منذ نشأة الحركة الرياضية في المملكة وحتى يومنا هذا هناك أسماء غادرت الساحة الرياضية بعد أن كان لها صيت، وكما يقال بالعامية «حنة ورنة»، وجاءت مغادرتها ميدان الرياضة طبيعية، وكسنة من سنن الحياة، إذ إن دوام الحال من المحال، لذا تعاقبت أجيال وأجيال، هناك من غادر، وهناك من أقبل، وحضر من مسؤولين في قطاع الرياضة ورؤساء أندية وإداريين ونجوم كرة ومدربين وأعضاء الشرف تحتفظ بهم ذاكرة الرياضة، ويحفظ لهم التاريخ ما قدموه لرياضة الوطن، و»الرياض» من باب واجبها تجاه هؤلاء ومهنيتها الإعلامية سلطت عليهم الأضواء من جديد رغبة في معرفة أحوالهم وذكرياتهم وانطباعاتهم عن الرياضة بين الماضي والحاضر، وضيفنا لهذا اليوم مهاجم الهلال والفيحاء السابق إبراهيم القرملة؟ * كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟ * بدأت من فئة البراعم في مركز تدريب الناشئين، ثم التحقت بالفيحاء ومثلته في درجات الناشئين والشباب والفريق الأول. * أين أنت من المشهد الفيحاوي؟ * أنا موجود وأشرفت على الفريق الأول في فترة سابقة، وكانت النتائج إيجابية في تلك الفترة، وعملت بعدها في القطاعات السنية للنادي، ولكنني في العامين الماضيين حرصت على تطوير قدراتي الفنية بالالتحاق بالعديد من الدورات التدريبية داخل المملكة وخارجها وآخرها قبل أسابيع في معهد إعداد القادة. * ماذا يعني لك الفيحاء؟ * يظل الفيحاء حاضراً معي وفي وجداني حتى لو ابتعدت عنه في الآونة الأخيرة، وأعتبر نفسي متابعاً جيداً للنادي وأخباره ومبارياته، ويظل الكيان الفيحاوي بالنسبة لي عشقاً أزلياً، كيف لا وهو من قدمني للجماهير والنجومية، وجعل أندية الهلال والنصر وغيرها تتسابق للتعاقد معي، فالفيحاء فتح لي أبواب الاحتراف في بداياته واستطعت الانتقال حينها للهلال وسط مزاحمة النصر. * نفهم من ذلك أن إبراهيم القرملة بعيد عن الفيحاء؟ * بالفعل أنا بعيد خلال الأعوام الثلاثة الماضية وتحديداً بعد صعود الفريق، والسبب يعود لانشغالي الأسري والتحاقي بالدورات التدريبية والتطويرية، فأنا محب لعالم التدريب الذي أرى فيه نفسي وقدراتي، لذا فضلت الابتعاد حتى أحصل على الشهادات التي تؤهلني للعمل بشكل جيد، وتقدمت قبل أسابيع لإدارة الفيحاء للعمل في مجال التدريب وخاصة في الفئات السنية، بالإضافة إلى النادي الفيصلي والذي يشرفني أن أكون من ضمن طواقمه الفنية، ومازلت أنتظر رد الناديين. * هل ترى في عدم دعوتكم للعمل بالأندية التي مثلتها جحوداً؟ * لم تصل إلى هذه المرحلة، وأتمنى ألا تصل معي أو مع غيري من اللاعبين الآخرين، لذا نلتمس لهم العذر ونتعشم فيهم الكثير، وسبق أن عرض علي العمل في الهلال عن طريق الكابتن خالد أبو نيان قبل مجيء خورخي جيسوس للعمل في الفئات السنية، إلا أن الأمور تغيرت تمامًا بعد التعديلات التي أجراها المدرب البرتغالي على العمل في الفئات السنية، وربطها بطاقمه الفني، وتلقيت وقتها اعتذارًا من الإدارة الهلالية تقبلته برحابة صدر كون ذلك أمراً تنظيمياً بحتاً. وبهذه المناسبة أتقدم بالمباركة للأمير محمد بن فيصل على توليه رئاسة الهلال ولأعضاء مجلس إدارته. * كيف ترى مستويات الفيحاء في المواجهتين بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان؟ * الفريق لم يرتق إلى ما كنا نتطلع إليه نحن، على الرغم من الاستعدادات الباكرة وما يمتلكه الفريق من نجوم محليين وأجانب، إلا أن البداية غير مشجعة، ولكن أملنا كبير في الإدارة الحالية بأن تعالج الأخطاء سريعًا مع المدير الفني للفريق. * ما رأيك في قرار إلزام الأندية بوجود المدرب الوطني ضمن طواقم الفرق مؤخراً؟ وأين أنت من هذا القرار؟ * قرار منصف واعتراف بأهمية المدرب الوطني في الأندية، وأعتقد أن الفرصة وضعت في أيدينا كمدربين وطنيين نمتلك الخبرة والشهادات التي تؤهلنا لقيادة الأندية، فطالما طالبنا وبحّت أصواتنا كثيرًا في عهد إدارات سابقة، قبل أن يقيض للرياضة السعودية شخصية بحجم رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، والذي اختصر الطريق أمامنا وفتح آمالاً وتطلعات سنجني ثمارها في الأعوام المقبلة، وأتمنى أن يفرض الاتحاد السعودي وجود المدربين الوطنيين للعمل في القطاعات السنية. المملكة مليئة بالمدربين الوطنيين الحاصلين على الشهادات التدريبية ويحتاجون فقط للفرص، فلايزال المدرب الوطني في المملكة مهملاً وغير مرحب به، وهو ما قلل الفرص للجميع، والأمثلة والشواهد كثيرة. * كيف ترى استعدادات الهلال للموسم الجديد؟ * قد يكون الهلال من أوائل الفرق استعداداً وتكاملاً هذا الموسم، فالمؤشرات الأولية مبشرة بالخير تحت إدارة الأمير محمد بن فيصل، والذي استلم الفريق من إدارة سامي الجابر، التي قامت إدارته بجهود مميزة من تعاقدات محلية وأجنبية وطواقم فنية على أعلى مستوى، والدور الآن على اللاعبين، فهم مطالبون ببذل المزيد من الجهود ليواصل الفريق هيمنته على البطولات. * كيف تقيم صفقات اللاعبين الأجانب بفريق الهلال؟ * الأسماء مميزة ومعروفة في أنديتهم ومنتخباتهم ووجودهم يدل على حسن الاختيار، لكن نجاحهم من عدمه يعتمد على توظيف مدرب الفريق وخلق التجانس. * كيف تقيم مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم؟ * كنا نمني النفس بأن يتخطى منتخبنا الأدوار الأولى ويتأهل إلى دور ال16 أو أبعد، نظير ما قدم للاعبي المنتخب من حوافز وإعداد باكر، ولكن المشاركة تعتبر مقبولة إذا ما استثنينا خسارة المنتخب الروسي في الافتتاح. * هل أنت متفائل بمشاركة المنتخب في كأس آسيا المقبل والذي سيقام في دولة الإمارات؟ * منتخبنا يمر بمرحلة استقرار فني ونجوم مميزين شاهدناهم في بطولة كأس العالم الأخيرة، وسيكون لنا كلمة إن شاء الله. * هل ترى أن بعض اللاعبين لا يستحقون المنتخب على حساب آخرين؟ * من الصعب أن نجزم بذلك، ولكن غياب بعض الأسماء والنجوم عن تشكيلة المنتخب السعودي يثير الغرابة. * كيف ترى قرار اتحاد القدم بالسماح للأندية بالتعاقد مع ثمانية لاعبين أجانب؟ - باعتقادي أنها خطوة جيدة وستغير شكل منافساتنا للأفضل، ولكن علينا الانتظار حتى تكتمل الفكرة التي خطط لها من قبل مسيري الرياضة لدينا. * ما أفضل ذكرياتك مع الفيحاء والهلال؟ - قد يكون الصراع الداخلي الطويل الذي عايشته قبل الانتقال للهلال، وما حدث حينها من تنافس بين قطبي العاصمة للتوقيع معهم قبل أن ينهي معاناتي مؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد والأمير نواف بن محمد، بإبعادي عن أنظار الصحافة والإعلام بتذكرة سفر للبرازيل، ومن الذكريات الجميلة حصولي على لقب هداف الأندية العربية العام 1410ه وسط منافسة مع النجم المصري طاهر أبوزيد. * هل لك حقوق مالية لم تتسلمها من أندية الفيحاء والهلال؟ * خرجت من الهلال وأنا أنتظر المكافأة التي وعدني بها عضو شرف بارز أحتفظ باسمه، لأنني مازلت متعشماً فيه الخير بأن يوفي بوعده، وهي عبارة عن 350 ألف ريال وسيارة، بينما تبقى لي حقوق مالية لدى الفيحاء وهي عبارة عن جزء من رواتب متأخرة ومكافأة مالية من عقدي السابق كمدير فني للفريق قبل أربعة مواسم. * كلمة أخيرة؟ * في مسيرتي الرياضية هناك من وقف معي وساندني، ولا يمكن أن أتناساهم، فلهم مني كل الشكر والتقدير، فجماهير الفيحاء والهلال مازلت أتذكر مواقفهم الجميلة معي، كما لا يفوتني شكر رئيس هيئة أعضاء شرف الفيحاء عبدالمحسن التويجري، والعضو الداعم خالد التويجري فلهم مواقف جميلة معي، والشكر لا يوفيهما حقهما. من أفراح الفيحاء مع الهلال قضيت أجمل أيامي Your browser does not support the video tag.