من بين كثبان رمال صحاريها وقمم وسفوح جبالها ووديانها وسهولها وبحارها وأراضيها أشرقت شمس بلادي بكل فخر، ومن دار الحكم دار بن سعود نهضت بلادنا على الشرع والتوحيد والحكمة والبذل والصبر، ومن شمالها لجنوبها، ومن غربها لشرقها توحدت القلوب قبل الأراضي وهذا هو النصر، نعيش أفراحنا الوطنية وقد بلغنا من التقدم والريادة والنهضة مبلغًا لا يسعفه لا العد ولا الحصر، بسواعد حكامنا وأجيال تعاقبت على تحقيق الطموح حتى أصبحت دول العالم من أفعالنا وإنجازاتنا تنبهر، فنحن نجني ثمار مسيرة قادة بلادنا ورجالها ونسائها طوال 88 عاماً من العمل والإنجاز الذي به نفتخر، ففي السياسة نحن القرار والثقل وقرارنا أصبح أقرب للأمر نصنع السلام وغيرنا بدسائسه وإرهابه يضمحل ويندثر، واقتصاديًا أصبحنا من دول العشرين المؤثرين في الاقتصاد العالمي وقرارنا فيها ينتظر، وعسكريًا أصبحنا قوة إقليمية تمتلك ترسانة عسكرية مهيبة قل من يمتلكها في المنطقة، وهي للعدو رادع يستوجب منه كل الحذر، وشعب تسلح بالعلوم من كبرى معاقل العلم ليصبح عماد الوطن الذي لا ينكسر. هو يوم للتاريخ وسنفرح به في كل عام بإذن الله، وسنستذكر فيه ملاحم أجدادنا وآبائنا ممن ضحوا بالغالي والنفيس لأجل أن ننعم بوطن مترامي الأطراف، ومتعدد الخيرات والنعم، فلكل منا حكاية جد ساهم ولو بجزء يسير في كتابة وصناعة تاريخ ملاحم توحيد بلادنا البطولية مع مؤسسها وموحدها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، الذي جمع بحكمته وشجاعته وحنكته ودهائه وقوته وهيبته شتات الفرقاء تحت مظلة حكمه ليلتف الجميع من حوله معلناً بذلك نهاية حقبة النزاعات والخلافات، لتنطلق حكاية بناء مملكتنا الغالية مروراً بجميع عهود ملوكنا الكرام ممن بذلوا جهودهم الكريمة لإكمال مسيرتنا نحو النجاح والتقدم. إن احتفالنا باليوم الوطني لا ينحصر في احتفال أو ترفيه كما يروج له البعض بل يفوقه إلى غرس المعاني السامية، والانتماء والولاء في نفوس أطفالنا وشبابنا، وتذكير أجيال المستقبل بعظم وثقل الأمانة، وأن كل تاريخ وتضحيات ومكتسبات رجال ونساء هذا الوطن الغالي طوال عقود نضعها في عهدتهم اليوم، وإننا نعلق كل آمالنا فيهم لإكمال مسيرة الخير والعطاء، والحفاظ على مكتسبات الوطن، والنهوض به لمصاف جديدة ترفع من سقف تحدياتنا لنعانق عنان السماء، فاليوم نحن أمام جيل قادم سيصنع الفارق للانتقال ببلادنا إلى عصر جديد، وسعودية المستقبل بقيادة ملك الحزم ورؤية وعمل أمير العزم سمو الأمير محمد بن سلمان، فعيشوا أفراحكم وانتماءكم وفخركم بوطنكم وقادته فأنتم امتداد لهذا الكيان العظيم وإرثه الثمين.. Your browser does not support the video tag.