إذا كنت تعاني مشكلات صحية في القلب أو الرئتين فحدق في اللون الأخضر، أما إذا كانت تعاني أمراضاً نفسية فربما يكون اللون الأزرق هو بوابة لشفائك، وعليك بالأحمر إذا كنت واحداً من المصابين بمرض فقر الدم المنجلي. قد يُصنف ما سبق ضمن الهلوسات، بيد ان"العلاج بالألوان"، بات يصنف ضمن أنواع العلاج بالطب البديل، الذي يثير في حد ذاته جدلاً واسعاً بين الأطباء والمهتمين. وعلى مدى ساعتين، أوضحت زينب آل سعيد، وهي حاصلة على دورات عدة في"طب العلاج بالألوان"، للحاضرات، في أمسية أقيمت في القطيف أخيراً، أن"العلاج بالألوان يتم عبر آلية محددة، تتضمن معرفة"العجلة أو الدوامة التي توجد منها سبع في جسم الإنسان"، مشيرة إلى ان"لكل لون تردداً تذبذبياً أو اهتزازياً". واستعرضت طبيعة العلاقة بين الألوان والإنسان والأمراض التي يصاب بها. وقالت:"تختلف الألوان في ما بينها تبعاً لطول الموجة الخاصة بالشعاع المنبعث من كل لون، فطول موجة الأحمر هي التي تجعلنا نراها حمراء. ويعتقد العلماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك تردداً ينبعث بقوة وايجابية عندما يكون الإنسان موفور الصحة، ولكن عندما يصاب بالمرض فإن هذا التردد يصبح غير متوازن"، لافتة إلى أن"الأجزاء المختلفة من الجسم والحالات المرضية المتعددة والأوضاع العاطفية المختلفة، تستجيب بصورة أفضل للألوان المختلفة، فعندما يكون الجسم معدوم التوازن فإنه يبحث في شكل طبيعي عن الألوان التي يحتاجها". ويكون العلاج بالألوان ببعث أشعة ضوئية في المناطق المستهدفة في الجسم، إذ يتم الحصول على هذه الأشعة من خلال مزود ضوء أبيض، وعبر مصاف تختار طول الموجات المحدد، الذي تراه العين كالألوان. وشرحت الآلية العلاجية للألوان،"الألوان الرئيسة التي تؤثر على الإنسان وهي التدرجات اللونية لألوان الطيف، مقسمة إلى ألوان أكثر هدوءاً وراحة، وتسمى ألواناً باردة وأخرى نشيطة مليئة بالطاقة، تسمى"حارة"، مستشهدة ب"البنفسجي الذي يعتقد أنه يفيد في تخفيف الاضطرابات الهرمونية، أما البرتقالي فينشط الجهاز الهضمي، فيما أثبتت الأبحاث العلمية أيضاً أن اللون الأخضر مفيد للقلب والرئتين، وغالباً ما يعتبر الأزرق جيداً للمشكلات النفسية". ويستخدم المعالجون أساليب مختلفة أثناء العلاج"كتغطيتهم بأوشحة ملونة، أو تسليط أضواء ملونة على أجزاء مختلفة من أجسادهم، أو عرض ألوان معينة عليهم، أو تدليكهم بزيوت ملونة. وأظهرت دراسات علمية أن تسليط الضوء الأحمر، ولمدة معينة على عيون مجموعة من المرضى الذين يعانون الصداع النصفي، وفي بداية ظهور مرضهم، فإن 93 في المئة منهم تعافوا جزئياً نتيجة هذا العلاج. وأرجع المعالجون السبب في ذلك إلى أن الأحمر يزيد ضغط الدم الشرياني، ويوسع الأوعية الدموية. كما اتضح أن الأحمر يدخل في علاج فقر الدم، كما يعمل على الشفاء من الاكزيما والحروق والحميات الحادة، إضافة إلى قدرته على تقوية جهاز المناعة ويرفع من مستوى معدل ضربات القلب". وللون الأصفر تأثير على الذاكرة، ونصحت آل سعيد بأنه"كلما أردت أن تتذكر شيئاً"اكتبه على ورقة صفراء، فهو لون يساعد على التخلص من الاكتئاب أيضاً، ويساعد على إعادة بناء الأنسجة"، مستدركة"يحظر استعماله للحوامل، لأن له تأثيرات جانبية على عمل الكليتين". ويستخدم العلاج بالألوان للأطفال، في حال إصابتهم بصعوبة القراءة والتوحد، وخلل التناسق،"لا سيما استعمال الصناديق الضوئية الملونة، التي حققت نتائج ايجابية"، وفي حال لم تكن النتائج من الناحية الطبية مجدية، سيكون لها تأثير على مستوى الصحة النفسية، لتحقيق الراحة وتحسين نوعية حياتهم، خصوصاً المصابين بالأورام السرطانية. كما ان للألوان تأثيراً على المكفوفين نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم". واختتمت بتلخيص الآلية التي يتم استخدامها أثناء العلاج بالألوان"اللون طاقة مشعة، لها طول موجي معين، تقوم المستقبلات الضوئية في الشبكية بترجمتها إلى ألوان، وتحوي الشبكية ثلاثة ألوان، هي: الأخضر والأحمر والأزرق، وبقية الألوان تتكون من مزج الألوان الثلاثة، وعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم"فإنها تعمل على تنبيه الغدة النخامية، ما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية".