اتخذت الولاياتالمتحدة إجراءات ضد شبكة إيرانية روسية أرسلت الملايين من براميل النفط إلى سورية ومئات الملايين من الدولارات بصورة غير مباشرة إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" وجماعة حزب الله اللبنانية. وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن هذا الترتيب المعقد تضمن مواطنا سوريا استخدم شركته التي يقع مقرها في روسيا في شحن نفط إيراني إلى سورية بمساعدة شركة مملوكة للحكومة الروسية. وساعدت سورية لاحقا في تحويل مئات الملايين من الدولارات نقدا إلى جماعة حزب الله التي تشارك في الحكومة اللبنانية وتقاتل كجماعة مسلحة، وكذلك إلى حماس التي تدير قطاع غزة. وقالت وزارة الخزانة إن سفنا تحمل النفط الإيراني أغلقت منذ عام 2014 أجهزة الإرسال والاستقبال فيها لإخفاء الشحنات المتجهة إلى سورية، مضيفة أن وزارة الخارجية الأميركية وخفر السواحل الأميركي أصدرا ملحوظة إلى الأوساط الملاحية بخصوص خطر التعرض لعقوبات في حالة نقل شحنات نفط إلى الحكومة السورية. ويظهر هذا الترتيب المزعوم كيف سعت روسيا إلى تقويض السياسة الأميركية إزاء سورية حيث تدعم واشنطنوموسكو أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية التي بدأت في العام 2011، وكذلك إزاء إيران التي تسعى الولاياتالمتحدة إلى وقف برامجها النووية والصاروخية ودعمها لفصائل تحارب بالنيابة عنها في المنطقة. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان للإعلان عن فرض عقوبات على من تصفهم وزارته بأنهم مرتبطون بالشبكة "نتحرك اليوم ضد مخطط معقد تستخدمه إيرانوروسيا لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد ولتوفير الأموال للنشاط الإيراني الخبيث"، وأضاف "مسؤولو البنك المركزي الإيراني مستمرون في استغلال النظام المالي العالمي". وقال ريتشارد نيفيو وهو خبير في مجال العقوبات بجامعة كولومبيا "يفضح الترتيب جهود روسيا لدعم الأسد من أجل مصالحها مما يعمل على التصدي لرغبة الولاياتالمتحدة في عدم بقاء الأسد في السلطة". وذكرت وزارة الخزانة في بيان أن من بين المستهدفين المواطن السوري محمد عامر الشويكي وشركته جلوبال فيجن جروب ومقرها روسيا. وأضافت أنهما لعبا دورا محوريا في نقل شحنات النفط الإيراني إلى سورية وتحويل الأموال إلى "وكلاء" لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وقالت الوزارة إن من بين المستهدفين أيضا المواطن السوري حاج عبد الناصر والمواطن اللبناني محمد قاسم البزال والمواطن الروسي أندريه دوجاييف وإيرانيان هما رسول سجاد وحسين يعقوبي مياب. وأضافت أن سجاد ويعقوبي، وهما مسؤولان في البنك المركزي الإيراني، كانا يسهلان التحويلات التي يجريها الشويكي. وشملت العقوبات شركة (بروم سيريو إمبورت) وهي شركة تابعة لوزارة الطاقة الروسية قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها سهلت شحنات النفط الإيراني إلى سورية، وكذلك مصرف (مير بيزنس) وشركة (تدبير كيش) الطبية والدوائية ومقرها إيران. ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن أوليج موروزوف عضو مجلس الاتحاد الروسي قوله في وقت متأخر الثلاثاء إن روسيا ستواصل تزويد سورية بالنفط التزاما باتفاقها مع دمشق رغم ضغوط الولاياتالمتحدة. وقال "يبدو أن الهزيمة السياسية في سورية تدفع الولاياتالمتحدة إلى العودة إلى فكرة تغيير النظام في دمشق. لذلك، يصبح الضغط الاقتصادي من خلال وقف إمدادات النفط أداة للحرب الاقتصادية الجديدة مع بشار الأسد وبشكل غير مباشر مع موسكووإيران". ووفقا لموروزوف، فإن روسيا تتصرف وستتصرف "بشكل قانوني تماما". وأضاف "لدينا اتفاق مع سورية وبالتالي فإن الامر متروك لنا لنقرر ما الذي نورده ولمن. سيكون هذا هو جوابنا، إنه أكثر فاعلية من العقوبات المضادة". وأحجمت وزارة الطاقة الروسية التي تتبعها شركة (بروم سيريو إمبورت) عن التعليق، ويؤدي إدراج وزارة الخزانة الأميركية الأفراد والكيانات على لائحة العقوبات إلى عزلهم فعليا عن النظام المالي العالمي بتجميد أي أصول لهم تحت الاختصاص القضائي الأميركي وتحذير المؤسسات غير الأميركية من التعامل معهم.