فئة قليلة من النساء اللواتي يطرقن أبواب العيادات النسائية ولديهن الشجاعة ليبحن بشكواهن من سلس البول أو الاضطرابات الجنسية، وهذه المشكلة من أكثر المشكلات الطبية شيوعاً، هذه الفئة التي نتحدث عنها تشكل نسبة كبيرة من نساء المجتمع والتي يمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات: فالفئة الأولى هي تلك الفئة التي تشعر بالمشكلة وتبحث عن حلها، في حين أن الفئة الثانية هي الفئة التي تشعر بالمشكلة وتخجل من البوح بها، بينما الفئة الثالثة هي الفئة التي تعتقد أن سلس البول هو أمر طبيعي يحدث لدى جميع النساء ولا يعتبر مشكلة طبية يجب السعي لحلها. وقد أثبتت الدراسات أن «60 %» من النساء اللواتي يعانين من سلس البول تأثرت حياتهن اليومية والروتينية بشكل مباشر، وقد تبين أن «48 %» شعرن بأنها أثرت على حياتهن الجنسية، في حين أن «75 %» من النساء اللاتي شملتهن الدراسة أو أن هذه المشكلة قد أثرت على صحتهن العقلية، وفي دراسة في العام 2017م، أظهرت النتائج أن الإصابة بالسلس البولي يزيد من احتمالية الشعور بالوحدة بين البالغين المسنين، وهذا ما يفسر إلى حد كبير بعض المشكلات النفسية ومن أهمها الاكتئاب، وبهذا يمكننا الحدّ منها إذا ما شخّصت المشكلة وعولجت بطريقة طبية سليمة. لسلس البول أنواع متعددة ولكن أكثرها شيوعاً السلس البولي الإجهادي؛ وهو فقدان القدرة على التحكم في البول لا إرادياً مع أي مجهود مفاجئ مثل الضحك والسعال... وإلخ، وهناك السلس البولي الإلحاحي وهو فقدان التحكم في البول لا إرادياً بعد الإحساس المفاجئ بالحاجة للتبول، وأخيراً هناك سلس بولي مختلط بين الحالتين السابقتين. ويمكن أن يحدث سلس البول نتيجة الحمل والولادة؛ وذلك لأنهما يشكلان عبئاً إضافياً على عضلات المثانة وعضلات الحوض، مما يؤدي إلى ضعف أو تمزق في بعض العضلات التي توفر المساندة اللازمة لعنق المثانة والإحليل، وهذه العضلات من الممكن شفاؤها، وقد يتلاشى سلس البول تلقائياً ما بين 4 - 6 أسابيع بعد الولادة، وإذا استمر لأكثر من ذلك فإنه يجب مراجعة الطبيب لإجراء اللازم، حتى لا تصبح مشكلة مزمنة، ويمكن أن يحدث سلس البول نتيجة ارتفاع ضغط البطن المتكرر مثال: الإمساك المزمن، حساسية الجهاز التنفسي، مرض السكري، تقدم السن، والسمنة. والعلاج السلوكي لسلس البولي الإلحاحي كإحدى طرق العلاج الطبيعي هو بتوعية المريض بوظائف المثانة وطريقة عملها وتدوين مستمر لتوقيت عمليات التبول، وتدريب المثانة، هذا العلاج ناجح بنسبة 50 %، ويستخدم عادة منفرداً في الحالات البسيطة، وتضاف إليه العلاجات الأخرى في الحالات الأصعب، ويحتاج لفترة زمنية طويلة لتظهر نتائجه الفعالة، ويتم ذلك بأداء عدة تمارين لتقوية عضلات أسفل الحوض يومياً من دون انقطاع مثل تمارين كيجل، وقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في الحالات المبكرة. ومن طرق العلاج هناك التنبيه الكهربائي، ويتم ذلك عبر جهاز يستخدم لتنبيه العصب المغذي لعضلات الحوض، ويوضع القطب الكهربائي في المنطقة المرغوب تحفيزها، وعند استخدام الجهاز يجب أن تكون قوة الذبذبات وكثافتها أقل من مستوى الألم وينتج عنه انقباض العضلات ثم يتبعها فترة راحة مدة 5 - 10 ثوانٍ، ثم يتكرر الانقباض مرة أخرى، ويستخدم الجهاز على حسب تعليمات الاختصاصي المعالج مدة 20 - 30 دقيقة في اليوم. كما أن من طرق العلاج الطبيعي العلاج بالمجال المغناطيسي؛ وذلك باستخدام جهاز يعمل على قبض عضلات الحوض وتقويتها دون ألم، وكذلك العلاج بالليزر عن طريق المختص. ولكن في حال لم تستطع المريضة القيام بزيارة أحد مراكز العلاج الطبيعي المتخصصة فإنه بإمكان المريضة أداء تمارين كيجل في المنزل، ولكن بعد فحصها من قبل اختصاصية العلاج الطبيعي، ويجب على المريضة التخفيف من شرب الشاي أو القهوة أو أي شيء يحتوي على نسبة من الكافيين مثل الشوكولاتة. * قسم العلاج الطبيعي Your browser does not support the video tag.