سلط تحقيق صحفي يمني الضوء على جرائم وانتهاكات قوات "الباسيج النسائي الحوثي"، والمهام القذرة التي تمارسها المجندات الحوثيات بحق النساء اليمنيات، وفي ملاحقة الناشطات وطالبات الجامعات واقتحام مساكن الطالبات ومداهمة المنازل في العاصمة اليمنية صنعاء، وتفتيش ومصادرة حقائب النساء والهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب وترهيب كل من يفكر في الاحتجاج ضد الميليشيات الانقلابية، التابعة للنظام الإيراني وبعث رسائل تهديد لأهالي الناشطات والطالبات والضغط عليهم. "نحن الزينبيات" وقال التحقيق: إن عدداً من الطالبات اليمنيات اضطررن إلى اتخاذ قرار الهروب من جحيم الميليشيا في صنعاء إلى مدينة مأرب وغيرها من المدن المحررة والكثير غادرن إلى أرياف محافظاتهن وتركن مستقبلهن الدراسي حفاظاً على حياتهن وأمنهن. وأضاف التحقيق "بجلابيب سود وفي أيديهن وعلى أكتافهن مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، منها قاذفات صواريخ، وزوامل وهتافات الجهاد و«الموت لأميركا الموت لإسرائيل» وملوحات بالأسلحة وبقبضات أيديهن ظهرت قبل عامين عناصر نسائية بينهن طفلات يحملن الرشاشات في عرض عسكري بصنعاء، تلتها استعراضات ومظاهرات مسلحة أخرى في مناطق خاضعة لميليشيا الحوثي، إنهن الزينبيات الجناح النسائي المسلح لميليشيا الحوثي، أو الباسيج النسائي بنسخته الحوثية" ومشيراً إلى "مجندة حوثية تحمل السلاح ظهرت في فيديو بثته قناة المسيرة الناطقة باسم ميليشيا الحوثي تقول فيه: «نحن الزينبيات» ثم رددت شعار الصرخة ملوحة بقبضة يدها. "تجنيد وتدريب" وكشف التحقيق أن ميليشيا الحوثي الانقلابية التابعة للنظام الإيراني قد اتخذت من بعض المدارس معسكرات لتدريب وتجنيد النساء وحسب المعلومات التي أوردها فإنهن وبإشراف قياديات حوثيات منهن هدى العماد، والتي درست في إيران وتقود سرية جامعة صنعاء، تلقين تدريبات على يد مجندات يمنيات كن يتبعن الحرس الجمهوري، ومدربات إيرانيات يتبعن الحرس الثوري، دربن هؤلاء النسوة على استخدام الأسلحة، وعلى التحشيد ومراقبة الإنترنت وبث الشائعات، والسيطرة على الاحتجاجات وقمعها، ولم يثبت اشتراكهن بأعمال قتالية في الجبهات، وإن أظهرت صور تواجدهن في إحدى الجبهات. مجندات حوثيات في مهمات قذرة "مهام مختلفة" وأوضح التحقيق الصحفي اليمني أن "مهام المجندات الحوثيات لا تقتصر على قمع الاحتجاجات النسائية واقتحام المنازل وتفتيشها وتفتيش أجهزة الحاسوب والهواتف النقالة ومصادرتها كما حدث للكثير من الأسر في صنعاء حيث تم سرقة هواتف وأجهزة حاسوب ومصوغات ذهبية بحجة أنها ملك الشعب" مؤكداً أن كتيبة الباسيج النسائي الحوثي تتكون من عدد من الفرق أو السرايا لكل فرقة دور ومهام محددة ولديها قيادة نسائية خاصة بها، ورجح التقرير إلى أن قوام الكتيبة يتراوح ما بين 3000 إلى 4000 مجندة. وسرد التحقيق عدداً من المهام التي تضطلع بها الفرق والسرايا بمختلف أشكالها ضمن "كتائب الباسيج النسائي الحوثي" لافتاً إلى قيام إحدى السرايا بمهمات تجسسية، وحضور المناسبات الاجتماعية كالأعراس ومجالس العزاء ورصد كل ما يذكر عن الميليشيا أو عن الشرعية وكتابة تقرير مفصل، والإبلاغ أولاً بأول، كذلك القيام باستدراج المواطنين والمواطنات المعارضين. "سرية إلكترونية" وبحسب التحقيق هناك "سرية إليكترونية تقوم بمراقبة ورصد ما ينشره نشطاء أو مواطنون ضد الميليشيا الانقلابية الحوثية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأخرى إعلامية مرتبطة مباشرة بالفرقة الإليكترونية مهمتها رصد كل ما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة (لديهم وكالة خاصة بالرصد) ورفع التقارير، والقيام بحملات منها نشر الشائعات، وسب وقذف المناوئين وتشويههم بأسماء وحسابات مستعارة، والدفاع عن الحوثيين". وتقوم الميليشيا بعمل دورات ثقافية مكثفة غالباً يتم التركيز على النساء الأميات وعلى من تقل أعمارهن عن الثامنة عشرة (ليسهل غسل أدمغتهن ووضع أو زرع أفكار جديدة) وتحشيد طائفي وتوزيع ملازم وكتيبات من محاضرات لمؤسس الجماعة وزعيمها حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل في العام 2004 في جرف بأحد جبال مران، وأيضاً الحشد للمسيرات، وجمع التبرعات وفق ما أورده التحقيق. "حلقة وصل" وذكر التحقيق أن الحوثيين قاموا بتجنيد نساء للتنسيق بين قيادات الميليشيا في صنعاء وصعدة وبين جواسيسهم وأنصارهم في مناطق الشرعية، وفي العام 2016 ألقت قوات الأمن في محافظة مأرب القبض على نساء وبحوزتهن متفجرات ادعت إحداهن وتدعى سوسن الحبيشي عدم علمها بأن الطرود تحتوي على عبوات ناسفة، وأن شخصاً يدعى جابر الحبيشي أعطاها لها لتسلمها لأحد عناصر الميليشيا في مأرب على أنها أجهزة تنصت على السلطة الشرعية وقالت إن هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها عبوات ومتفجرات. وأكد التحقيق أن "تجنيد النساء الحوثيات لم يبدأ مع اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر أيلول من العام 2014، بل منذ بدء حروب صعدة، ولكنهن ظهرن بشكل رسمي وإلى العلن في العام 2015م، ففي حروب صعدة استعان الحوثيون بعناصر نسائية لتقوم بعدد من المهام الإعلامية والحقوقية، وكذلك لتشكل حلقة وصل بين قيادات حوثية في صعدة وأذرعها الحقوقية والإعلامية في صنعاء".