاع 28 ألف قدم بحمولة تصل إلى 10000 كلغم ومسافة لا تقل عن 2200 كم، وقطع مسافة أكثر 4500 كم من دون حمولة، وبسرعة 550 كم في الساعة، حيث تم تزويدها بمحركات من طراز برات وتني A 150 بقوة 5070 حصاناً لكل محرك ونظام إلكترونيات متقدم ونظام ملاحة والعديد من الأنظمة الحديثة. وقد شاركت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة المملكة مع حلفائها شركة تقنية للطيران وشركة أنتونوف الأوكرانية بعدة معارض للطيران كمعرض باريس الدولي ومعرض دبي الدولي للطيران 2017م. تقنيات حاسوبية وفي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، هناك عدة مراكز مخصصة للنمذجة العددية والمحاكاة لتطبيقات الطيران، ويقوم هذا المشروع على استخدام تقنيات حاسوبية بغرض دراسة ومحاكاة حركة الطائرات من دون طيار والاستفادة من هذه التقنيات في تحسين تصميمها لأداء أفضل، وتعمل على تحقيق ذلك بما يساهم بتحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال الشراكات الاستراتيجية مع الجامعات ومراكز البحوث الرائدة في هذا القطاع، بهدف نقل المعرفة والتقنية وتوطين الخبرات في مجال البحث والتطوير، ومن الأهداف توطين التقنيات التي تساعد على تحسين أداء هذا النوع من الطائرات لأغراض بحثية، ودراسة حركة الطيور ومناورتها والاستفادة من دراستها في تصميم الروبوتات الطائرة، والاستفادة من التعاون مع جامعة ستانفورد واكتساب الخبرات في مجال البحث العلمي. طائرة النورس تُعد أحد مشروعات نقل تقنية صناعة الطائرات من دون طيار، وهي أحد مشروعات مدينة الملك عبدالعزيز لتفعيل دورها في تحقيق رؤية 2030م من خلال توطين ونقل تقنية صناعة الطائرات من دون طيار، النورس هي طائرة استراتيجية مصممة لتعمل بالأقمار الصناعية ذات مدة تحليق طويلة تصل إلى 30 ساعة وارتفاع متوسط يصل إلى 30000 قدم، مصنوعة من الألياف الكربونية والزجاجية وتمتاز بخفة وزنها وقلة استهلاكها للوقود وذلك يعود لتصميمها الجيد وكفاءة تصنيعها، تزن الطائرة فارغة 800 كلغم وقادرة على حمل خزانات وقود تزن 200 كلغم وحمل كاميرات تصوير نهاري - كهروبصري - وليلي - أشعة تحت الحمراء - وتحديد المسافة باستخدام تقنية الليزر، ويمكن تجهيزها بتقنيات الرادارات وتقنيات الحرب الإلكترونية وتقنيات التشويش الإلكتروني والتنصت، ومن مواصفات الطائرة أنها ذات مدى طيران طويل يصل إلى 250 كم. ويتم التحكم بها عن طريق الأقمار الصناعية لتوسيع دائرة الاستطلاع والاستكشاف الحي والمباشر، وتستطيع الطائرة إتمام المهمة كاملة ذاتياً من الإقلاع إلى الهبوط، ويتم التحكم بها من محطة أرضية بدقة واستقرارية عالية في الملاحة في جميع ظروف الطيران، هيكل الطائرة مصنوع من الألياف الكربونية مما يعطي الطائرة قوة تحمل عالية وخفة في الوزن. طائرة صقر 4 صنعت بأيادٍ سعودية وتتميز بأنها طائرة استطلاعية من دون طيار لها محرك كهربائي ومحرك وقود مكبسي، واستخدم في تصنيعها الألياف الكربونية والألياف الزجاجية؛ لكي تعطي قوة تحمل عالية وخفة في الوزن، وهي قادرة على حمل كاميرات تصوير وتحديد المسافة باستخدام تقنية حديثة، وقد