كشف مصادر يمنية في صنعاء عن استضافة الحوثيين لشخصيات لبنانية طائفية تتبع "حزب الله" اللبناني، لإقامة دورات طائفية مكثفة لعناصر حوثية في مراكز "توعية" تم استحداثها في منطقة الجُراف بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ سبتمبر 2014. وقالت المصادر: إن عملية التثقيف الطائفي في المراكز المستحدثة في صنعاء وبحضور شخصيات طائفية لبنانية تتبع حزب الله، تعتمد على مناهج طائفية مستوردة من لبنانوإيران، مشيرة إلى أن المراكز التوعوية الحوثية تُقيم لقاءات ودورات ومحاضرات مكثفة عن "ولاية الفقيه" ومظلومية "الشيعة" وفي نفس الوقت تكرس الكراهية ضد اليمنيين باعتبارهم عملاء لما تسميهم "قوى الاستكبار العالمي". وتقام تلك المحاضرات واللقاءات التوعوية في منطقة الجُراف بصنعاء، حيث تم إخلاء مدرستين وتحويلهن إلى مراكز خاصة بالتدريب والتوعية والتعبئة بفترات صباحية ومسائية، حيث تخصص الفترات المسائية لتدريب مجموعات من الشباب وصغار السن، فيما تخصص الفترات الصباحية لمجموعات من النساء الحوثيات. وأوضحت المصادر أن الحوثيين ينتقون مجاميع من الشباب وصغار السن والنساء، ويتم اختيارهم وفق لمعايير عرقية وطائفية، ويتم تدريبهم في تلك المراكز، ومن ثم توزيعهم على المدارس والمساجد والأعراس والمناسبات الاجتماعية. وأشارت المصادر إلى أن المشرفين اللبنانيين يعقدون لقاءات ودورات ومحاضرات تعبوية وتدريب لعناصر نسائية حوثية على جمع التبرعات ورفع معنويات الحوثيين المقاتلين في الجبهات. وأكدت المصادر فتح مراكز للتوعية الطائفية في منطقة همدان بمحافظة صنعاء وفي منطقة بلاد الطعام بمحافظة ريمة وكذلك في منطقة آنس التابعة لمحافظة ذمار، ومراكز توعية في حراز وبني مطر في محافظة صنعاء، فضلا عن فتح مراكز توعية في محافظة المحويت وحجة. وفي السياق ذاته، قالت مصادر في وزارة التربية والتعليم اليمنية: إن الحوثيين أغلقوا عشرات المدارس الحكومية في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتهم وقاموا بتحويلها إلى مراكز خاصة بالتوعية الطائفية والتعبئة الحربية لمجاميع من عناصرهم ومن ثم توزيع تلك العناصر على المدارس والمساجد. وذكرت المصادر أن الحوثيين بمعية مشرفين لبنانيين، يكرسون الفكر الطائفي ويعملون على تطييف المجتمع اليمني، من خلال مناهج وملازم وكتب طائفية واستعراض أفلام سيرة ذاتية ووثائقية لقادة الثورة الخمينية وقيادات شيعية عراقية وكذلك عن عوامل نجاح مشروع حزب الله في لبنان ودور حسن نصر الله وعن "السمع والطاعة" لولي الفقيه. وقالت المصادر: إن المليشيات الحوثية بمعية مشرفين لبنانيين اعتمدت منهجا تربويا بخلفية طائفية متطرفة تقوم بتدريس عناصر نسائية حوثية، كما تم توزيع ملازم مؤدلجة بشكل طائفي يتبادلنه بينهن بشكل سري ومنظم. وأشارت المصادر اليمنية أن عمليات التدريب الطائفي تتم أيضاً عبر نساء حوثيات درسن في إيران وبدأ النشاط بشكل فعلي منذ عودتهن في 2012. وحاليا باتت عملية التدريب والتوعية عملية ممنهجة من إيران حتى تتمكن من خلال وكلائها الطائفيين الحوثيين من السيطرة على مرتكزات الجماعة الدينية والسياسية والعسكرية والصعود إلى القيادة بشخصيات تدين بالولاء العقائدي المطلق لإيران. وفي ظاهرة غريبة على المجتمع اليمني المحافظ، كثفت المليشيات الانقلابية خلال الآونة الأخيرة من علمية تدريب مجاميع نساء حوثيات في معسكرات تدريب خاصة في العاصمة صنعاء، بعض تلك المعسكرات سرية وأخرى معلنة، يتم تدريبهن فيها بشكل يومي على كيفية استخدام الأسلحة المختلفة. ووفقا لمصادر محلية يمنية، فإن المليشيات الحوثية تقوم بعمليات تدريب النساء الحوثيات على مختلف أنواع الأسلحة بإشراف من وزارة الشباب في حكومة الانقلاب غير المعترف بها محليا ودوليا. وبث ناشطون يمنيون صورا لوزير الشباب في حكومة الانقلاب وهو يشرف على متدربات حوثيات وهن يقمن بالتدريب على استخدام السلاح في صنعاء، وتظهر فيها مدربات وهن يقمن بالشرح للمتدربات الحوثيات على استخدام قطع السلاح. وكشفت المصادر أن الحوثيين افتتحوا المركز التدريبي في حي الجُراف ويقومون بإغراء الفتيات أنهم سيعطوهن شهادات علمية معتمدة من وزارة التعليم العالي باعتبارها جامعة، بينما يعملون بشكل حثيث على تشكيل وعي طائفي.