كشف الدكتور أحمد حمود البدر استشاري أمراض وجراحة النساء والمسالك البولية النسائية و جراحة الحوض الترميمية عن أن السلس البولي يصيب حوالي 30% من النساء حول العالم. وحول طرق الوقاية والعلاج منه قال د. البدر :يمكن ممارسة تمارين الحوض (كيجل) لتقوية العضلات، والمحافظة على الطريقة و العادات الجيدة للتبول والتبرز، لأن العادات السيئة يمكن أن تؤدي الى ضعف السيطرة على المثانة والأمعاء، والعادات الجيدة هي شرب ما لا يقل عن 1.5 ليتر (أي 6-8 أكواب) من السوائل، إلا إذا نصح الطبيب بعدم القيام بذلك، وعدم الذهاب إلى المرحاض (على سبيل التجربة) اذا لم تكن المثانة ممتلأة، لأن ذلك من شأنه أن يخفض سعة المثانة، وتفريغ المثانة بالكامل عند الذهاب إلى المرحاض وعدم الاستعجال. ويجب الحرص على ألا يكون هناك إمساك، فذلك من شأنه أن يزيد من الضغط على قاع الحوض، وكذلك المحافظة على الوزن، وأن يكون في الحدود الطبيعية. وأوضح أن هناك أقسام أو أنواع لمرض السلس البولي وهي: سلس البول الجهدي: سلس البول الجهدي هو تسرب البول عند السعال أو العطس أو الضحك أو رفع حمل أو ممارسة الرياضة لدى النساء. ويحدث سلس البول الجهدي بصورة رئيسة للنساء اللواتي أنجبن أطفالاً عن طريق المهبل، أو بسبب تغيرات هرمونية بعد سن انقطاع الطمث. سلس الحاجة الملحة للتبول: سلس الحاجة الملحة للتبول هو تسرب البول الناجم عن الشعور بحاجة ملحة للتبول بشكل مفاجىء وشديد، فقد يعود هذا النوع من السلس لحالات مرضية كالسكتة الدماغية، ومرض باركنسون، والإمساك، أو يكون ناجماً عن مجرد رداءة عادات التبول المتبعة منذ زمن بعيد، وبعض الأحيان يكون السبب مجهولاً. سلس الفيض: سلس الفيض يحدث في الحالات التي تفرغ فيها المثانة بشكل غير كافٍ، ويحدث تسرب البول في أوقات غير مناسبة. وسببه إما ضعف عضلات المثانة، أو بسبب الانقباض الزائد لعضلة الإحليل (مخرج البول) نتيجة أمراض عصبية، أو أحياناً بدون سبب واضح. السلس الوظيفي: والسلس الوظيفي الذي ينتج عن المشاكل البدنية أو العقلية أو البيئية، كصعوبة الحركة أو عدم البراعة في استعمال اليدين أو فقدان الذاكرة، أو حتى رداءة تصميم مكان السكن مما قد يؤثر على قدرة الشخص في الوصول الى المرحاض أو استعماله. سلس النواصير: وهو تسرب البول من خلال اتصال او فتحة بين المثانة و المهبل او الرحم والناتج عادة عن مضاعفات عمليات جراحية مثل استئصال الرحم أو العمليات القيصرية. وأضاف البدر قائلا: يتم التشخيص على يد الطبيب أو عامل صحي مدرب خصيصاً لهذه الغاية بعد إجراء مقابلة معك وإنهاء فحص بدني وتلقي نتائج أية فحوصات أخرى طلب إجراؤها. هذه المعلومات ضرورية، لأنها تشير إلى بعض النواحي أو الحالات التي قد يتعين فحصها عن كثب، وإلى نوع العلاجات التي من شأنها أن تكون أكثر فائدة. وفيما يلي قائمة ببعض الأدوات التي يمكن أن يستخدمها الطبيب: جدول بياني لوظيفة المثانة يتم فيه تسجيل الأوقات التي ذهبت فيها للمرحاض، وكمية البول الذي تبولتيه وكمية التسرب قبل الذهاب إلى المرحاض، هذا من شأنه أن يظهر حدة السلس الذي تعانين منه، فحص بقايا البول لتحديد ما إذا كانت مثانتك تفرغ البول تماماًَ. وهذا الفحص هو لقياس ما بقي في المثانة بعد أن تحاول التبول بصورة طبيعية في جهاز خاص على شكل مرحاض. يتم الفحص بواسطة الموجات الصوتية وهو فحص لا يسبب الماً. وإذا لم يوجد هذا الجهاز فإنه تجرى قسطرة للمثانة بعد التبول، فحص بدني يتم فيه فحص هبوط المثانة من الخارج ثم يجرى فحص داخلي للمهبل أو المستقيم إذا لزم الأمر وبعد موافقتك. هذا ويستخدم الطبيب يده للفحص في معظم الحالات، وقد تستخدم فيه أدوات للفحص. ويتقصى من خلال الفحص الداخلي عن: قوة عضلات الحوض، وجود أي هبوط، وجود علامات لمرض السرطان، رؤية ما إذا كان هناك سلس للبول. وقال: يمكن أخذ عينة بول