كل جسم حتى يتمتع بهالة كهرومغناطيسية إثيرية حوله، تعمل على امتصاص طاقة اللون الأبيض من الجو كي تعود لتوزعها على ألوان الطيف السبعة الأساسية، وتمنحها للجسم الحي من أجل أن يحصل كل عضو على اللون المناسب له فيظل محافظاً على نشاطه وحياته وحيويته. وعليه، فقد اعتبرت الألوان من العوامل التي تدخل في عمليات التمثيل الغذائي. لقد تبين أن لكل لون من ألوان الطيف السبعة تأثير على جسم الإنسان الحي، وأن نقص تشبع الخلايا من هذا اللون يؤدي إلى أمراض مختلفة وإلى اضطراب في أشعة الهالة حول هذا الكائن، وهذا الشيء يمكن كشفه على شاشات حساسة للضوء اخترعها العالم كيلتر، وتتألف هذه الشاشة من لوحي زجاج أدخل بينهما محلول السيانين ذو اللون البنفسجي الحساس. إن للألوان تأثيرها الكبير على النفوس والأمزجة والطبائع، فهي كالنغمات الموسيقية التي تسمو بالنفوس والأرواح، وتغذي الأعصاب وتريح الإحساس وتدخل البهجة. إن للألوان تأثيراً ملاحظاً على حياة كل شخص بين حياته اليومية، فقد وجد أن من الألوان ما يبعث في نفس الشخص البهجة والسرور والسعادة والاطمئنان، ومنها ما يحبط الهمم، ومنها ما يوحي بالبرد، ومنها ما يوحي بالدفء. إن تأثير الألوان على الجسم الحي يمتد إلى الطب والفلسفة والفن، ويعد تأثيرها في النفس والعقل من العوامل الأساسية ذات الأهمية الكبيرة على حياتنا الاجتماعية والفنية. قبل الحديث عن تأثير الألوان في حياتنا يجب أن نعرف اللون. فما هو اللون؟ اللون هو أحد خواص الضوء، فالضوء ذو اللون الأبيض بالحقيقة ليس إلا مجموعة من ألوان الطيف السبعة، وإن كلاً من هذه الألوان يسير بخط مستقيم، ولكنها تغير مسارها بدرجات متفاوتة، لذلك لو أسقطنا حزمة ضوء على موشور ثلاثي من الزجاج، ثم استقبلنا الأشعة البارزة منه على لوح أبيض لحصلنا على خيال يتألف من حزمة ملونة ذات ألوان زاهية تتدرج من البنفسجي حتى الأحمر، وهذا الخيال يدعى بالطيف، ويمكن تصنيف ألوان هذا الطيف إلى سبعة ألوان هي على التوالي: البنفسجي، فالنيلي، فالأزرق ثم الأخضر فالأصفر فالبرتقالي ثم أخيراً الأحمر، وتتداخل هذه الألوان مع بعضها بعضاً. ويمكننا ملاحظة هذه الألوان بوضوح تام في قوس قزح وكذلك في فقاعات الصابون وغيرهما. إحساس جسم الانسان الحي باللون: عندما ينعكس الضوء على جسم ما فإنه يمتص بعض موجات هذا الضوء ويرد بعضها الآخر، وهذا الجزء المردود يؤثر في خلايا العين فتدرك اللون، وينفذ الضوء إلى العين بالطريقة التالية: نحن نعرف أن للعين عدسة تتألف من أنسجة شفافة جداً وفتحة ينفذ من خلالها الضوء إلى العين، وهذه الفتحة تكبر وتصغر بواسطة القزحية، التي تكسب العين لونها. فإن كان الضوء قوياً تغلق الحدقة إغلاقاً جزئياً بحيث لا يدخل العين ضوء شديد، حيث إن الضوء الشديد يعمي العين، وأما إذا كان الضوء خفيفاً فإن القزحية تسبب اتساع الحدقة، وأما القرنية فإنها تساعد على حماية بقية أجزاء العين، وكرة العين مملوءة بسائل شفاف يحافظ على قوامها وشكلها، وبيخ مؤخرة العين توجد الشبكية المكونة من أعصاب دقيقة تتجمع فتكون ما يعرف بالعصب البصري، وتعد الشبكية الستار الذي تسقط عليه صور المرئيات التي نشاهدها. فإذا سقطت الصورة على الشبكية فإن العصب البصري ينقل صورتها مباشرة إلى المخ ومن ثم تبصرها العين. إن الاهتمام باللون بدأ حديثاً عن طريق روبرت هنت عندما قام بإجراء بعض التجارب على بعض النباتات، ثم تبعه بعد ذلك دكتور بانكوست، حيث ألف كتاباً بخصوص استخدام اللون لأغراض علاجية، حمل هذا الكتاب عنوان «الضوء الأحمر والأزرق»، وتناول هذا الكتاب استخدام الأشعة الحمراء المثيرة والأشعة الزرقاء المهدئة والتباين بينهما حول التأثير بيخ الجسم البشري. وبين السنة التالية نشر الدكتور بابيت عمله المتميز الذي يصففيه تأثيرات ألوان الطيف المختلفة واستخدامها كوسائط علاجية. اكتشاف العالم الهندوسي غاديالي سنة 1921م المبادى العلمية التي تبين وتشرح أن للأشعة الملونة المختلفة تأثيرات علاجية متنوعة على الكائن الحي. وبعد سنوات من البحث نشر غاديالي، موسوعة بيخ قياس الألوان الطبيعية، وهذه الموسوعة كانت تحفة في مجال العلاج باللون. وقد قام غاديالي بتطوير نماذج كثيرة من مصابيح اللون، وصرح بأن الألوان تمثل الفعاليات الكيميائية بين مجموعات ثمانية التردد، ولكل كائن حي ولكل نظام من أنظمة الجسم لون خاص يثير وينبه، وآخر يكبح عمل ذلك العضو أو النظام، ما الألوان الأساسية للعلاج؟ لقد وجد العالم غاديالي أن اللون الأحمر والأخضر والبنفسجي هي الألوان الأساسية للعلاج اللوني، وقال:«إن الألوان الأحمر والأصفر والأزرق كانت الألوان الأساسية عند العمل بيخ الأصباغ، ولكن أشعة الضوء تتبع قوانين تختلف عن تلك التي تنطبق على مزج الأصباغ». اللون هو أحد خواص الضوء إن للألوان تأثيرها على النفوس والأمزجة والطبائع