نستقرئ من رئاسة سمو ولي العهد وفد المملكة لقمة العشرين ولقاءاته مع زعماء وقادة العالم الكثير من المعطيات الإيجابية التي تؤكد ثقل المملكة السياسي والاقتصادي، والإيمان بأهمية دورها الاقتصادي حالياً ومستقبلاً في تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.. كان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع حاضراً بقوة في قمة العشرين، والتي عقدت في الأرجنتين، وضمت أقوى اقتصاد عشرين دولة تمثل ركيزة العالم الاقتصادية، فقد التقى سمو ولي العهد عدداً من القادة والزعماء والمسؤولين الدوليين منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، والرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ورئيس جنوب إفريقيا، ورئيس وزراء الهند، ونائب الرئيس الإندونيسي، كما عقد لقاءات ودية مع آخرين منهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والرئيس الفرنسي ماكرون. ونستقرئ من رئاسة سمو ولي العهد وفد المملكة لقمة العشرين ولقاءاته مع زعماء وقادة العالم الكثير من المعطيات الإيجابية التي تؤكد ثقل المملكة السياسي والاقتصادي، والإيمان بأهمية دورها الاقتصادي حالياً ومستقبلاً في تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي. ونجاح الإصلاحات التي قادها بكل ثقة واقتدار سمو ولي العهد بشكل فاق توقعات حتى أكثر المتفائلين في غضون وقت قصير قياساً بحجم هذه الإصلاحات. كما نستقرئ أيضاً رغبة هؤلاء القادة بالمشاركة في خطط التغيير المختلفة التي تنفذها المملكة للانطلاق نحو المستقبل، وهو تأكيد عملي على نجاح استراتيجية الإصلاح الاقتصادي في التحول من دولة نفطية إلى دولة استثمارية متنوعة المصادر، سواء من خلال تخصيص المواقع الاستثمارية الضخمة في شمال المملكة وغربها، وتأسيس الشركات الصناعية، والسعي لتأسيس أكبر صندوق سيادي في العالم، وبناء المدن الاقتصادية، ومضاعفة المشاركات الاستثمارية مع الشركات العالمية الكبرى. أو تكوين الشراكات الاستراتيجية لتصبح هي عنوان المرحلة الجديدة سواء مع الولاياتالمتحدة أو الصين أو اليابان أو الدول الأخرى الكبرى، فهي تمتزج جميعاً لتكوين خارطة طريق لمستقبل الاستثمارات المتوقعة والتي ستسهم في نجاح رؤية المملكة بمشروعاتها وطموحاتها الواعدة. كما حملت مشاركة المملكة أيضاً رسالة الأمة الإسلامية إلى قادة هذه الدول على اعتبار أن المملكة لا تمثل نفسها فقط في هذه القمة العالمية، بل إنها تمثل العالمين العربي والإسلامي برعايتها المقدسات الإسلامية، وعنايتها بالمسلمين في كل مكان، فالمملكة كانت وستبقى ركن العروبة ومهد الإسلام، فعمقها العربي والإسلامي الذي أكدت عليه رؤية المملكة 2030 في مرتكزاتها هي الأساس لتطوير هذه البلاد، حيث تمكنت من الانطلاق نحو المعاصرة دون أن تتخلى عن ثوابتها، ومبادئها، وقيمها الأصيلة. ومن المعطيات الإيجابية الأخرى التي تحققت من هذه القمة العالمية، أن التغيير الذي تشهده المملكة سياسياً واقتصادياً هو محط أنظار العالم. فالتغيير الذي نراه في المملكة خلال هذه السنوات القصيرة وقوده الشباب الذين يشكلون النسبة الكبرى من السكان. وهذا ما يمكّن من تحقيق النجاحات المطلوبة في التغيير والتطوير بسلاسة ويسر. هؤلاء الشباب هم قادة التغيير بعد أن بدأت أفواج الشباب والشابات من مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي تعود إلى أرض الوطن بعد أن حصلت على التخصصات المختلفة التي تحتاجها مرحلة التغيير المستقبلية. وسنرى المملكة - بإذن الله - وقد انطلقت بقيادة هذا التغيير وانتقلت إلى المستقبل بروح الواثق نحو تحقيق رؤية المملكة 2030. ولا ننسى أيضاً أن ما حدث في هذه القمة من الاهتمام غير المسبوق، واللقاءات مع قادة العالم الاقتصادي هو أكبر دليل على لجم الأفواه المشككة في قدرة المملكة وتبوئها المكانة الاقتصادية والإقليمية المهمة، فمهما حاول المرجفون والمصطادون في الماء العكر التشكيك في نجاعة خطط التغيير والإصلاح التي يقودها سمو ولي العهد، فإن الشواهد تؤكد عكس ذلك وآخرها قمة العشرين. ونقول لهؤلاء المرجفين والمشككين: موتوا بغيظكم، فتقاريركم الصحفية وتغطياتكم الإخبارية ما هي إلا تقارير مدفوعة الثمن لأهداف معروفة، ونيات مكشوفة، ولن تثنينا عن المضي قدماً في سياسة الانفتاح والتغيير لبناء مستقبل هذا الوطن الغالي علينا جميعاً.