وإرسالها إلى مختبر للتحاليل الطبية. هذا من شأنه أن يحدد وجود أي التهاب في القناة البولية ويشير إلى الدواء أو العلاج الأكثر ملائمة. فحص حركيات (ديناميكيات) البول، وهو عبارة عن فحص خاص يتم فيه ملء مثانتك بالماء، ثم قياس الضغط في المثانة. يطلب منك أن تسعلين وأن تشدي لتحديد المشكلة الموجودة في مثانتك بالضبط. إذا تسرب منك بول خلال الفحص، لا تشعري بالخجل، فهو مجرد ماء يخرج وسيعلمنا بالمشكلة الموجود في مثانتك. قد يطلب منك أن تفرغي مثانتك في مرحاض خاص لمعرفة إذا ما كانت المثانة تفرغ البول بصورة صحيحة. يستغرق هذا الفحص 20 دقيقة، وهو ليس مؤلماً بتاتاً، لكن قد تحسي بشعور غريب بعض الشيء. وعليك أن تشربي الكثير من الماء بعد الفحص مباشرة لغسل مثانتك. وحول علاقة نوع الطعام والشراب ومرض السلس البولي قال البدر: إن استهلاك كميات كبيرة من مادة الكافيين و الموجودة في الشوكولاتة و الشاي و القهوة يساهم في زيادة سوء حالات سلس البول الإلحاحي. وقال: إن المرأة التي تضع طفلاً واحداً تكون معرضة لإمكانية تسرب البول بنسبة ثلاثة أضعاف أكثر من المرأة التي لم تلد طفلاً من قبل، وكلما زاد عدد الأطفال الذين تلدهم المرأة ازداد إمكانية تسرب البول لديها. لأنه عندما يهبط الطفل تتوسع قناة الولادة لديها، كما أن الأربطة والعضلات (عضلات الحوض) التي تحافظ على إغلاق المثانة تتمدد، وقد تتمزق هذه العضلات والأربطة، بالإضافة إلى تمزق الأعصاب. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف العضلات، لدرجة أنها تصبح عاجزة عن منع المثانة من تسريب البول. ويحدث التسرب غالباً عندما يحدث سعال، أو عطاس، أو عند رفع الأشياء أو عند ممارسة التمارين الرياضية. وأوضح أنه يمكن للمريض الاعتماد على نفسه في العلاج عن طريق عمل تمارين عضلات الحوض و والمحافظة على الطريقة و العادات الجيدة للتبول والتبرز السابقة الذكر. أما بالنسبة لممارسة الرياضة تعتبر جزء من العلاج؟ وما هي تمارين (كيجل) قال: تلعب عضلات الحوض دوراً مهماً في التحكم في المثانة والأمعاء والإحساس الجنسي. و تهدف التمارين الى استعادة قوة هذه العضلات. و هي تعتبر من العلاجات المهمة في معظم حالات سلس البول الجهدي و الالحاحي. و تمارين عضلات الحوض تكون برفع العضلات إلى أعلى، والمحافظة بقوة على هذا الوضع. وينبغي تنفيذ تمارين عضلات الحوض بسرعة وببطء. وإن كل تمرين تقليص سواء كان سريعاً أم بطيئاً يجب تنفيذه بأقصى ما تستطيعينه من قوة وإحكام، فمع ازدياد قوة عضلات الحوض يمكن المحافظة على حركة التقليص لمدة أطول، وينبغي القيام بحركة تقليص طويلة، تصل إلى فترة ثلاث ثوانٍ، أو أقل في حالة عدم الاستطاعة، كذلك تقليص عضلات الحوض ورفعها ثلاث مرات بسرعة بدون راحة، أي ثلاث مرات سريعة. بعد ذلك تقوم المرأة بتتقليص عضلات الحوض ورفعها والمحافظة على هذا الوضع لمدة ثلاث ثوانٍ، والقيام بذلك ثلاث مرات (ثلاث مرات بطيئة). وهذان التمرينان يشكلان مجموعة تمارين واحدة، فيجب محاولة تنفيذ ثلاث مجموعات كل يوم. كما ينبغي العمل تدريجياً للقيام بستة تقليصات بعد استعادة المرأة عافيتها بعد الولادة، وأن تحافظ على كل منها لفترة ست ثوانٍ على الأقل، ومن ثم يمكن لها زيادة عدد التقلصات إلى 10 مرات، والمحافظة على كل منها لفترة تصل إلى 8 أو 10 ثوانٍ كحد أقصى، وذلك ثلاث مرات في اليوم على الأقل. وأضاف البدر قائلا: إذا كان هناك تسرب، فإنه من المستبعد أن يتوقف السلس تلقائيا، ما لم تمارس تمارين عضلات الحوض لمساعدتها على استعادة قوتها، و يجب عليها أن تبادر إلى إعادة قوة العضلات بعد ولادة كل طفل إلى ما كانت عليه. ويبدأ تسرب البول لدى المرأة على الأرجح متى بلغت منتصف العمر، لأن عضلات الحوض تبدأ عادة في الضعف أكثر مع التقدم في السن. ويمكن لانقطاع الحيض أن يزيد من سوء حالة السلس.