تعيش الرياضة السعودية حراكاً واسعاً وعهداً مختلفاً على الصعيدين المحلي والدولي إذ حقق مؤشرها قفزات متسارعة وغير مسبوقة نتيجة الدعم والاهتمام الكبير الذي تحظى به من قبل قيادتنا الرشيدة، وحصدت رياضتنا أولى ثمار رؤية 2030 التي لم تغفلها، وركزت عليها من أجل تحفيز المجتمع على ممارستها، وتحقيق تميز رياضي على المستوى العالمي، من خلال صناعة بيئة رياضية مختلفة تنقل رياضة الوطن إلى مراتب متقدمة عالمياً، وشهدت الفترة التي أعقبت إعلان الرؤية إطلاق حزمة كبيرة من البرامج والمبادرات والفعاليات التي تستهدف الجميع بمختلف الأعمار، وكان ذلك سبباً في تحقيق أول الأهداف برفع نسبة ممارسي الرياضة من 13 في المئة إلى 23 في المئة، على أن تصل النسبة إلى 40 في المئة بحلول عام 2030م، وبات انتشار الرياضة ملحوظ، ولم يعد حكراً على الأندية والمحترفين، فالاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية لعب دوراً كبيراً في توسيع قاعدة ممارسي الرياضة بشكل منتظم أسبوعياً، إذ أقام انشطة عدة في مواقع مختلفة. سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله- وقف بنفسه على عدد من الملفات الرياضية، وأشرف عليها شخصياً، وهو ما قفز بالرياضة السعودية نحو آفاق بعيدة، وباتت المملكة اليوم محط أنظار العالم، وحديث وسائل الإعلام العالمية، نظراً للعمل الكبير الذي يهدف إلى تطوير الرياضة، بالإضافة إلى النهج الجديد الذي بدأت فيه هيئة الرياضة من خلال استضافة المدن السعودية لعدد من الأحداث العالمية التي سيتم التطرق لها لاحقاً، ووفقاً لهذه التحركات يتفق الجميع على وجود رغبة سعودية في العودة للواجهة الدولية على صعيد صناعة القرار الرياضي الدولي، وهو ما يؤكده حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" انفانتينو إلى المملكة لملاقاة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وعاد بعد عشرة أيام إلى المملكة أيضاً للاجتماع مع سمو ولي العهد –حفظه الله-، وتكرر اجتماعهما في جدة خلال شهر مايو الماضي. الرياضة السعودية أنجزت على مدار العقود الماضية، وصعد اللاعبون السعوديون في مختلف الألعاب إلى منصات الذهب ورفعوا راية الوطن عالياً، واليوم يستمر العمل والمجهودات من أجل أن تستمر الإنجازات وتتضاعف إلى النحو الذي يواكب دعم القيادة للرياضة السعودية والأموال الكبيرة التي تصرف عليها، لذلك استحدث رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية السعودية المستشار تركي آل الشيخ اتحادات رياضية لألعاب جديدة، وأعاد هيكلة عدد من الاتحادات الرياضية، ورصد مكافآت غير مسبوقة للاعبين المنجزين بهدف تحفيزهم وتشجيعهم، وبمناسبة الحديث عن الإنجازات فالمملكة عاشت خلال الأيام القليلة الماضية فرحة تتويج منتخبنا لذوي الاحتياجات الخاصة بكأس العالم للمرة الرابعة على التوالي. بيئة الأندية الرياضية خصوصاً ووسطنا الرياضي عموماً تحسنت بعد القرارات الأخيرة التي كان سمو ولي العهد هو الداعم الأول لها، عقب أن ضخ أكثر من مليار وربع المليار ريال، سدد بها ديون الأندية الخارجية، وأنقذها بذلك من عقوبات انضباطية دولية، كما دعمها من أجل استقطاب نجوم ومدربين عالميين، وسدد مستحقات اللاعبين السعوديين المتأخرة، ووضع سموه هدف بأن يجعل الدوري السعودي من بين أفضل عشرة دوريات في العالم، وساهمت الخطوات التصحيحية والتطويرية لكرة القدم في توقيع أضخم عقد استثماري للدوري، إذ تجاوز الستة مليارات ريال. المملكة تستضيف نجوم العالم.. ورحلة الإنجازات مستمرة ويتذكر الجميع استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد –حفظهما الله- للاعبي منتخبنا بعد التأهل إلى مونديال روسيا 2018م وقبل المغادرة إلى موسكو، كما نتذكر جيداً وجود "أمير الشباب" سمو ولي العهد في مباراة السعودية واليابان التي تأهل من خلالها الأخضر للمونديال، بالإضافة إلى حرصه على الوجود في العاصمة الروسية موسكو من أجل حضور حفل افتتاح كأس العالم ومتابعة مباراة الافتتاح لمنتخبنا مع روسيا، كل هذا تأكيد على حرص قيادتنا على الرياضة والرباضيين. المرأة السعودية كان لها نصيب كبير من الدعم في الأونة الأخيرة إذ أصبحت اليوم عنصراً أساسياً في الرياضة، بعد تمكينها ومشاركتها الفعالة بدءاً من تواجدها الفعال في المناصب الرياضية، مروراً بالترخيص لإنشاء الأندية النسائية واعتماد نشاط التربية البدنية في مدارس البنات والاهتمام بتأهيل اللاعبات في عدد من الألعاب المختلفة والسماح لها بدخول الملاعب وغير ذلك من القرارات والخطوات التي جعلت المرأة شريك رئيسي في الوسط الرياضي، وبدون شك ستجني المملكة ثمار ذلك على المدى القريب والبعيد، رياضياً واقتصادياً وصحياً. أحداث رياضية عالمية استضافتها المملكة جذبت بها أنظار الجماهير العالمية في ألعاب مختلفة، وحققت نجاحاً تنظيمياً باهراً، من بينها بطولة سباق الأبطال للسيارات الذي شارك فيه أفضل السائقين العالميين، واستضافة جدة لأعظم نزال رويال رامبل وأبطال المصارعة الحرة (wwe)، وبطولة العالم للشطرنج، وماراثون الرياض الدولي، فيما تستعد لاستضافة نهائي السوبر العالمي للملاكمة على كأس البطل محمد علي كلاي، ومباراة السوبر الإيطالي بين يوفنتوس وميلان، والبطولة الرباعية الدولية التي سيشارك فيها إلى جانب منتخبنا منتخبي الأرجنتين والبرازيل اللذين سيجمعهما السوبر كلاسيكو في جدة. Your browser does not support the video tag.