عبر الكاتب والباحث صالح بن سعد اللحيدان حيال مانشرته الرياض في عدد يوم الثلاثاء 29 /1/ 1440ه فيما يخص ملتقى «تحالف عاصفة الفكر» التي انعقدت في العاصمة الإماراتية «أبوظبي» على مدى يومين متتاليين، قائلاً: تحية تقدير إلى «الرياض» لما يتم طرحه بنوعية سباقة حيال مايبعث الاهتمام بالعلم والفكر في جو اتسم بضعف القراءة وضعف التلقي سيان. مضيفاً في تعقيبه: لقد كان موضوعاً حيوياً ذا بال تحتاجه المجامع العلمية والمراكز المتخصصة في مجال السبق النوعي والذي يستشرفه عامة العلماء والمثقفون. والندوة تلك التي أقيمت في أبو ظبي حسب تتبعي لها وما نتج عن ذلك من آراء ورؤى قد كانت ذات تميز فعال وهذا بحد ذاته ما جعلني أحس بنوع من الاستبشار صوب القفزات النوعية لتقديم شيء مهم يحتاجه الإنسان في العصر الحديث. ويكمل: ولا جرم فإن مثل هذه الندوات المتحركة لعلها تتلمس ماينشده العقل الحر لا القلب المتقلب ولا العاطفة التي تميل كل الميل إلى البسيط من القول والمتكرر من الأطروحات. واستطرد اللحيدان: الذي أود تنأوله مما أشارت إليه «ثقافة اليوم»، هو أن العلم والفكر موهبتان تولد مع الشخص وتظهر عليه علامات ذلك بما يضفيه من طرح حميد قد يكون لم يسبق إليه كحال كبار العلماء والمفكرين خلال العهود السالفة حينما كانوا يجتمعون في الحلقات العلمية يستمعون إلى ما يلقيه ابن قتيبة أو ابن رشيق أو السيرافي أو ما يرويه من خلال السند مع سبق نوعي في الرواية والدراية للبخاري ومسلم وأحمد بن وارة وإسحاق بن راهوية أو كذلك مايطرحه سيبويه أو ابن جني أو الفرء. لقد كان مانشرته «ثقافة اليوم» عن هذه الندوة ذا جودة عالية نحو بث الفعاليات التي قد يكون مردودها محمودًا ولو بعد حين. موضحاً بالقول: إن المهم كثيرًا وكثيرًا هو بعث ما يمكن أن يحرك العقل لكي يؤدي دوره الفعال بإذن الله تعالى. من أجل ذلك أضع هذه القواعد العلمية والقواعد التأصيلية حتى لعل هذا يساهم بشيء يبعث على التجديد بعيداً مجرد النقل وتكرار الطرح من هنا وهناك ومثل هذه القواعد والتأصيلات تكون مدغدغة للعقل كي يؤدي دوره بعيداً عن حيل النفس وسطو العاطفة، ومن هذه القواعد: معرفة أسس اللغة وقواعدها ومعرفة دلالات اللغة على المراد والوقوف على الناسخ والمنسوخ من الآثار ومعرفة المطلق من المقيد ومعرفة الناسخ من المنسوخ وضبط أصول الأدلة الصحيح منها والضعيف، ومحاولة بذل الرأي الجديد وحسن الأخلاق في مناقشة المخالف وضبط أصول النقل والاستشهادات بفهم قوي وإدراك جيد ومحاولة إعطاء كل ذي حق حقه من العلماء والمفكرين الذين بذلوا الجهد حيال مسائل العلم والفكر وذلك عند النقاش لما طرحه هذا أو ذاك وشدة الاطلاع على كافة المسألة النظورة وما قيل حواها. وأغلب الظن أن هذا بإذن الله سوف يقود إلى الإضافات غير المتكررة في زمن العلماء والمفكرون أحوج ما يكونون إليه دون نكير ولعل هذا مني إشارة ليس إلا تفتح باباً أو مدخلاً تكون نتيجته ذات حمد في سبيل دائم مديم. Your browser does not support the video tag.