امرأة برصاء تقتعد كُرسيّاً من الخيزران في كوخٍ صغير، تبيع ببخس الدراهم الحظوظ القليلة، يقف في الصفّ الذي يمتدُّ من كرسيها فتى ذو بشرة سوداء، ليشتري نصيبه من الحظوظ، ولو لحظة فقيرة، وحين وَصَلَ دَورهُ أرته وجهه على الدرهم الرديء، فسألها: * هذه ورقة أنهكتها الأيدي بتبادلها.. أخبرته وهو مُرتعب من موميائها: * الموت يلاحقك.. فقال متبسماً بشفتين ناشفتين: * أتسخرين منّي؟!.. ردّت بعد ضمّ شفتيها وانفراجهما: * ولن ترجع بحظٍّ أقلّ من هذا.. فحُمِل صباحاً في تابوتٍ رخاميّ يتبعه من المُشيّعين عشرون، أغلبهم من الكهول.