طمع شرِبَ الماءَ حتّى خرجَ من أظفاره! يعلم أنه ليس له وحده.. لكن..؟! كانَ بينَ طرف الإناء وشفتيه شيءٌ ما؟! متعبُ هوَ.! ترجّل حتى وصل.. الباب المفتوح قليلًا؛ مثلُ نهارٍ في أوله مسهُ بيده، دفعهُ كما فعلتْ بهِ مئات الأيادي قبله. كان للبابِ صريرٌ يُشبه الأنين كفاه مئونة النداء.. رحيل.. بعد أن تجاوز السبعين.. قال: وقد شقّهُ عناء الراحلين..، وتوسد ذراع ألطف الصغار المحبوبين..، إذا كان.. من رحل جزءٌ من طينة أرض الحُب؟ ؛ فإني نجمٌ بدأ في الأفول.. سأستخلي بالذكرى.. فهي بلا شك.. أنيسي الملول.. ذهب من كانوا في مثل سنه أمّا دمعهُ فلا يزال مهراقًا.. ملكتهُ الحيرة.. فتنفس من تنفس القدامى.. وأنشد والشهيق يلعثم لسانه، وتيبس الهواء في حلقومه، ثم أغرورقت عيناه، بأحر الدموع، وأذنت مدامعه بالذبول المسموع، فكرِه أن يستوكفها، فقطع إنشاده المُستحلى، وأوجز في الوداع وولى! بعد أيام... سمعوه في أعلى أحد الرجوم.. يهيجن بأسمائهم.. ومناقبهم.. قضى نحبه.. وكل من مر إلى جوار ذلك الرجم الذي كان يقتعده.. شعر بقصائده المهوجنة.. تنداح في الأرجاء. فقد.. يقفُ داخل المجمع التجاري.. في جمع ٍٍ من الناسْ.. مشغولٌ... غير آبه ٍ بشيءٍ سوى التبضُّّع. سمع نداءًا من خلال «الميكرفون» الداخلي للسوق.!! لم ينتبه للنّداء.. بعد صمت المتحدّث - رددت الحيطان اسمها!! مسّه الاسم المتضخم بفعل الصدى فكان كصوتٍ من لهب لسع قلبه..! أحسّ على إثره أن الشعرات النائمة على ساعدا يديه تشوكت..! افترشت صورتها كل نفسه.. تماسك في داخله... جمع أغراضه.. دفع الحساب.. همّ بالعودة إلى سيارته.. لكن! جوار الباب الكبير يتزاحم الناس للخروج.. الاسم أنهك قواه... اقتعد كرسيًا خلف المحاسبين حتى يخفّ الِزحام.. همس لنفسه: في الصمت.. تئن ما تريد.... ابتلع ريقه بصعوبة.. مغمضًا عينيه.. عاد إلى البيت.. يحمل كل أشيائه المعتادة إلا الألعاب..