دشن اللواء الطيار الركن متقاعد محمد سعيد عيّاش أمس (السبت)، أول تجربة إقلاع للطائرة السعودية - الأوكرانية (أنتونوف AN-132) التي دُشنت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وحلق عياش فوق الأراضي الأوكرانية لمدة 100 دقيقة. وأجريت للطائرة عمليات تحضير في مدرج مطار «أنتونوف» شمال غربي العاصمة كييف، قبيل إقلاعها التجريبي بحضور الرئيس الأوكراني بيترو بوريشنكو، تمثلت في تشغيل المحركات والأنظمة التابعة لها للتأكد من قدرتها على الطيران حتى أقلعت وحلقت بنجاح، في خطوة أولى تعقبها خطوات تجريبية أخرى حتى تحلّق في سماء المملكة بعد أسابيع. وأوضح المشرف العام على مكتب إدارة البرامج الخاصة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور خالد الحصان في تصريح صحافي اليوم (الأحد)، أن نجاح هذا الإقلاع والتحليق التجريبي سيمكن الطائرة من التحليق في سماء المملكة قريباً بنجاح، مشيراً إلى أن العمل يسير بوفق ما خطط له، والنجاح هو التزام الخطة الزمنية التي وضعت لإنتاج هذه الطائرة، على رغم التحديات التي تواجه مثل هذه المشاريع المختصة في مجال نقل صناعة الطيران وتوطينها. وبين الحصان أن المدينة تملك 50 في المئة من حقوق الملكية الفكرية لهذه الطائرة. وأفاد بأن هذه الطائرة هي أول خط الإنتاج المزمع تشييده بالتوازي في المملكة وأوكرانيا بمشاركة مهندسين وفنيين سعوديين مع نظرائهم الأوكرانيين. وكشف الرئيس التنفيذي لشركة تقنية للطيران اللواء متقاعد علي الغامدي أن معدل الصناعة في السعودية لطائرة النقل «أنتونوف AN-132» سيبدأ بنسبة 35 في المئة ويتدرج إلى أن يصل إلى 100 في المئة. وقال: «إن ثلاث اتفاقات أخرى وقعتها الشركة مع المدينة، منها تصنيع طائرة عمودية متعددة الأغراض من نوع بلاك هوك مع شركة سايكروسكي الأميركية، وتصنيع الطائرات من دون طيار مع شركة إليت الصينية، وتصنيع هياكل للطائرات من المواد الكربونية والمعدنية، بعد النجاح في تصنيع أول طائرة سعودية متعددة الأغراض بالتعاون مع شركة أنتونوف الأوكرانية». يُذكر أن الطائرة «أنتونوف AN-132» تتميز بقدرتها على التحليق بارتفاع 28 ألف قدم بحمولة تصل إلى 9.2 طن، وقطع مسافة تفوق 4500 كيلومتر، وتم تزويدها بمحركات من طراز «برات وتني 150 A» ونظام إلكترونيات متقدم وملاحة ومحركات وأنظمة حديثة، فيما تتمتع بمميزات عدة تكمن في خفة الوزن، والطيران بمحرك واحد، والتعامل مع أسوأ الظروف المناخية، بجانب الإقلاع من أي مكان في العالم حتى لو كان رملياً، ولها استخدامات متعددة في المجالين المدني والعسكري. وكانت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم التقنية دشنت الطائرة في أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وهي نتيجة تحالف مع الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني تعمل من خلال شركتها تقنية للطيران جنباً إلى جنب مع المدينة وشركة «انتونوف» لنقل التقنية وتوطينها وتأسيس بنية تحتية لصناعة الطائرات في المملكة، بهدف تنمية قدرات التصنيع المحلي بالتعاون مع الشركات السعودية المختصة.