تم حساب القوة المؤثرة عليها عن طريق استخدام برامج المحاكاة والتحليل، حيث تم الاتفاق بين رئيس المدينة ومدير بوينج فانتوم ووركس على خطة البحث والتطوير للمنصة الجاري تطويرها، ووضع خطة البحث والتطوير المتضمنة التحليل والتصميم والتطوير والاختبار للمنصة الجاري تطويرها، وإجراء دراسة شاملة لجدوى استخدام هذه التقنية في المراقبة والاستطلاع الجوي ومقارنتها بالتقنيات الأخرى المتوفرة. ومن مواصفاتها أنها تحلق من 5 - 6 ساعات بسرعة قصوى 120 كم/ساعة، وقادرة على حمل حمولة تزن خمسة كلغم وأقصى ارتفاع 5000م، ومدة الطيران من 120 - 250 كم، وطول الطائرة متران وطول الجناح 3.75م. طائرة صقر 2 وتعد طائرة غير مأهولة من دون طيار، وأيضاً تعد استطلاعية صنعت بأيادٍ سعودية، ويستطيع التحكم بالطائرة عن طريق محطة أرضية مزودة بأجهزة حديثة ورادار، وصنفت ضمن فئة المتوسطة بعيدة المدى، واستخدمت الألياف الكربونية والألياف الزجاجية لرفع نسبة وزن الإقلاع لوزن الطائرة فارغة، وتم تصميم الطائرة لحمل ما يزن خمسين كيلو جراماً لتصبح قادرة على حمل كاميرات تصوير نهاري وليلي وتحديد المسافة باستخدام تقنية الليزر، وكذلك إمكانية إضافة طبق للتحكم بها عن طريق الأقمار الصناعية في المستقبل لتغطي مساحات أوسع وأبعد وتقوم بمهام أخرى عن طريق الأقمار الصناعية، ومن مواصفاتها أنها ذات مدى يصل إلى 150 كيلومتراً، ويمكن تطوير مداها إلى حد أقصى 250 كيلومتراً، ومدة تحليق تصل إلى ثماني ساعات بسرعة تقدر ب120 كيلومتراً في الساعة وبارتفاع 5000 متر، طول الطائرة ثمانية أمتار وطول الجناح 4.3 أمتار، وتزن حمولة بنحو 50 كلغم. TKF-500 وتعد تقنية المحركات النفاثة أحد المجالات الاستراتيجية الحيوية في قطاع الفضاء والطيران، لذلك يهدف هذا المشروع إلى بناء محرك توربيني نفاث من نوع TKF-500 TurboFAN بقوة دفع تصل إلى 5.35kN ونقل التقنيات المتعلقة به للإسهام في تحقيق أهداف مبادرات برنامج التحول الوطني 2020 أحد برامج رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ويتم من خلال المشروع تنفيذ مجموعة واسعة من الأعمال مثل التصميم المفاهيمي ووضع المواصفات بناءً على المتطلبات المرغوبة التي تقود إلى التصميم الأولي والنهائي، ويتخلل ذلك دراسات تحليلية ومحاكاة ثنائية وثلاثية الأبعاد 2D/3D، وبعد ذلك التصنيع والتجميع، وأخيراً اختبار المحرك في منشأة الاختبار، وكذلك يشتمل المشروع على تصميم وتصنيع وحدة التحكم الإلكترونية خصيصاً للمحرك TKF-500، ويتميز المحرك بضاغط هوائي محوري مترادف الشفرات، الذي يُعد تقنية جديدة وواعدة حاصلة على براءة اختراع في مجال المحركات النفاثة، يمكن من خلالها الحصول على معدل ضغط أعلى يقدر ب1:2.3 لكل مرحلة مقارنة بالضواغط الهوائية الاعتيادية التي يقدر معدل الضغط فيها إلى 1:1.6 لكل مرحلة، كما سيتم بناء منشأة لاختبار المحركات النفاثة Test Cell داخل المملكة وفقاً لأحدث المواصفات والمعايير. شباب سعودي يعمل في صيانة الطائرات كادر وطني مبدع صعوبة التخصص لم تكن عائقاً أمام شباب الوطن طائرة النورس طائرة أنتونوف AN-132