ها هو خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يلقي خطابه السنوي، الذي لا يترقبه أبناء هذا الوطن المعطاء فقط بل العالم أجمع. إن ما يميز خطاب مجلس الشورى، أنه اتسم بالوضوح والشفافية، وأنه مرآة لرسم السياسات الداخلية، وفيه مضامين تتعلق بالسياسة الخارجية للمملكة، ويعد خريطة طريق واستراتيجية لمختلف القطاعات في الدولة سواء الحكومية أو الخاصة، فعلى الصعيد الداخلي اهتم - حفظه الله - بالمواطن السعودي، وبأنه رمز لتماسك الوحدة الوطنية، وأشاد بشباب وفتيات الوطن؛ كونهم القلب النابض لمجتمعنا، وأنهم العنصر الرئيس للتنمية، وحرص - حفظه الله - على تمكين المرأة، وأنها شريك الرجل في مملكتنا الحبيبة، وذات حقوق كاملة ضمنتها لها الشريعة الإسلامية. ومن منطلق الأبوة والإنسانية النبيلة، فقد أشاد - حفظه الله - بدور جنودنا البواسل في الدفاع عن أمن وطننا، فهم من قضوا وهم يدافعون عن بلادهم، فتعهد برعاية أبنائهم، فجزاه الله خير الجزاء. كما عرج - حفظه الله - على اهتمامه الكبير بتنمية الوطن والمواطن، وذلك بعدد من الزيارات التي قام بها وولي عهده الأمين في الآونة الأخيرة لعديد من مناطق المملكة ووضع حجر الأساس لعدد من المشروعات الوطنية، كما أنه اهتم - حفظه الله - بالقطاع الخاص، ووصفه ليس فقط في هذا الخطاب، بل في خطابات سابقة، بأنه شريك استراتيجي مهم في مرحلة النمو الاقتصادي الطموحة المقبلة، وذلك وفقاً لرؤية المملكة 2030، لتكون مملكتنا من الدول المتقدمة في جميع المجالات، ومنها التقنيات الحديثة المتطورة التي سيبنى عليها المستقبل القريب وبقوة. أما على صعيد السياسة الخارجية للمملكة، فقط أكد - حفظه الله - أن المملكة متمسكة بالثوابت الشرعية التي قامت عليها هذه الدولة، وأنها الدستور الذي نسير عليه، حيث قال - حفظه الله - إننا نسعى إلى تطوير هذه البلاد المباركة، مع الحفاظ على ثوابت العقيدة السمحة، وهنا رسالة أخرى للعالم بأن ثوابتنا الدينية لا تتغير، ولن نسمح بأن تستغل باسم الدين لغرض الانحلال أو التطرف، بل نسعى إلى ترسيخ الاعتدال والوسطية، ليس في حاضرنا هذا فحسب، بل منذ تأسيس الدولة على يد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله، ونوه - حفظه الله - بدور النيابة العامة منذ تأسيسها لتحقيق الأمن والأمان وفق الشريعة الإسلامية السمحة. كما أنه - حفظه الله - أرسل رسالة إلى كل كائد ومتربص بوطننا، أن الدولة ماضية في خططها لاستكمال تطوير أجهزتها، وضمان سلامة إنفاذ الأنظمة والتعليمات، وتلافي أي تجاوزات أو أخطاء، وعرج أيده الله على مواقف المملكة تجاه القضايا الدولية، وأكد أن قضية فلسطين تحتل الصدارة في القضايا التي تهم المملكة، وأكد دعم المملكة للشعب اليمني، والتزامها بالقرارات الدولية بحق اليمن، كما حذر - حفظه الله - من التدخلات الإيرانية في دول المنطقة وسياستها التخريبية.