من شعراء الوطن الشباب، الذين أبدعوا في كتابة القصيدة الشِّعرية المُعبّرة والمُدهشة، فأشعاره لا تُملّ؛ لما يمتلكه من أدوات القصيدة الناجحة، التي تجبر المتلقي على سماعها، والتأمّل في معانيها، والغوص في أعماقها، كان لنا معه هذا اللقاء الذي تحدث فيه شاعرنا عما يجول في خاطره من ذكريات وآمال. * كيف تنظر الآن لساحة الشِّعر في عصر التطور والانفتاح؟ * أخفت كثيرا من الشعراء المقتدرين، وأبقت قليلا منهم، وفتحت المجال لكثير من الشباب ممن لديه الموهبة، ونستطيع أن نقول إن هذا الانفتاح تجاوز مطبوعات الشللية، وحرر شعراء من قيود الاستجداء، وأصبح الشاعر ينشر قصيدته بضغطة زر. * متى تكتب الشِّعر.. ومتى الشِّعر يكتبك؟ * أكتب الشِّعر.. عندما تكون الفكرة قد اقتحمت واستوطنت العقل، ودارت في مخيلتي لتستقر في هدوء الانزواء، وتستبدني آخر الليل لأسامرها وتسامرني حتى ينتاب قلمي ودفتري الإعياء، ويكتبني الشِّعر عندما أغادر حالة عاطفية أو اجتماعية أو موقفا عابرا هزّني بعدها بأيام يكتبني الشِّعر بكل صدق. * أين ترى نفسك بين شعراء اليوم؟ * لا يمكن لشاعر صادق أن يقيّم نفسه، ومن المستحيل أن أضع شاعريتي في مرتبة معينة بين الشعراء؛ لأن فيهم الأجمل والأقوى والأبلغ، ولن أكون صادقاً لو قلت إنني ما زلت تلميذاً على مقاعد الشِّعر. * هل لك حضور في الشبكة العنكبوتية؟ وهل لها تأثير في دفع حركة الشِّعر؟ * نعم ولي موقع على قناة اليوتيوب، وحضور عبر التويتر، والسناب، وأنشر في بعض المواقع كلما سنحت الفرصة رغم أنني مقل. والشبكة العنكبوتية أصبحت كل شيء في حياتنا، وتأثيرها ملموس وواضح في الحركة الشِّعرية وإبراز كثير من الشعراء الشباب. * ما أهم المحطات في مسيرتك الشِّعرية؟ * عندما أصدرت أول ديوان مطبوع بعنوان: «وجه الزمن» وديوان صوتي بعنوان: «عبث طفلة». * من الشعراء الذين تربطك بهم علاقة شِعرية وشخصية؟ * في زمن كنا أصدقاء، لكن القدر أبعدنا، فمنهم من أبعده الموت، ومنهم من ابتعد بسبب مشاغل الحياة، وقد تشرفت بصداقة الشاعر: طلال الرشيد -رحمه الله- فقد كان شاعراً يمتطي صهوة التواضع، والأخذ بيد كل شاعر مبتدئ عبر مجلة «فواصل» في ذلك الحين.. وكنت من ضمن الشعراء الذين ينشرون عبرها، والشاعر: عبدالله حَمْير القحطاني أخ وصديق ورجل مواقف، والشاعر: راشد بن جعيثن تشرفت بصداقته عبر صفحة شعبية في مجلة «اليمامة» فهو المعلم والأب.. أطال الله في عمره. * من الذي تجده ينتصر في شِعرك الحُبّ، الوطن، الألم؟ * الحُبّ والألم: ينتصران وينهزمان؛ لأنهما حالة عابرة، الوطن: ينتصر دائماً؛ لأنه حاضر في كل وقت. * ما الهاجس الذي يسيطر على مشاعرك أثناء الكتابة؟ * هاجس ألا يُطرق باب مجلسي وأنا في حالة جنون الكتابة. * ما الجديد اللاحق؟ * قصيدة في بلدتي «أثيثية» تتكلم عن معالمها ومسميات أماكنها بفكرة لم يطرقها شاعر من قبل من شعراء بلدتي. * آخر قصيدة كتبتها؟ * عن الوطن قصيدة شِعر لا تنتهي، هذه أبيات قليلة آخر ما كتبت: لو الوطن يسمع كلامي وأنا جيه كان أنتفض رمله وطينه وجوّه هو محزمي والدين درع المواجيه لا شبّة الفتنه.. وقامت تفوّه أكسر له أضلوعي فدى كيف ماافديه وأمشي على شوكه وجمره وضوّه أنام في حضنه أمن ليل وأسريه مثل السحاب اللي تبختر أبنوّه لو يطلب أنفاسي من الضيق لأعطيه له الفضل دام الفضل فالمروّه دام الملك سلمان بالعزّ يسقيه من طيب أبو فهد الوطن زاد قوّه * كلمة أخيرة؟ * أتمنى أن أكون قد لامست شيئاً من قبولكم، وألا أكون ضيفاً عابراً تجاوزته الذكريات، كل الشكر لك أخي بكر هذال وللقائمين على جريدة «الرياض» عامة والصفحة الأدبية والشعرية «خزامى الصحارى» خاصة، فقد أيقظتموني من سبات كنت أعتقد أن لا صباح له، ألف شكر مرة أخرى على هذه الاستضافة. راشد بن جعيثن عبدالله القحطاني Your browser does not support the video tag.