علمت "الرياض" من مصادر قبلية يمنية مطلعة أن ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران بدأت في تنفيذ خطة لتصفية القبائل اليمنية والإطاحة بشيوخ ووجهاء القبائل في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيا. وفي مقدمتهم شيوخ قبائل طوق صنعاء الذين وقفوا موقفاً محايداً ورفضوا الاشتراك مع الحوثيين في القتال وفي الوقت نفسه لم ينخرطوا في القتال إلى جانب الشرعية واختاروا البقاء في مناطقهم وقراهم الريفية مع أبناء قبائلهم. يأتي ذلك بعد تلقي زعيم الجماعة الانقلابية عبدالملك الحوثي تقارير ميدانية تفيد بضعف تفاعل شيوخ ووجهاء القبائل ورفضهم تبني عملية التحشيد والامتناع عن إطلاق دعوات برفد جبهات الميليشيا الانقلابية التي تعاني أزمة مقاتلين، الأمر الذي ساهم بشكل مؤثر في فشل حملات التعبئة في جذب أبناء القبائل اليمنية إلى صفوف ميليشيا الحوثي وحشدهم إلى جبهات القتال لمواجهة السلطة الشرعية المسنودة بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. ووصف الحوثي شيوخ القبائل الذين رفضوا تبني عملية الحشد والمشاركة في القتال إلى جانب الميليشيا الانقلابية ب "الخونة" وفشل في قيادة حملة إعلامية لتحريض أبناء القبائل بهدف دفعهم للانقلاب على الشيوخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية المؤثرة، كما انصدم بحالة استياء واسعة في صفوف شيوخ وأبناء القبائل على حد سواء تجاه جرائم وأفعال ميليشيا الحوثي التي أوصلت اليمن إلى كارثة حقيقية وعطلت حياة اليمنيين، وأحدثت شروخاً غائرة في النسيج الاجتماعي وتركت اليمن ساحة لعبث الإرهاب الإيراني. وأفادت المصادر أن تنفيذ الخطة شملت أساليب ودسائس متنوعة من بينها اختلاق مشكلات قبلية وإحياء قضايا الثأر وإقحام شيوخ القبائل والوجاهات القبلية فيها، ومن ثم تشجيع بعض أبناء القبائل لرفع أصوات تدعو للإطاحة بهم وتبديلهم بآخرين تختارهم الميليشيات الحوثية التي تتدخل للعب دور الوسيط وتتقمص هيئة رجل الإطفاء في حين أنها من يشعل النيران ويصب عليها الزيت إلى أن تحقق خططتها. وقالت المصادر: "ميليشيا الحوثي تنصب عناصر موالية لها وتنحدر في الغالب من السلالة التي ينتمي إليها عبدالملك الحوثي، وتعمل على تركيز مصالح القبيلة بأيدي هذه الأقلية السلالية، كما تستنسخ شيوخ ووجهاء جُدداً، تقوم منحهم تسهيلات مثل تكليفهم بتحصيل "الواجبات والزكاة والضرائب" والقيام بدور الوساطة لدى الميليشيا للإفراج عن بعض المختطفين من أبناء القبيلة، بهدف تعزيز نفوذهم وإعطائهم أهمية تجعل أبناء القبائل يشعرون بالحاجة إليهم". وتعتمد الخطة الحوثية على تعزيز استراتيجية إشغال القبائل اليمنية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها بصراعات بينية وتأجيجها واختراع نزاعات وانقسامات بداخلها وبث الأحقاد بين أبنائها، وإشعال نيران الثأر فيما بينها، ومن ثم استغلال تلك الصراعات والانقسامات والنزاعات البينية لتفكيك القبائل وتدمير تقاليدها ومنظومتها الاجتماعية وإضعافها، بالإضافة إلى جعل القبائل كمجاميع متناحرة ومشتتة تنشغل بنفسها لضمان عدم حدوث أي انتفاضة قبلية ضد الحوثيين وبما يضمن لهم تثبت سيطرتهم. Your browser does not support the video tag.